عشش الإهمال داخل بعض المستشفيات الحكومية خاصة أقسام الطوارئ التي أصبحت أشبه بالسلخانة, إضافة إلي التعامل السيئ وغياب الرقابة الطبية والتنفيذية, مع نقص صارخ في الأطباء, حيث لا وجود إلا لطبيب الامتياز حديث التخرج. ومع ارتفاع أسعار كشف الأطباء والمستشفيات الخاصة, التي تحولت إلي تجارة مربحة كان من الطبيعي أن يلوذ المواطنون البسطاء والمرضي بالمستشفيات الحكومية. ورغم أن ميزانية الصحة بلغت هذا العام48 مليار جنيه, إلا أن المرضي لم يشعروا باي تحسن في الخدمات الطبية, رغم ما تبذله الدولة من جهود لإنشاء مستشفيات مزودة بأحدث الأجهزة الطبية.. كي تظل المشكلة كامنة في العنصر البشري من ممرضات وأطباء. ويعد مستشفي جامعة الزقازيق نموذجا صارخا للإهمال, خاصة قسم الطوارئ الذي يفتقد الإمكانات الطبية بداية من الأسرة المتهالكة مرورا بنقص الأدوية, حيث تكون مهمة مرافق المريض الذهاب مرارا وتكرارا بين الصيدليات خارج المستشفي لشراء الدواء الذي يأمل أن ينقذ به حياة المريض وكذلك يد طبيب الامتياز المسئول عن الطوارئ, الذي يفتقد الخبرة الطبية الكافية خاصة مع حالات الطوارئ ويجد المرضي معاناة في استدعاء الطبيب المقيم بعد مشادات بين أهالي المرضي الذين يجدون معاملة غير آدمية, ناهيك عن مظاهر الإهمال من حولهم. تقول سامية فتحي موظفة أصيبت والدتي بانفجار في المخ نتيجة ارتفاع ضغط الدم ونزفت من أنفها بشدة.. ونقلناها إلي المستشفي ليرتبك طبيب الامتياز أمام الحالة ليقول هي مصابة في حادث ولم يستطع إسعافها, وطلب شراء حقن وبعد ساعة حضر الطبيب المتخصص بعد أن ساءت حالتها, وانتظرنا عدة ساعات قبل أن يأمر الطبيب بدخولها العناية المركزة بعد اتصال ووساطة أحد المسئولين. وتابع مصطفي إبراهيم موظف قائلا: أصيب ابني بإصابات في المخ نتيجة وقوعه من مكان مرتفع وحضرنا به إلي قسم الاستقبال بين حالات من الهرج والمرج واحتاج إلي عمل أشعة مقطعية فذهبنا به وهو علي سرير متهالك إلي قسم الأشعة لنفاجأ بأن الأجهزة معطلة, وتمر الساعات وفي النهاية استدعينا الإسعاف وذهبنا به إلي مركز أشعة خاص, وفي الطريق زادت حالته سوءا نتيجة لسوء حالة السيارة, ويضيف متسائلا: كيف بالله تكون الأشعة معطلة.. فلو تم عمل الأشعة لما فقدت ابني. بينما اشتكت جيهان مجدي مواطنة- من سوء معاملة بعض الممرضات والعاملين بالمستشفي, ظنت أنني سأجد الراحة والعلاج بعد تعرضي لحادث أدي إلي كسر في قدمي لأجد سوء المعاملة وتتساءل: لماذا لا يتم معاملتنا كمواطنين لهم نفس الحقوق المعترف بها في الدول الأخري وأبسطها توفير العلاج والعناية بهم في المستشفي؟.