العبارات والكلمات المنطوقة والمقروءةقد تكون ممارات و جسر عبور أو حواجز و وقيودا تكتسب سلطة الطاغية حين تسيطر علي العقول وتحركها دون تفكير. فخطورة الكلمة أشد من السلاح لأننا ننفثها في الهواء فتنتشر في هدوء دون صوت أو ضجيج وتظل تزحف و تزحف في سكينة فيلتقطها المارة بيسر دون أي محاولة منهم لفهم مكونات ذرتها. ثم تبدأالكلمة تنمو في الخفاء وتتخلخل في الأعماق, حتي يختفي صاحبها.فتبدأ تنتشر وتسيطر من جديد ولكن بحرية تامة دون قيود وهنا نستيقظ علي الواقع المرير أو الواقع السعيد. لم يعد الكلام مثل السابق ببلاش بل أصبح سلعة لها بائع ومشتري وسوق. ولم يعد الكلام مجرد فقاعات في الهواء تطفو وتختفي بل مخالب تخترق العقول والقلوب وتحركها في الحال. وفي هذا السياق اتذكر تلك الفتاة العراقية التي روت معاناتها في منتدي شباب العالم.. ورغم تعثرها في نطق اللغة العربية إلا أننا لمسنا وجعها من تهجدات صوتها; وتفاعلنا معها في الحال بعدما سمعنا كيف جابهت مع مدينتها ظلم الدواعش لتبقي مناطق العراق الأخري مستقرة. وعلمنا أن الوطن يستحق مننا بذل الجهد و الدماء وكثيرا من العناء. وأن العناية الألهية وجيش مصر حمانا من الدمار والهلاك والتشرد الأكيد. فقد اختصرت مخالب الكلمات المسافات والتقطت استحسان العالم حتيانهال سيادة الرئيس بالبكاء,وزلزلت القاعة أثر امتلاء الهواء بأنين صوتها و رؤية شحوب وجهها وتناسي كل من شاهدها مقاييس العنصرية. و لا أعرف في أي مرجع نضع هذه الثقوبالمتراكمة وفي أي إطار لغوي نصوغها. فحتي اللغة أصبحت عاجزة عن استيعاب ظلم الإنسان لأخيه الإنسان...!!! لقد نجحت المخالب اللفظية في اختصار كثير من الخطط السياسية وكانت أبلغ بكثير من كل تكهنات مؤسسات حقوق الإنسان. وسؤالي ابعد هذا الأثر مازال هناك من يتساءل مافائدة المنتديات والمؤتمرات ؟ أم أنهم يستخدمون مخالبهم لتدمير العقول والتشويش علي الحقائق ؟ لقد ادرك الجميع بعد هذا المنتدي لماذا انتهت الحروب المبنية علي المعدات والأسلحة ؟ فيكفي أن يكون لديك مخالب لتغزو البلاد و تخترقها.