احتجاجات العمال والنباشون وعربات الكارو.. مثلث الأزمة بالسويس

تعد أزمة انتشار القمامة من أبرز المشاكل التي تؤرق حياة أهالي محافظة السويس بعد أن تحولت إلي عقدة تحتاج إلي مخرج للتخلص من التلال التي خلفتها وأغلقت شوارع وميادين المحافظة, فيما ازدادت الأزمة سوءا بعدما حاصرت القمامة أسوار عدد كبير من مدارس المحافظة مما يعرض التلاميذ للإصابة بالأمراض وأدي إلي عرقلة حركة المرور بالشوارع.
بينما أصبحت أكوام القمامة مرتع الكلاب الضالة والحشرات والناموس ما يهدد بانتشار العديد من الأمراض والأوبئة, في حين اختفت معظم صناديق القمامة ويقوم النباشون بفرز وتصنيف القمامة في الشوارع علي مرأي ومسمع من المسئولين علي الرغم من قيام الحكومة بتحصيل رسوم جمع القمامة علي فاتورة الكهرباء.
بينما اتجه معظم عمال النظافة إلي احتراف مهنة التسول علي المارة نتيجة لأوضاعهم الوظيفية المتردية, فضلا عن عدم وجود مواقع دفن آمنة لحرق المرفوضات أو مصانع لإعادة تدوير القمامة والنتيجة تراكم أكوام القمامة في الشوارع وزيادتها في المناطق العشوائية التي تنافس الأهرامات في أحجامها.
يقول محمد أبو ستة أحد المواطنين: مازالت مشكلة مخلفات القمامة التي تنتشر في شوارع المحافظة يعاني منها الأهالي وتزداد بصورة مرعبة أمام المنازل والتي تهدد بتعرض الأطفال لخطر الإصابة بكثير من الأمراض المزمنة, فضلا عن انتشار الطرنشات التي تحولت إلي بؤر قاتلة من مياه الصرف التي كانت سببا مباشرا في إغراق معظم شوارع السويس بمياه الصرف حتي أصبحت الحالة التي عليها شوارع المحافظة وقطاعاتها سيئة جدا.
ويضيف عبد الله عبد العزيز أحد قاطني قري القطاع الريفي بالسويس: تمتد مخلفات القمامة إلي معظم منازل القري بالقطاع الريفي التي أصاب أهلها كثير من الأمراض المعدية خاصة بين أطفالنا, فضلا عن هجوم شرس من الذباب والناموس والحشرات حتي تحولت حواري السويس إلي مرتع للكلاب الضالة والحشرات والقوارض, حتي أصبحت الكلاب الضالة صداعا في رأس المحافظ حيث يشهد كل اجتماع جماهيري إثارة مشكلة الكلاب الضالة من جانب الجماهير.
مرتع ل الكلاب الضالة
ويقول المهندس عمرو عبد المجيد أحد المواطنين الذين يقطنون بمنطقة السلام: إن بعض سكان المناطق الجديدة في أطراف المدينة أصبحوا يعانون من الكلاب الضالة بسبب تكاثرهم علي تجمعات القمامة وأن بعض السكان يحددون موعد عودتهم للمنازل ليلا خوفا من مهاجمة الكلاب المسعورة لهم, وأن ما يخفف من ضخامة المشكلة هو توسع الحي في أعمدة الإنارة خاصة وأن معظم شوارع هذه المناطق غير مرصوفة وقد تؤدي إلي تفاقم المشكلة في إصابة المواطنين عند الهرولة للابتعاد عن الكلاب الضالة.
المحافظ: وديعة لتحسين أوضاع عمال النظافة
وقال اللواء أحمد حامد, محافظ السويس: إنه يقوم بجولات بمفرده ويلتقي بعمال النظافة لبحث أحوالهم وتشجيعهم علي مواصلة العمل, مؤكدا أنه قرر إعداد لائحة عمل مالية وإدارية لتطوير جهاز النظافة بما يحقق معدلات للنظافة يرضي عنها أهالي السويس كما تحقق للعمال الأمان وضمان دخل مناسب لهم.وأضاف أنه من بين المقترحات التي تمت دراستها إيداع وديعة تحقق عائدا يعود بالصالح علي عمال النظافة لتحسين أوضاعهم المالية مع وضع ضوابط لعدم تنظيم أي وقفات احتجاجية تعرقل خطة النظافة اليومية بالمدينة, مشيرا إلي أنه تلقي بعض المقترحات من خبراء النظافة بالمدينة من بينها إعادة تدوير القمامة بتصنيع منتجات اقتصادية تحقق عائدا ماديا للمحافظة, بالإضافة إلي أنها يمكن أن تساعد في خفض فاتورة الكهرباء التي يتم تحميلها برسوم النظافة.
وأشار المحافظ إلي أنه طلب من رئيس جهاز النظافة إعداد خطة سريعة تشمل تصورا جديدا لجمع القمامة من المنازل مباشرة في كل حي, فضلا عن الجمع من صناديق القمامة بالشوارع وعدد المعدات اللازمة لذلك وتقسيم العمل إلي قطاعات ومربعات بكل حي وخاصة في أعمال كنس الشوارع, لافتا إلي أن الهدف الأساسي هو نظافة الشوارع لتبدأ بعدها أعمال تجميل الحدائق والميادين وإعادة المظهر الجمالي للمدينة, مؤكدا أهمية دور الأحياء الأساسي في النظافة بمتابعة وإشراف الجهاز.
وأعلن المحافظ تنظيم مسابقة أجمل حي علي مستوي الأحياء الخمسة لمن يقوم بنظافة الشوارع وتجميل الحدائق والميادين علي أكمل صورة.
وشدد المحافظ علي مدير الجهاز والعاملين بقسم الأمن الصناعي بضرورة مراجعة نظام الصحة والسلامة المهنية وطفايات الحريق داخل مصنع تدوير القمامة, مطالبا بضرورة إجراء حصر للمعدات المتعطلة والبدء في أعمال رفع الكفاءة لها وإعداد جدول زمني لصيانتها.
ووجه مدير جهاز النظافة بتكثيف أعمال رفع القمامة والمخلفات وتحديد أماكن الصناديق بالشوارع وتدعيم المناطق التي تحتاج إلي صناديق.
جهاز النظافة: نحتاج دعما بشريا
من جهته أكد سعيد اللبيدي رئيس جهاز النظافة والتجميل بالسويس أن هناك تحسنا في حالة النظافة داخل السويس, مشيرا إلي أن مصنع تدوير القمامة بطريق السويس الإسماعيلية أصبح يحتاج إلي رفع كفاءة أو إقامة مصنع آخر يواكب التوسعات العمرانية الجديدة.
وأوضح أن الجهاز يحتاج إلي دعم يتمثل في تعيينات بشرية لتلبية احتياجات المواطنين.