لم تعد في وجه دولة قطر حمرة خجل, ولم يزدها عزلها عن محيط الذين كانوا أشقاءها في العروبة, سوي رعونة ومكر واستهداف لكل ما فيه أمن العرب واستقرارهم, وفي القلب منهم مصر, التي تستعصي علي نظام تميم, الذي يحاول أن يضع نفسه أمام دولة رائدة, بحكم التاريخ والجغرافيا والثقل الإستراتيجي. كذلك لم يعد في جعبة النظام القطري من وسائل وأدوات لزعزعة أمن مصر القومي, سوي اتباع سياسة اللف والدوران والسحر الأسودالذي يرتدي قناعا قطريا, ويظهر ذلك واضحا بالدور المشبوه الذي باتت تلعبه الدوحة في القارة الأفريقية.. وهنا تكمن اللعبة! بعد ثورة30يونيو, وإسقاط الشعب المصري لنظام الإخوان, كشف النظام القطري عن عداء غير مسبوق لمصر, دولة وشعبا, وأنفقت الدوحة, من أموال شعبها ومقدراته, مليارات الدولارات لإسقاط مصر وإفشالها, وهذا ما كشفه دعمها اللامحدود لقيادات وأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية, من خلال إيوائهم داخل بيئتها الحاضنة للإرهاب تارة, ومن خلال دعم وتمويل العمليات الإرهابية في سيناء وعلي الحدود الغربية مع الجارة ليبيا, من خلال أذرعها الإرهابية هناك, تارة أخري, إضافة إلي الحرب الإعلامية المشبوهة التي تقوم بها الذراع الإعلامية لنظام تميم وهي الجزيرة, وما أدراك ما الجزيرة وأخواتها في تركيا؟! نجحت مصر اليقظة في كشف ألاعيب الدوحة والتصدي بملاحم بطولية لعمليات اللعب علي الحدود الشرقيةوالغربية, التي تمولها قطر, وكذلك إحباط محاولاتها لإرهاب المصريين في الداخل, بل امتد الأمر إلي وضع الدول العربية, والخليجية خاصة, أمام حقيقة قطر والبرهنة بالدليل القاطع أنها سيف في خاصرة العرب وأمنهم القومي. لقد كان إرهاق الدولة المصرية وإثقال كاهلها, ولا يزال, حلما لتميم ونظامه, ولذلك كلما فشل في جولة بحث عن جولة جديدة, والآن لم يعد لديه سوي العمق الأفريقي ليحاول العبث بالأمن القومي المصري في قلب القارة السمراء, وبالطريقة القطرية المقيتة, وعلي منهاج راعية الإرهاب الأولي ظهرت أصابع الدوحة وأموالها في دعم الجماعات الإرهابية في العديد من الدول الأفريقية, من بينها إريتريا وجيبوتي والنيجر وتشادوالصومال والسنغال والجابون وموريتانيا, مما دفع العديد من الدول الأفريقية لاتخاذ مواقف دبلوماسية ضد النظام القطري, فيما تقوم قناة الإرهاب الجزيرة من خلال مكاتبها المنتشرة في عدد من دول القارة, بنشر معلومات مغلوطة, للتعجيل بتنفيذ المخطط القطري, وليس أدل علي ذلك من أن مكتب الجزيرة في الصومال, التي تمول فيه الدوحة حركة الشباب المجاهدين الإرهابية, يديره أحد عناصر جماعة الإخوان الإرهابية. لقد فضح أسطول سيارات الدفع الرباعي الذي قدمته الدوحة في يناير الماضي لذراع الإخوان في أرض الصومال حركة الإصلاح الإسلامي الدور المشبوه لنظام تميم, كما فضحه الدعم اللوجستي الذي قدمته الإمارة للمعارضة المسلحة في تشاد وميليشيات الإرهاب في ليبيا, والجمع بينهما لإسقاط النظام التشادي من جهة, وإشعال الخطر علي الحدود المتاخمة لمصر من جهة أخري, ولا تستطيع الدوحة أن تنكر دعمها وتمويلها للمعارض التشادي محمد مهدي ولفصيله المسلح عن طريق الأراضي الليبية. ولم تسلم منطقة الساحل الصحراوي من ألاعيب قطر; ففي تصرف لا يليق إلا بنظام الدوحة, حصل المتطرفون في شمال مالي علي دعم من المواد البترولية والسلع التموينية قدمته سفارة تميم في باماكو من خلال جمعية الهلال الأحمر, إلي جانب دعم المنظمة القطرية لحركة التوحيد والجهاد التابعة لتنظيم القاعدة بغرب أفريقيا, وفي أغسطس الماضي, فتحت الدوحة أبوابها لاستقبال الإرهابي إياد غالي, زعيم جبهة نصرة الإسلام والمسلمين التي تعيث إرهابا في منطقة الساحل الصحراوي. الدأب القطري في دعم وتمويل الإرهاب في القارة الأفريقية استهدف إريتريا أيضا, وفي محاولة لإسقاط نظام الرئيس أسياسي أفورقي, سخرت قطر أموالها لدعم المتشددين حركة الجهاد, والحزب الإسلامي, وجبهة التحرير, وجبهة الإنقاذ, وعلي الطرف الخارجي تبذل الدوحة محاولات مستميتة لإشعال الفتنة بين إريتريا وجيبوتي, عقابا لهما علي دعمهما لدول المقاطعة ضد تمويل الدوحة ورعايتها للإرهاب. ومن إريتريا وجيبوتي إلي موريتانيا, لم يقف قطار الإرهاب القطري, بل استهدف إسقاط الرئيس محمد ولد عبد العزيز, من خلال دعم الفصائل الإسلامية المتطرفة والعميل القطري الإرهابي داخل موريتانيا محمد المختار, وليس دعم النظام القطري لحركة بوكو حرام في نيجيريا بخاف علي أحد.. وهلم جرا. والسؤال:ماذا تريد قطر من هذه المؤامرات والألاعيب؟ لا يخفي علي أحد أن سياسة تميم بن حمد, تقوم علي إسقاط الأنظمة المعتدلة, لتمكين المتطرفين من الحكم, وربط التنظيمات الإرهابية في وسط أفريقيا ببعضها البعض, من أجل إشاعة الفوضي, بما يمكن الدوحة من تحقيق مصالحها, وعلي رأس قائمة تلك المصالح إسقاط مصر! والخلاصة.. مصر يقظة وواعية لذلك الدور القطري المشبوه في العمق الأفريقي, وتدرك جيدا أن نظام الدوحة مهما ارتدي من أقنعة, ومهما دفع ودعم, ولف ودار, فإنه لن ينال من أمن مصر القومي واستقرارها, لأن مصر لن تسمح له بذلك; لأن الأمن القومي لها ولشعبها يمثل عقيدة راسخة, وخطا أحمر, من اقترب منه احترق.. واسألوا التاريخ سيخبركم أنها مصر.. ستبقي صخرة يتحطم عليها الأعداء, ولو لبسوا ثوب عروبتنا, وتكلموا لغتنا, فلن يتمكنوا من إسقاطها, وسيفشلون في أفريقيا كما فشلوا في سيناء وعلي حدودنا الغربية. حفظ الله مصر ودحر أعداءها.