الأجواء في الكويت مليئة بالمشاعر الخليجية الدافئة لا تعكرها إلا الأزمة القطرية والإعلام القطري وجزيرة الفتنة, لكن الخليجيين أصروا علي انعقاد قمتهم, ومصرون علي المحافظة علي الكيان الخليجي, علي الرغم من أن أحد أجزائه ينعق خارج السرب, ويصر علي السير عكس التيار.منذ وصولنا إلي بلدنا الكويت ونحن نشعر بل ونلمس كل ما بذله صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت, حفظه الله, من جهود لعقد القمة ال38 في موعدها ومكانها المحددين, ونري بأعيننا كيف أن سموه لا يألو جهدا في أن لا تؤثر الأزمة مع قطر علي تجمع قادة الخليج, وعلي اجتماعهم السنوي لأنه يدرك أهمية المجلس وحريص علي بقائه, وقد يكون الاجتماع أكثر أهمية وحساسية وإلحاحا وخصوصا أنه يأتي بعد اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح علي يد الميليشيات الإيرانية الحوثية, التي لم تكتف بقتله غدرا بل قامت بالتمثيل بجثته ونشر صوره مقتولا, وهو الذي كان حليفها وشريكها وداعمها منذ أيام قليلة, فبمجرد أن اختلف معها كان قرار التصفية في طهران معدا سلفا, وكان تنفيذ القرار من صعدة إلي صنعاء جاهزا. لقد كشف الحوثيون عن إرهابهم اللا متناهي, وجرأتهم في الاغتيال والتصفية وهم بذلك لا يختلفون عن شقيقهم الأكبر الحزب الإرهابي في لبنان الذي اغتال الرئيس الحريري منذ سنوات, فمن يقف في طريق إيران وصبيانها فإن قرار تصفيته جاهز, ومن الواضح أن اغتيال صالح رسالة غرور إيرانية, وهي في نفس الوقت تصرف أحمق من ميليشيات الحوثي ضد مكونات شعبها, ولن يمر مرور الكرام, فمن من اليمنيين يثق بالحوثيين بعد اليوم؟. مجلس التعاون الخليجي في قمة استثنائية وأمام واقع جديد في المنطقة بعد تطورات اليمن الأخيرة, والتمادي الحوثي والإيراني الذي يجب أن يوضع له حد, أما دور قطر هذه الدولة العضو في مجلس التعاون الخليجي, فيبدو مريبا في كل ما حدث في الأيام القليلة الماضية, وإن كانت قطر قد أنكرت تواصلها مع صالح وعرض وساطة الصلح مع الحوثي, فإنها لا تستطيع أن تنكر موقفها الإعلامي الداعم للحوثي وإيران, والمتناسق بشكل غريب مع الإعلام الإيراني والحوثي. قطر التي تدعي حرصها علي مجلس التعاون الخليجي, لديها الان فرصة تاريخية باجتماع كل الدول ولأول مرة منذ بداية الأزمة القطرية في يونيو الماضي, ففي كويت الخير والعز والمحبة وفي بيت الشيخ صباح, يمكنها أن تضع الماضي خلفها وتسير مع أشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي إلي الأمام, وتكون جزءا من الحل في أزمات المنطقة وليس جزءا من المشكلة, أما إذا لم تستغل هذه الفرصة فستكون قد فوتت علي نفسها الكثير.. فهي مخيرة بين أن تبقي مع الشرفاء أو تذهب مع شريفة.. وإذا تذكرت القيادة القطرية أن قدرنا أن نكون معا وأن مصلحتنا أن نكون علي قلب رجل واحد, فإننا سنتمكن معا كما نجحنا سابقا من تجاوز الكثير من الأخطار والعقبات. لذا فإننا نقول إننا كخليجيين عندما نكون عند صاحب القلب الكبير الشيخ صباح, فإننا يفترض أن نكون صادقين معه كما كان سموه صادقا لإنهاء هذه الأزمة, وبقدر ما كان حريصا علي لم شمل الخليجيين. فشكرا كويت المحبة شكرا صباح الخليج نقلا عن جريدة الإتحاد الإماراتية