لليوم السابع علي التوالي, تستمر العملية الشاملة سيناء2018 في تنفيذ مهامها الموكلة لها من الرئيس عبد الفتاح السيسي باستخدام القوة الغاشمة في القضاء علي الإرهاب, ورغم أن اسم العملية يختص بسيناء, إلا أن الأمر لم يمنع أن تمتد الجهود العسكرية للقوات المسلحة في كل الاتجاهات الإستراتيجية للأمن القومي المصري, وفي الوقت الذي تحصد فيه قوات العملية أرواح الإرهابيين في سيناء وتداهم أوكارهم وتلقي القبض علي بعضهم, في ظل حصار بري وبحري وجوي في الناحية الشمالية الشرقية قاطعة المدد عن هذه الجماعات وموجهة لها ضربات قاصمة أضعفت من عضدها بما دفع رءوس الإرهاب خارج مصر للمغامرة بإرسال مدد عسكري عبر الحدود المصرية الليبية غربا, إلا أن القوات الجوية المصرية كانت لهم بالمرصاد واستطاعت رصد تحركات عشر سيارات دفع رباعي محملة بالأسلحة في محاولة يائسة لاختراق الحدود المصرية, حيث تم تدميرها بالكامل. وحول تقييم نتائج اليوم السادس للعملية الشاملة يري اللواء هاني زاهر خبير مكافحة الإرهاب الدولي أن هذه العملية بما تحققه من انتشار للقوات المختلفة في كافة الاتجاهات والمحافظات وحتي الظهير الصحراوي تعد فتحا إستيراتيجيا للقوات المسلحة المصرية, لم يحدث منذ حرب1973, وهي استكمال لعمليات حق الشهيد2,1, ولا أعتقد أنها مجرد عملية مؤقتة, بل هي عملية قد تستمر طويلا علي كافة الأصعدة حتي القضاء علي شوكة الإرهاب, كما أن توقيتها الآن يعد رسالة واضحة للعالم كله وعلي الأخص تركيا وقطر بأن مصر لديها قوات مسلحة قوية تتحطم عليها أطماع الأعداء, خاصة في ظل تصريحات أردوغان قبل فترة عن انتقال الدواعش من سورياوالعراق إلي سيناء, وهو أمر عار تماما من الصحة, فلا يوجد دواعش في سيناء, بل يوجد خلايا أعلنت الولاء لهم وبعض العناصر الأجنبية المتسربة من غزة وإسرائيل التي لا يمكن أن ننكر دورها في دعم الإرهابيين رغم ما تعلنه من مواقف منددة, وكذلك في ظل تصريحات أردوغان حول حقول الغاز في البحر المتوسط. وقال: كما أن هدف تنفيذ العملية الشاملة الآن هو القضاء علي العناصر الإرهابية وتسديد ضربات قوية لأوكارهم في عمق الصحراء يؤكد تيقظ الجهات الأمنية وأجهزة المعلومات المصرية التي وفرت معلومات دقيقة عن مواقع تجمع الإرهابيين لتوجيه ضربات موفقة لهم. ويؤكد اللواء محمد هاني الخبير في مكافحة الإرهاب الدولي أن العملية الشاملة يجب أن يصحبها تغطيات إعلامية علي نفس قدر المسئولية, لتبديد الشائعات ونفيها أولا بأول ومحاربة عمليات الحرب النفسية التي تمارس علي الشعب لإضعاف ثقته في نفسه وثقته في القوات المسلحة. وأشار إلي ضرورة أن يصاحب هذه العمليات إعلان رؤية إستيراتيجية شاملة لذلك عبر إعلان تشكيل مجلس أعلي لذلك تابع لأحد مساعدي الرئيس ويشمل20 وزيرا من الوزارات المختصة, لأن محاربة الإرهاب تبدأ من تنمية سيناء التي تمثل ثلث مساحة مصر, ومن المستحيل أن يستطيع محافظ واحد أن يشرف علي تنميتها بدون أن يكون لديه صلاحيات أوسع, لذلك لابد من وجود قيادة موحدة لسيناء, كما يجب علي الحكومة الإسراع بتفعيل قانون اتحاد الشاغلين, لإجبار أصحاب العقارات والمزارع والمباني علي الإبلاغ عن مؤجري الوحدات, بما يوفر قاعدة بيانات عن تحركات الإرهابيين الذي يتخفون داخل المدن في شقق ومزارع مؤجرة. وفي السياق نفسه, يري العقيد حاتم صابر الخبير الأمني وقائد الوحدة777 سابقا, أن العملية الشاملة سيناء2018 هي عملية معقدة أشبه بمشرط الجراح التي تستخدم فيها القوة الغاشمة ضد الإرهاب وتحافظ علي المواطن المسالم, وتعتقل المشتبه فيهم للتحري عن مواقفهم الأمنية. وهذه العملية صدرت الأوامر لها منذ يوم29 نوفمبر الماضي من القيادة السياسية, ومنذ ذلك الحين بدأ التخطيط للعملية مع الشرطة والمخابرات العامة والحربية لرصد البؤر الإرهابية والتخطيط للهجوم الكاسح علي كافة المواقع في توقيت واحد, حتي أن موعد اختيار الهجوم حدث فيه خداع إستيراتيجي بنشر وثائق تفيد بتنفيذ الهجوم يوم6 فبراير عبر استعدادات, خاصة لمستشفيات شمال سيناء, إلا أن الهجوم تم فجر يوم الجمعة9 فبراير بمشاركة كافة الأسلحة علي كافة المواقع في شمال سيناء وغرب الدلتا والحدود الغربية والجنوبية مع الاستمرار في الحصار البحري في الحدود الشمالية وتوجيه ضربات دوية بناء علي معلومات استخباراتية مؤكدة. وعن أعداد القتلي والمقبوض عليهم من الإرهابيين يشير العقيد حاتم صابر إلي أن العناصر الإرهابية الموجودة في سيناء كانت تقع تحت حصار صارم منذ نوفمبر الماضي, ولذلك لا صحة لتصريحات أردوغان التي أطلقها قبل فترة عن انتقال الدواعش من العراقوسوريا إلي مصر, قد يكون ذلك من باب أمنياته أو مخططا يطمح له ولكنه لم يتحقق بسبب يقظة القوات المصرية والحصار الذي فرضته علي الإرهابيين, وقيامها بتوجيه ضربات استباقية ونزع الظهير المدني الذي كان يوفر للإرهابيين دعما وحماية, مما أجبرهم علي الخروج من مخابئهم ومواجهة القوات المسلحة, وهو أمر لا قبل لهم به لأنهم تدربوا علي العمليات الهجومية الخاطفة والانسحاب السريع. أما عن إمكان تسلل عناصر إرهابية من سيناء إلي محافظات الوجه البحري للفرار من عمليات القصف, يؤكد العقيد حاتم صابر علي عدم إمكان حدوث ذلك لأن سيناء الآن مسرح عمليات مغلق تماما برا وبحرا وجوا, لا خروج منها ولا دخول لها, وفي نهاية حديثه يؤكد العقيد حاتم صابر, أن القوات المسلحة يقظة لحماية كل الاتجاهات الإستيراتيجية للأمن القومي المصري, فمصر لا تدافع عن نفسها فقط, بل تحارب الإرهاب نيابة عن العالم كله, وتقف في مواجهة دول كبري صنعت الإرهاب وداعش لتفكيك الدول العربية ونجحت في تفكيك ليبيا والعراق وكادت توشك علي تفكيك سوريا, وفشلت في تفكيك مصر الصامدة في مواجهة هذه الحرب.