أنقذت فضائح التحرش والاعتداءات الجنسية في هوليوود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا العام من احتلال مركز الصدارة من جديد في الاحتفاليات الفنية الخاصة بموسم الجوائز السينمائية فبعد أن كان الملهم الرئيسي في العام الماضي لكل الافتتاحيات الساخرة في حفلات الأوسكار والجولدن جلوب وكذلك في المهرجانات الأوروبية, حلت محله هذا العام فضائح هوليوود التي تم الكشف عنها في الأشهر الأخيرة من العام الماضي وتشغل الرأي العام بعد أن تحولت لسلسلة من القضايا التي تنظر فيها المحاكم الأمريكية حاليا. وتسببت هذه الفضائح في مقاطعة صناع السينما ومؤسسة هوليوود للصحافة الأجنبية المنظمة للجولدن جلوب وأكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة المنظمة للأوسكار لعدد من السينمائيين المتهمين في هذه القضايا وعلي رأسهم المنتج الشهير هارفي واينستين والنجم كيفن سبيسي, وهو ما دعا مقدم حفل جوائز الجولدن جلوب ال75 لبدأ افتتاحية الحفل أمس بقوله مساء الخير عليكم يا سيدات وما تبقي من السادة في إشارة إلي السينمائيين الذين تم اقصاؤهم بسبب هذه الفضائح, مضيفا أنه أخيرا بحلول عام2018 لم يعد التحرش الجنسي مسموحا به! وسيكون عاما أفضل, ومرحلة جديدة في تاريخ هوليوود فقد مرت سنوات طويلة علي آخر مرة شعر فيها الرجل الأبيض في هوليوود بهذا القدر من التوتر. وأشار سيث في افتتاحيته لحالة الرعب التي أصابت كل السينمائيين في هوليوود علي مدار أكثر من ثلاثة أشهر منذ أكتوبر الماضي, خوفا من تردد اسمائهم في هذه السلسلة من الفضائح, قائلا إن المرشحين للجوائز لأول مرة منذ ثلاثة أشهر لن يخافوا من سماع اسمائهم بصوت مرتفع خلال هذا الحفل, لأن النداء سيكون للاحتفاء بهم وليس ضمن فضيحة قد تدمرهم وتقضي علي مسيرتهم الفنية تماما, وظهر تأثير هذه الكلمات بوضوح علي وجوه كل الحاضرين في الحفل وخاصة النجم ويليام ديفو الذي اتخذه مثالا علي هذه الحالة من الرعب. ولم يتمكن سيث ماير من تجاهل الرئيس الأمريكي تماما من افتتاحيته الساخرة, واستخدم اسم المؤسسة المنظمة لجوائز الجولدن جلوب في السخرية من الحس العنصري لدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه كل ما هو اجنبي, قائلا أنه لا يوجد اسم من الممكن أن يثير غضب الرئيس الأمريكي مثل اسم هذه المؤسسة فهي مؤسسة هوليوود للصحافة الأجنبية. وارتدي كل الحاضرين من الرجال والنساء اللون الأسود خلال الحفل اعتراضا علي هذه الفضائح التي يرجع تاريخها لأكثر من4 عقود في تاريخ هوليوود, وتعرض النساء العاملين في الصناعة للإساءة والاعتداءات الجنسية. وحاولت أوبرا وينفري في كلمتها التي ألقتها في حفل الجولدن جلوب بعد حصولها علي جائزة سيسيل بي دييميل التكريمية عن مجمل أعمالها والتي حصلت عليها في العام الماضي النجمة ميريل ستريب, أن تضاهي الأخيرة في روعة الكلمة التي ألقتها ضدhg عنصرية وانتقدت فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علي عنصريته مؤكدة أن أهم ما يميز هوليوود وأمريكا كلها هو التنوع واحتضانها لابناء الثقافات المختلفة. وتناولت أوبرا وينفري العنصرية في كلمتها أيضا ولكن بطريقة مختلفة متحدثة عن الإلهام والأمل الذي حصلت عليه وهي فتاة صغيرة بعد مشاهدتها لسيدني بواتييه وحصوله علي جائزة الأوسكار أفضل ممثل في الدورة ال36 ليصبح بذلك أول ممثل اسمر يحصل علي هذه الجائزة, بينما تفخر هي الآن بأنها أول امرأة سمراء تحصل علي جائزة الجولدن جلوب التكريمية. ولم تتجاهل وينفري فضائح هوليوود في كلمتها حيث أهدت جائزتها لكل العاملين في الصحافة ممن يعملون علي كشف الأسرار والفساد حتي لا تظل خفية وندير لها ظهورنا مشيرة إلي انها اصبحت تقدر قيمة الصحافة أكثر من أي وقت مضي, مؤكدة أن قول الحقيقة هو أقوي أداة يمتلكها الجميع وأنها فخورة بكل النساء اللاتي امتلكن الشجاعة والقوة للتحدث والكشف عن قصصهن الشخصية وتعرضهن للإساءة. وأثنت وينفري علي الدور الذي لعبته حملةMETOO أو أنا أيضا في الكشف عن فضائح ومزاعم التحرش الجنسي في هوليوود, والتي انطلقت لأول مرة في عام2007, وقالت أود أن أعرب عن امتناني لكل النساء اللائي تعرضن له, فهم جميعا مثل أمي لديهن فواتير عليهن دفعها, وهناك سيدات اخريات لا نعرف اسماءهن, ولفترة طويلة لم يكن من الممكن للنساء التحدث عما واجهنه من عنف من قبل بعض الرجال, بسبب قوتهم أو نفوذهم, إلا أن هذا الوقت انتهي وحصدت جوائز الجولدن جلوب بالأمس ايضا أفلام تعبر عن قوة المرأة أيضا, وعلي رأسها فيلما يناقش قضايا الاعتداءات الجنسية ايضا عدد وهوThreeBillboardsOutsideEbbing,Missouri أو ثلاثة لوحات اعلانية خارج ايبينج ميسوري للمخرج مارتن ماكدونا, الحاصل في سبتمبر الماضي علي جائزة أفضل سيناريو في مهرجان فينسيا السينمائي الدولي وتدور أحداثه حول أم تحاول دفع رجال الشرطة في بلدتها ايبينج ميسوري, للتحقيق في قضية اغتصاب وقتل ابنتها علي الطريق بوضع ثلاثة لوحات اعلانية في نفس الموقع الذي قتلت فيه تروي فيه القصة وتتهم الشرطة بالتقاعص عن دورها في3 جمل مختصرة تحملها هذه اللوحات. وحصل الفيلم أمس علي4 جوائز جولدن جلوب من أصل6 جوائز رشح لها, حيث حاز علي جائزة أفضل فيلم درامي وأفضل ممثلة لفرانسيس ماكدورماند, وأفضل ممثل مساعد سام روكويل وأفضل سيناريو لمارتن ماكدونا. بينما حصل فيلمLadyBird إخراج جريتا جرويج علي جائزتي جولدن جلوب وهما أفضل فيلم موسيقي أو كوميدي, وجائزة أفضل ممثلة لسيرشا رونان والذي يتناول قصة فتاة مراهقة تسعي نحو المستقبل وتطاردها أحلام التحرر من قيود الأسرة والأنتقال إلي نيويورك, وحصل فيلمTheShapeofWater للمخرج جاليرمو ديل تورو الحائز علي الأسد الذهبي كأفضل فيلم في الدورة الأخيرة لمهرجان فينسيا السينمائي الدولي, علي جائزتي جولدن جلوب أيضا وهما أفضل إخراج لجليرمو ديل تورو وأفضل موسيقي تصويرية لألكسندر ديسبلات والذي يتناول قصة حب إمرأة لوحش ومواجهتها للعالم من أجل هذا الحب.وحصل علي جائزة أفضل ممثل في فيلم درامي جاري أولدمن عن دوره في فيلمDarkestHour, وحاز جيمس فرانكو علي أفضل ممثل في فيلم موسيقي عنTheDisasterArtist, وحصلت أليسون جاني علي أفضل ممثلة مساعدة عنI,Tonya, وحازت أغنيةThisIsMe من فيلم أعظم رجل استعراض علي جائزة أفضل أغنية لهذا العام, وحصل فيلم فاتح أكينInTheFade علي أفضل فيلم بلغة أجنبية, وفيلم كوكو علي أفضل فيلم رسوم متحركة. وسيطر النساء كذلك علي جوائز الدراما التليفزيونية حيث حصد مسلسلBigLittleLies علي أربع جوائز من بينها أفضل ممثلة لنيكول كيدمان, وحاز مسلسلTheHandmaidstale علي جائزة أفضل مسلسل تلفزيوني درامي, كما فاز مسلسلTheMarvelousMrs.Maisel بجائزة أفضل مسلسل تليفزيوني كوميدي.