هي كاتبة وشاعرة وباحثة فلسطينية مقيمة في الناصرة الجليلية بفلسطين العربية وهذا هو كتابها التاسع مجموعة قصصية متميزة.. أنصت: في المرآة: لا تكون إلاها: أنثي التفاح هذه الذاكرة يسيل لعابها جوعا يتلمس إفريز الشارع كله. وضوء عينيها يتوهج. تتضاحك التفاحات في السلة علي الطاولة الصغيرة بجانب المرآة. يكفي بأن يقول لها: أشتاقك.. تهمس له: صباحي البكر هذا يمسح عن أكتافك بضوء الماء نوم فراشات وورد. أي رقة وأي صور وأي طاقة شعرية مبثوثة في الكلمات وفيما بين الكلمات. في عينيها أعراس الجليل.. ورائحة الزيتون في شعرها. في وجهها يري زوجها أراضي البطوف والناصرة وطبريا وعرب الشبلي. هي الزوجة الساكنة زوجها وبيتا في المخيم.. قالت له: سأشحذ الملاليم كي أصل إلي الجسر وأدخل بيتنا في فلسطين مني ظاهر الكاتبة الشاعرة الباحثة تسكن في فلسطين كما تسكن فلسطين فيها في آن ودائما. ثم تأمل أسلوبها المميز في الكتابة الذي لا يكتفي بالوصف أيا كانت دقته لكنها تتدفق بالتفاصيل في تراكم كما لو كانت تصر علي أن تدخلك عالمها. عقارب تخرج من شقوق تفاصيل الجسد تتعربش المسامات بصفرتها وسوادها.. مصباح صغير في اليد يسلط ضوءه علي هذه الحشرات الخارجة المتناسلة.. دماء بنية وحمراء ووردية تغطي الأجساد المتناثرة.. عيون وأنوف تعوم فوق سطح الماء.. هي كائنات مائية تشبه قطع خشب طافية....(....). هذه الزواحف تظل تخرج من بحيرتي لتلحقكم أيها المارون علي أرضي.. ستضرب بذيولها أرجلكم لتفقدكم توازنكم. تسحبكم إلي الماء وأتلذذ أنا بلحومكم المتناثرة. لا تنسي أبدا مني ظاهر مأساة وطنها.. وتجبر المحتل ولا تتخذ موقفا سلبيا. هي دائما مشحونة تعمل علي شحن كل الكائنات الحية معها في قضيتها العادلة. ولغتها قوية كأنها تكتب بأعصابها والتكرار الجميل للجمل الشعرية موجود دائما في قصصها يعطي تأكيدا وإلحاحا كما يحدث في الشعر. ولأن العنف وارد في الوطن المحتل فهو منعكس في كتابتها إذ تبدو لغتها عنيفة كما يبدو الرمز خفيا وظاهرا في آن يعطي كتابتها ثراء. أطبق عليها الباب ضاق المكان بأنفاسها يلفها دوار. خشب الغرفة يتعرق من قطرات تصير علي جبينها. يلتصق بها. تقاومه. يمد ذراعيه ينشب أظفاره في العنق والوجه والظهر. تندفع أظفاره في النهد والبطن والورك. وينساق أزيز الأظافر في اللحم الطري للفخذ. تفقأ المرأة عيني الرجل بمقص أظفارها.. تتداعي في حوض حمامها وتطير عيناها عاليا. تكتب مني ظاهر بالشعور وباللا شعور معا.. فهناك قضية حية وملحة تتماوج بين الشعورين حيث هي باقية لم تحل ولم تستقر.