لايتسع المجال هنا لمناقشة مسألة العولمة بمساوئها ومحاسنها ولامحاولات الرأسمالية الاحتكارية استخدامها كوسيلة للسيطرة العالمية ، فالعولمة مثل الثورة الصناعية والاله البخارية حالة معطاه ودرجة تطور وتتوقف نتائجها على كيفية استخدامها اذ يمكن ان تستخدم للخير او للشر ولكنها ترافقت باعتبارها قفزة بشرية للامام مع ثلاث ثورات كبرى ، ثورة المعلومات التى لاسبيل لوقفها او السيطرة عليها بما يشمل منظومات الاتصال الالكترونى والاعلام الاجتماعى كالانترنت والفيس بوك وتويتر وثورة الاتصالات بالهواتف النقاله التى يباع منها سنويا مايقارب المليار جهاز فى العالم وما شابهها وكذلك ثورة الاعلام التى تمثل المحطات الفضائية جبهتها وقفزتها الجديدة فى عصرنا قفزة الاربعينيات والخمسينيات والصحف وقفزة اواهر القرن التاسع عشر . ولم تستطع وسائل السيطرة التقليدية ولن تستطيع وقف تأثير هذة الوسائل على الشعوب التى تكتسب خلالها المعرفة التى تحاول الحكومات حجبها عنها وهى تتيح للشعوب وقواها فى نفس الوقت وسائل تنظيم واتصال وتواصل غير مسبوقة لما ينهى احتكار الحكومات الاستبدادية لوسائل الاتصال والاعلام وايجاد مايمكن ان نسميه الديمقراطية الاعلامية قبل نشوء الديمقراطية السياسية وهو ايضا يتيح للقوى السياسية استخدام تلك الوسائل لنشر دعوات التنظيم والتغيير ولايقتصر تأثير هذا التطور الهائل على هز اركان البنى التقليدية فى المجتمعات الشمولية بل يتجاوز ذلك للبلدان الغربية " المتطورة " فاحتكار الحكومات للمعلومات والبلوماسية السرية تهتز اركانها اليوم فى كل العالم وابرز الامثلة على ذلك الانكشاف الكامل للوثائق الدبلوماسية على يد ويكيليكس التى يمثل انكشافها مجرد بداية لماهو قادم ، ولم يعد ممكنا فى عصرنا اخفاء الحقائق عن الشعوب لفترة طويلة كما جرى فى السابق مع اتفاقيات سايكس – بيكو الاستعمارية