تشهد بحيرة قارون انفراجة كبيرة تجدد الأمل في التخلص من مشكلاتها التي جعلت مخزونها السمكي يتناقص إضافة إلي تراجع أعداد السائحين والزائرين الذين كانوا يقصدونها كمكان ترفيهي جميل وذلك بسبب التلوث ويد الإهمال التي طالتها لسنوات طويلة ماضية. وكشفت أحدث دراسات المركز القومي للبحوث برعاية أكاديمية البحث العلمي و التكنولوجيا عن مظاهر التلوث ببحيرة قارون أن ارتفاع نسبة الملوحة في هذه البحيرة تعتبر العامل الأساسي لتدهور بيئتها حيث وصلت الي40 جراما في اللتر الواحد هذا بالإضافة إلي تلوثها بمياه الصرف الزراعي المحملة بما يتبقي من المبيدات الزراعية و الصرف الصحي. الدكتورة مني محرز, نائبة وزير الزراعة للثروة السمكية والحيوانية والداجنة, أكدت أمس, أنه سيتم طرح ذريعة جديدة بالبحيرة تتناسب وظروفها البيئية, وكذلك زيادة أعداد فتحات صرف المياه لتتسع لصرف أكبر كمية من المياه, وأن تلك الأعمال تأتي في إطار اهتمام السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بجميع البحيرات علي مستوي مصر.. جاء ذلك خلال زيارتها محافظة الفيوم حيث تفقدت بصحبة المحافظ أعمال تطوير وتنمية بحيرة قارون بمنطقة محطات المعالجة والفلاتر أمام قرية علاء الدين, بحضور الدكتور خالد الحسني, رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية, والمهندس ماهر سوريال, رئيس الادارة المركزية لشئون منطقة دمياط للثروة السمكية, والمهندس حسن جودة, وكيل وزارة الزراعة بالفيوم. كما تفقدت أعمال الإنشاءات للحزام الآمن والمنطقة المحيطة الخاصة بعمل الفلاتر وفتحات صرف المياه الزائدة بطول4 كم, وأكد الدكتور جمال حسني محافظ الفيوم ضرورة تعميق المجري بطول10 كم علي جانبي الحزام الآمن وتعلية الجسور, وأن أعمال التطوير تهدف إلي تنقية وتقليل نسبة الملوثات الصلبة والملوحة بمياه البحيرة لإحياء الحياة المائية فيها, مما يعود بالنفع علي صيادي المنطقة وزيادة الإنتاج السمكي بالبحيرة. وأكد ضرورة الانتهاء من أعمال التطوير وجميع الإنشاءات في أسرع وقت ممكن لافتتاحها خلال احتفالات المحافظة بعيدها القومي في مارس المقبل, وطالب مسئولي الثروة السمكية بتوفير كراكتين بشكل دائم لأعمال التطهير دوريا مع الحفاظ علي المظهر البيئي علي ساحل البحيرة خلال أعمال التطوير وبيان أثر ذلك علي المناطق المحيطة. وأضاف محافظ الفيوم لالأهرام المسائي أنه سيتم قريبا بدء تنفيذ مشروع معالجة الصرف الصحي بالفيوم بمبلغ186 مليون يورو الذي وافقت اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب علي اتفاقية تمويله, والتي قامت بتوقيعه الدكتورة سحر نصر وزير الاستثمار والتعاون الدولي, والدكتور مصطفي مدبولي وزير الإسكان, مع جانيت هاكمان المدير التنفيذي للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لمنطقة جنوب وشرق المتوسط الممثل المقيم للبنك في مصر, في شهر مايو من العام الماضي. وقال إن المشروع يهدف إلي تطوير بحيرة قارون بعد سنوات طويلة من التلوث وتحسين حالة المياه بها وزيادة مساحات الاستزراع السمكي, من أجل الارتقاء بمستوي معيشة العاملين في مجالات الصيد والاستزراع السمكي من أبناء المحافظة, مؤكدا أهمية هذا التطوير في الارتقاء بالقطاع السياحي وجذب الاستثمار للعمل بهذا القطاع الحيوي المهم. كما يهدف المشروع إلي توصيل الصرف الصحي لحوالي مليون مواطن من سكان الفيوم, ومعالجة التلوث في بحيرة قارون التي تعد ثالث أكبر بحيرة في مصر, وذلك من خلال بناء وإعادة تأهيل محطات معالجة الصرف الصحي الجديدة والحالية, وإمدادها بأعمال المواسير وتركيب محطات الضخ وشراء شاحنات التفريغ; لخدمة المناطق النائية التي لا تتوافر لديها هذه الخدمات, ويشمل المشروع بناء8 محطات جديدة لمعالجة الصرف الصحي, والتوسع في9 محطات أخري للمعالجة, وإعادة تأهيل10 محطات, ومد حوالي3 آلاف كيلو متر من مواسير الصرف الصحي, وشراء350 شاحنة تفريغ, وبناء139 محطة ضخ جديدة.