تظل خسارة المنتخب الوطني الأول لكرة اليد لنهائي بطولة الأمم الأفريقية التي اختتمت مؤخرا في العاصمة الجابونية( ليبرفيل) علامة استفهام كبيرة ليس لأن المنافسة علي اللقب كانت مقصورة مسبقا علي منتخبي مصر وتونس دون غيرهما من المنتخبات الضعيفة جدا المشاركة.. ولكن لأن هناك أسبابا أخري خفية جعلت من الاحتفاظ باللقب أمرا صعب المنال حتي لو كان المنتخب يضم بين صفوفه أفضل لاعبي القارة علي الإطلاق. خاض المنتخب الوطني البطولة بالمدير الفني مروان رجب دون أن يكون معه مدرب عام أو مدرب مساعد وكان هو الوحيد المسئول علي الفريق دون معاونة من أحد بعد أن اقدم مجلس إدارة اتحاد اللعبة( الجديد القديم) علي إقالة( محمد احمد) المدرب العام للفريق في أول ديسمر الماضي بسبب مساندته للقائمة المنافسة لقائمة المهندس هشام نصر في الانتخابات الأخيرة التي جرت يوم18 نوفمبر الماضي وظل المنتخب من وقتها دون مدرب مساعد إلي أن غادر إلي الجابون بمدير فني واحد وخمسة من الإداريين( كرام كري مدير المنتخب.. وعمر شوقي المدير الاداري.. ومحمد الالفي مدير المنتخبات الوطنية الذي لم يصدر له قرار حتي الآن).. وكريم عيد إخصائي العلاج الطبيعي.. ومحمد إمام المحلل الفني). وجاءت إقالة( محمد أحمد) من منصبه لأسباب انتخابية دون أن يأتي مجلس الإدارة ببديل له يساعد مروان رجب في مهمته مع العلم أن هناك ثلاثة من أعضاء مجلس الإدارة الحالي وهم( الرئيس هشام نصر ومصطفي شوقي ومني أمين) كانوا ضمن أعضاء مجلس الإدارة السابق الذين وافقوا علي تعيين( محمد أحمد) في منتصف مايو الماضي لما يملكه من خبرات لمساعدة مروان في قيادة المنتخب ثم مرت الأيام ووافقوا علي إقالته دون توفير بديل للمدير الفني. أضف إلي كل ذلك أن عدد المسئولين الموجودين ضمن بعثة المنتخب في الجابون فاق عدد الفنيين.. وإذا كان مروان رجب هو المدرب الوحيد مع المنتخب فقد وجدت كل الرءوس الكبيرة بداية من الدكتور حسن مصطفي رئيس الاتحاد الدولي ومدحت البلتاجي نائب رئيس الاتحاد الأفريقي والدكتور خالد حمودة الرئيس السابق للاتحاد المصري بصفته محاضرا بالاتحاد الأفريقي والمهندس خالد العوضي رئيس البعثة وخالد فتحي رئيس لجنة التسويق ولحق بهم المهندس هشام نصر رئيس الاتحاد الحالي. ولم يكن الحشد الإداري الكبير والغياب الفني المتعمد هما السبب المباشر في خسارة اللقب في بطولة ضعيفة فنيا لا يتنافس علي كأسها سوي فريقين( مصر وتونس), بل كانت هناك أسباب أخري أشد خطورة وهي أن الإدارة الفنية للمنتخب الوطني انشغلت بأن تونس ستلعب البطولة ناقصة عددا كبيرا من لاعبيها المحترفين والمؤثرين والمعروفين لها دون أن تأخذ في اعتبارها أن الاتحاد التونسي جدد في عناصر فريقه وأتي بعناصر شابة جديدة ربما أفضل وأقوي من العناصر الأساسية استعدادا لارتباطات السنوات المقبلة ومنها مونديال(2019 بالمانيا والدنمارك) والتصفيات المؤهلة للاولميبياد( طوكيو) التي ستقام علي الملاعب التونسية عام(2020) وهذا التجديد التونسي غير المراقب من جانب الإدارة الفنية المصرية هو من صنع الفارق لتونس في المباراة النهائية التي انتهت بفوزها(24/23) رغم أنها تأخرت في الشوط الأول بفارق هدفين(13/15) بينما يظل المنتخب المصري متوقفا منذ سنوات عند جيل أحمد الأحمر دون أن يملك اتحاد اللعبة جرأة التجديد في الموعد المناسب أما عما يقال داخل اتحاد اليد من أن مروان رجب قدم استقالته بعد الخسارة فإن الحقيقة هي إعلان مروان رجب نفسه الرحيل منذ أكثر من شهرين وتعاقده مع نادي سموحة علي تدريب الفريق الأول علي أن تبدا مهمته مع النادي عقب بطولة أفريقيا, وجاء هذا التعاقد حتي يفسح المجال أمام مجلس الإدارة الجديد للاتحاد لاتخاذ القرار المناسب بعد أن قضي مدة تزيد علي أربع سنوات مع المنتخب قاده فيها3 مرات في بطولة أفريقيا ومرتين في كأس العالم ومرة في الأوليمبياد( ريو دي جانيرو).. في الوقت ذاته فإن مجلس إدارة الاتحاد نفسه جدد الثقة في مروان بمدة مشروطة وقرر أن تكون بطولة الأمم الأفريقية رقم(23) هي الأخيرة له تمهيدا للتعاقد مع مدير فني أجنبي استعدادا لبطولة العالم(2019) في ألمانيا والدنمارك والتصفيات المؤهلة لأوليمبياد طوكيو. وكانت بعثة المنتخب الوطني عادة للقاهرة بعد المشاركة في البطولة الأفريقية وأكد خالد العوضي نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد كرة اليد ورئيس بعثة المنتخب بالجابون, أن مروان رجب تقدم باستقالته من تدريب المنتخب عقب إخفاق المنتخب في تحقيق لقب البطولة وأن مجلس إدارة اتحاد اليد سيعقد اجتماعا, مشيرا إلي أن الفترة المقبلة تحتاج إلي تكاتف الجميع من أجل استعادة التوازن سريعا. وأكد أن اتحاد اليد سيعلن قريبا خطة متكاملة لبناء منتخب قوي يكون قادرا علي المنافسة في بطولة كأس العالم2021 التي تستضيفها مصر.