سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب: أبو الغيط: قرار ترامب باطل.. وعلينا الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس
شكري: مصر ستقف بكل صلابة مدافعة عن الحق الفلسطيني
عقد وزراء الخارجية العرب مساء أمس اجتماعا طارئا بشأن القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصة لدولة الاحتلال الإسرائيلي. وأكد وزير الخارجية، سامح شكرى فى كلمته أمام الاجتماع أن مصر ستقف بكل صلابة مدافعة عن الحق الفلسطينى، داعيا المجتمع الدولى أن يجد السبل تنفيذ حل الدولتين.، وأضاف أن قرار الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بشأن القدس، مناف للقانون الدولى. وتابع شكرى،، أن الشعب الفلسطينى ينتفض دفاعا عن حقه المشروع.، مشيراً إلى أن القرار الأمريكى بشأن القدس يعيق حل الدولتين، وفى المقابل لمجتمع الدولى يتشدق بحقوق الإنسان عدا عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين. وأكد شكرى أن القدس كيان منفصل يخضع لنظام دولى خاص، والقرار الأمريكى يتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولى، مذكرا بأن قرار مجلس الأمن الدولى فى ديسمبر الماضى يدين كل المحاولات لتغيير هوية القدس. من جانبه أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربيه فى أن ما تتعرض له مدينة القدس من تهديد لوضعيتها القانونية والتاريخية لا يخص الفلسطينيين وحدهم، وإنما العرب جميعاً، بمسلميهم ومسيحييهم، والعالم الإسلامى باتساعه. وأوضح ان القرار الذى اتخذته الإدارة الأمريكية يوم 6 ديسمبر الجارى بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة الولاياتالمتحدة إليها، هو قرارٌ مُستنكر ومرفوض ولا يُمكن تبريره تحت أى ذريعة، أو بأى منطق لافتا الى أنه قرار خطير فى تبعاته، سيئ فى مضمونه وشكله، ومُجحفٌ بالحقوق العربية، ومخالفٌ للقانون الدولى وللقرارات الأممية مؤكدا أنه قرارٌ يُدين الدولة التى اتخذته، والإدارة التى مررته، ويضع علامة استفهام حول دورها ومدى التزامها بتعزيز السلام والاستقرار فى المنطقة، بل فى العالم بأسره. وأوضح ابو الغيط ان هذا القرار الأمريكى، الذى تحركه فى المقام الأول أغراض داخلية واضحة، هو قرار باطل وما يبنى عليه باطل بالضرورة وهو لا يرتب أية آثار على الوضعية القانونية للقدس، إذ أن هذه الوضعية ثابتة بفعل قراراتٍ أممية على رأسها قرار مجلس الأمن رقم 478 لعام 1980 الذى يرفض ضم إسرائيل للمدينة.. وآخرها القرار 2334 لعام 2016 الذى يؤكد على عدم الاعتراف بأية تغييرات تُجريها إسرائيل على حدود 1967 بغير طريق المفاوضات. ولفت الى ان وضعية القدس محمية بمبادئ ثابتة فى ميثاق الأممالمتحدة الذى لا يُجيز الاستيلاء على أراضى الغير بالقوة أو قيام القوة القائمة بالاحتلال بضم الأراضى التى تقع تحت سيطرتها، القدس فى نظر القانون الدولى هى أرضٌ محتلة لا سيادة لدولة الاحتلال عليها، واعتراف الولاياتالمتحدة بهذه السيادة ونقلها لسفارتها إلى المدينة لا يُغير من هذه الحقيقة شيئاً، ولا ينشئ أى أثر قانونى فى تغيير وضع القدس كأرض محتلة وإلا كانت القوة هى التى تصنع الحق وليس الحق فوق القوة كما هو ثابت فى كل الشرائع الأخلاقية والأديان السماوية والمبادئ القانونية. وأضاف أن قرار الإدارة الأمريكية هو، فى جوهره ومضمونه، شرعنةٌ للاحتلال واعترافٌ بجواز فرض الأمر الواقع بالقوة، وإهدار للشرعية الدولية ومبادئ العدالة.. وبالتالى فهو يضع من اتخذه فى حال تناقض صارخ مع الإرادة الجماعية للمجتمع الدولى لافتا الى ان هذا القرار يقوض الثقة العربية فى الطرف الأمريكى كراعٍ تاريخى لعملية التسوية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بل ويدفع الجانب الفلسطينى، ومن ورائه الدول العربية، لإعادة النظر فى محددات هذه العملية وغاياتها، ومدى تحقيقها لأهدافها من إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وقال إن رد الفعل العالمى على قرار الإدارة الأمريكية، المدان والمرفوض كشف مدى عُزلة الموقفين الأمريكى والإسرائيلى لقد تداعت دول العالم من الغرب والشرق لرفضه هذا القرار وإدانته وتبيان أثره السلبى على الاستقرار فى المنطقة وعلى فرص الحل السلمى القائم على رؤية الدولتين مشيدا بالمواقف الدولية المسُاندة، داعيا كل الشعوب المحُبة للسلام لأن ترفع صوتها صريحاً بلا مواربة برفض قرار الرئيس الأمريكى ونؤكد أن الرد العملى على هذا القرار المجُحف وغير القانونى ينبغى أن يكون الاعتراف بالدولة الفلسطينية المسُتقلة، وعاصمتها القدسالشرقية . وحث أبو الغيط الدول التى لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية القيام بذلك فى أقرب فرصة فهذا الاعتراف يكتسب اليوم أهمية أكثر من أى وقت مضى، سواء فى دعم الموقف الفلسطينى أو من باب الانتصار للشرعية الدولية التى انتهكها القرار الأمريكى مشيرا الى ان الموقف من قضية القدس يجب أن يظل معياراً حاكماً فى علاقة الدول العربية بالدول الأخرى لذلك فإننا نتطلع لالتزام كافة الدول بعدم نقل سفاراتها إلى مدينة القدسالمحتلة. وقال إن الغضب الشعبى الفلسطينى والعربى الذى نلمسه جميعاً مفهومٌ بل ومتوقع فالقدس، بالنسبة للأمتين العربية والإسلامية، ليست موضوعاً سياسياً فحسب، وإنما هى مكون رئيسى فى الوجدان الدينى المسلم والمسيحى، وركنٌ ركين فى الهوية القومية والثقافية ويخطئ من يظن أن العرب مع انشغالهم بما يتعرضون له من أزمات وتهديدات قد يضعف دفاعهم عن قضيتهم المركزية، أو يقل اهتمامهم بالمسألة الفلسطينية وهذه قراءةٌ خاطئة لا تفهم اتجاهات الرأى العام العربى على نحو صحيح مؤكدا أن القضية الفلسطينية تظل محط اهتمام العرب من المحيط إلى الخليج، بل هى قضيتهم الأولى التى يجمعون عليها إجماعاً كاملاً، ويتفقون على عدالتها اتفاقاً أكيداً، ويهبون لنصرتها بكل سبيل..