اهتم الاسلام أيما اهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة فقد احترم حقهم في الحياه والمشاركة فيها واعتبر أن الرزق والنصر قرين رعايةهؤلاء.. وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم بل إنه نظر إلي هذه الإعاقة علي أنها تكون سببا لتكفير الذنوب ورفع الدرجات عند الله تعالي بل تكون سببا لدخول الجنة وكما قال صلي الله عليه وسلم.. إن عظم الجزاء مع عظم البلاء... بل إن الحضارة الإسلامية بها نماذج مضيئة تؤكد مدي الحرص والاهتمام بهذه الفئة والتي تبين أن لهم حقوقا كثيرة يجب مراعاتها مثل حق المساواة بالآخرين, وحق التعليم, وحق الرعاية النفسية وحق الترويح عن النفس وحق الزواج وحق توفير الرعاية الصحية لهم. يقول الدكتور سمير عبدالمنعم حسن بكلية الدعوة بجامعة الأزهر بالقاهرة من الصور السيئة في بعض المجتمعات النظرة السلبية لذوي الاحتياجات الخاصة فمنهم من يري البقاء للأصلح فقط وبناء عليه قامت بعض الدول البعيدة عن تعاليم الإسلام بقتل المرضي بمرض مزمن والمصابين بإعاقة مزمنة ومنهم من ينادي بالقضاء علي الأطفال المشوهين والإساءة لهم لها عدة صور منها النظرة السلبية نحوهم والحكم المسبق عليهم بأنهم لا يرجي منهم خير ومنها السخرية بهم والاستهزاء نحوهم والاعتداء عليهم بالضرب أو التعذيب وكذلك وضعهم في دار المسنين والرعاية الخاصة ومنها الحرمان من التعليم والإهمال في رعايتهم ولكن الإسلام يأمرنا أن ننظر لهم بعين الرحمة وأن نتعامل معهم علي أساس الأخوة الإنسانية فالإنسان المعاق بشر خلقه الله سبحانه وتعالي وكرمه كما في قوله تعالي ولقد كرمنا بني آدم وهذا رسول الله صلي الله عليه وسلم تمر به جنازة يهودي فيقوم واقفا لها فقال له اصحابه إنها جنازة يهودي فقال: أليست نفسا بل يأمرنا الإسلام أن نتعامل معهم علي أساس ان التفاضل عند الله تعالي يكون بالأمور الكسبية وهي الأفعال الاختيارية وليست القدرية قال تعالي إن أكرمكم عند الله أتقاكم وقال صلي الله عليه وسلم لا فضل لعربي علي عجمي إلا بالتقوي وقال أيضا إن الله لا ينظر إلي صوركم ولا إلي اجسادكم ولكن ينظر إلي قلوبكم وأعمالكم وقال أيضا إنه لا يأتي الرجل السمين العظيم لا يزن عند الله جناح بعوضة ويضيف سمير عبدالمنعم أن نمد لهم يد العون والمساعدة فالمسلم أخو المسلم وكذلك يأمرنا برفع الحرج عنهم لأن الله تعالي قال ليس علي الأعمي حرج ولا علي الأعرج حرج ولا علي المريض حرج الفتح ويأمرنا ديننا الحنيف أن نرحم المريض قال صلي الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الأعضاء بالحمي والسهر هذا ما يجب علينا وعلي المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقة المزمنة فعليهم أن يعلموا أن هذه الإعاقة سبب لتكفير الذنوب ورفع الدرجات عند الله تعالي يقول صلي الله عليه وسلم ما يصيب المسلم من نصيب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذي ولا غم حتي الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه وربما كانت هذه الإعاقة سببا في نزول الخير والبركة علي الأسرة بكاملها. قال تعالي وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم كذلك هذه الإعاقة قد تدفع صاحبها إلي اللجوء إلي الله تعالي والتوبة اليه والقرب منه قال صلي الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يصب منه بل إن هذه الإعاقة قد تكون سببا في دخول الجنة يقول النبي صلي الله عليه وسلم إذا أراد الله بعبد خيرا عجل له العقوبة في الدنيا وإذا اراد بعبد شرا أمسك عنه بذنبه حتي يوافي به يوم القيامة وقال إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوما إبتلاهم فمن رضي له الرضا ومن سخط فله السخط هذه الإعاقة تذكرنا بنعم الله تعالي علينا وتبين لنا قدرته تعالي وهي كذلك أية من آيات الله في خلقه فلا يجب علينا أن ننظر إلي هذه الإعاقة نظرة احتقار لأصحابها فلهم حقوق كثيرة منها حق الحياة وحق المساواة بالآخرين حق الدعوة والتعليم والرعاية النفسية بالتربية الصحيحة واحترام مشاعرهم وحق الترويح النفسي عنهم وتوفير الكفاية والرعاية الصحية لهم وأكثر من ذلك يجب لهم حق الزواج وتكوين الأسرة ويضيف سمير عبدالمنعم نري كثيرا من الصم والبكم الذين تزوجوا أعطاهم الله الذرية الصالحة بعد الزواج وبهذه الحقوق يشعر أصحاب الاحتياجات الخاصة بالطمأنينة والأمن ويذهب عنهم الشعور باليأس والقنوط بل إنهم يشعرون بالرضا والسعادة مع وجود الإعاقة وفي حياة الصحابة نماذج عديدة تؤكد ذلك وعلينا أن نشكر نعمة الله تعالي علينا نعمة الصحة والعافية ونرحم أهل البلاء وندعو كما علمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم الحمدلله الذي عافانا مما ابتلي به كثيرا من خلقه. ويقول الدكتور عبدالرءوف السيد عمر بوزارة الأوقاف إن حفظ النسل من الضرورات الخمس التي جاءت بها الشريعة الإسلامية لذلك ينبغي علي كل مسلم أن يأخذ احتياطاته ويجري الفحوص اللازمة في حالة شكه في وجود مرض وراثي قد ينتقل لولده خاصة عندما يتزوج من أقارب ظهرت لديهم بعض حالات الإعاقة في محيطه الأسري ويتحول الأمر من ابن هو قرة عين أبويه إلي طفل يحتاج إلي من يقوم علي أمره صغيرا وكبيرا ويكون مصدر إزعاج لوالديه لذا نلفت النظر دائما إلي أن الوقاية خير من العلاج لنؤكد اختيار الأرض التي ستنبت لتنجب أسباب الإعاقة وهذا أول مظهر من مظاهر اهتمام الإسلام لذوي الاحتياجات الخاصة مثل أن يعانقوا الحياة ولنا الأسوة في نبينا عليه الصلاة والسلام عن إبي هريرة رضي الله عنه قال كنت عند النبي صلي الله عليه وسلم فأتاه رجل فأخبره انه تزوج امرأة من الأنصار فقال له رسول الله أنظرت إليها قال الرجل لا: قال: فاذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا أي مرض في أعينهم لأن رسول الله صلي الله عليه وسلم يريد من هذا الزواج مؤمنا قويا فالمؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف إنما ينتفع الإسلام بالإصحاء الأقوياء أكثر مما ينتفع بالضعيف الهزيل ويضيف عبدالرءوف الطفل ذو الاحيتاجات الخاصة يثير مشاعر القلق عند والديه والتي لا يمكن التغلب عليها إلا بتقوي الله تعالي وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا النساء:9 وإذا كانت أسرة الطفل ذي الاحتياجات الخاصة هي المعنية الأولي بأمره إلا أن الإسلام ندب المجتمع كله بجميع مؤسساته التعليمية والعلاجية لدعم هذه الأسر. وتاريخ أمتنا الحضاري حافل بابداعات مجتمعية رائعة تعد نموذجا للإنسانية بينما شهدت مجتمعات روما وإسبرطه القديمة إزدراء هذه الفئات الضعيفة حتي كانوا يتركونهم للموت جوعا واعتبرهم أفلاطون صاحب المدينة الفاضلة, وأرسطو عبئا علي المجتمع بينما جاء دارون بنظرية البقاء للأصلح ودعا المفكر سنيسر لمنع تقديم العون لهذه الفئات الكسيحة التي تمثل عبئا علي الفئة الفاعلة في المجتمع وأخيرا دعت بعض النساء لإجهاض هذه الأجنة وعدم منحهم أي فرص للحياة من الاساس أما الإسلام فقد احترم حقهم في الحياه والمشاركة فيها واعتبر النصر قرين رعاية هؤلاء الضعفاء وفي الحديث الشريف وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم وعلي هذا الأساس من إحترام الضعيف قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لا قدست امة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع أي من غير أن يصيبه أذي مادي أو معنوي فقرر لهم حقهم من بيت المال وتوفير كل الخدمات الصحية والإجتماعية لهم حتي إن عمر بن عبدالعزيز أمر بإجراء احصاء لذوي الاحياجات الخاصة وتخصيص قائد لكل كفيف وخادم لكل مقعد لا يقوي علي القيام وقوفا أداء الصلاة وقوفا ويشير عبدالرءوف إلي أن هذه الإعاقة بقضاء الله وقدره وعليه قد تحملت الدولة الإسلامية أعباء حاجاتهم وعاملتهم برفق فعينوا لهم الأطباء لخدمتهم والسهر علي راحتهم وقد جاء في صك الأؤقاف التي حبس ريعها لصالح البيمارستان الثوري والعتيق بمدينة حلب في سوريا أن كل مجنون يخص بخادمين ينزعان عنه ثيابه كل صباح ويحممانه بالماء البارد ثم يلبسانه ثيابا نظيفا ويحملانه علي اداء الصلاة ويسمعانه قراءة القرآن من قارئ حسن الصوت ثم يفسحانه في الهواء الطق كذلك سلاطين العصر المملوكي كانوا يشيدون البيمار ستانات الخاصة لعلاج ذوي الإحتياجات الخاصة والمرضي وسواء تم شفاؤهم أو تعثر ذلك فإنهم يمنحون المال اللازم لمواجهة نفقات الحياة. فهذه هي حضارتنا المفتري عليها تمنح هؤلاء الضعفاء المال اللازم لمواجهة أعباء الحياة وتخصص لهم من يقوم بمساعدتهم عندما لا يتوافر لهم ذلك داخل نطاق الأسرة خاصة عندما يكبر المعاق ويموت والداه.