جاء مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح علي يد جماعة الحوثي ليغير كل الخطط والموازين التي كانت مطروحة ومتوقعة خلال الأيام القادمة, وتبادر للذهن بعد مقتله عدد من الأسئلة كان لابد وأن يتم طرحها علي خبراء ليجيبوا عليها في تصريحات خاصة ل الأهرام المسائي حول النفق المظلم الذي يدخله اليمن وما مدي إمكانية تراجع الحوثيين ومدي احتمالية دخولهم في مفاوضات دبلوماسية أو استبدال ذلك بموجه شديدة من التصعيد. فمن جانبه يري صالح الحميدي وكيل وزارة الإعلام اليمني ان مقتل صالح سيوحد اليمنيين ضد الحوثيين مؤكدا أن ذلك هو الخطوة الأخيرة التي يخطوها اليمن للتخلص من نظام الحوثي والمليشيات الحوثية المدعومة من إيران, وأشار الي أن الشارع اليمني يغلي, وقال بالأمس كانت صنعاء تنتفض أما اليوم فاليمن بكامله ينتفض وهناك ثورة شعبية لن تتوقف, خاصة وان القبائل تعرضت للمهانة بعد مقتل رئيسها لذا لن تجعل الأمر يمر دون أن تثأر لذلك. وأوضح ان الحرس الجمهوري الذي كان يحتفظ به صالح ليس أمامه اليوم سوي أن يعود للمعركة لتحرير اليمن وهناك خطوات جادة من قبل كافة الأطراف اليمنية للتوحد بعد أن أصبح أمامها عدو واحد. واستبعد الحميدي دخول اليمن في نفق مظلم, مؤكدا أن هذه الجريمة الشنعاء التي ارتكبها الحوثيون سوف توحد اليمن من جديد مؤكدا أن الحوثيين ليسوا بتلك القوة التي تدخل اليمن في نفق مظلم, فهم يعتمدون علي إيران وعلي قطر وحزب الله ولكنهم لا يمتلكون قوة شعبية, ونحن ندرك ذلك, فلقد استطاعوا خلال السنوات الثلاث السابقة أن يمزقوا الشارع اليمني الذي سينتصر في النهاية, وقريبا سيعود اليمن إلي محيطه العربي ولن تكون صنعاء عاصمة رادعة كما ذكر الإيرانيون وسوف تقطع يد إيران في المنطقة ولن يكون لهم بعد اليوم تواجد ومثلما قطعت مخالبهم في صنعاء سوف تقطع في سوريا ولبنان والعراق. سيناريو آخر يراه الدكتور رائد العزاوي أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية في انه قد يتجه اليمن إلي شبه حرب أهلية عن طريق انفراط عقد قوات صالح مقابل الحوثيين مقابل وجود عناصر للإخوان المسلمين وأن باقي الأحزاب السياسية وما تبقي من الحرس الثوري الجمهوري الذي كان ينفذ خطة صالح ربما يتجه إلي دعم الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي و القوات التي يدعمها التحالف العربي وما تبقي من قوات الجيش من الممكن أن تتجه لدعم الحوثيين وبالتالي لدينا صراع قوة علي الأرض بين جهتين يعتمد بالأساس علي النظام القبلي والولاءات لدول بعينها. لكنه يستبعد أيضا انزلاق اليمن في النفق المظلم بعد أن تكشف كل شيء ولم يعد هناك حلفاء وأصبح الجميع يقفون في خندق واحد.