المدعو حماد الشهير بلقب الصوفي ينتمي لإحدي القبائل البدوية التي يتمتع أبناؤها بسمعة حميدة وسط جيرانهم لكنه أبي أن يكون مثلهم واتجه للاتجار في الهيروين الخام الذي وجده لدي مصادر سرية بالقرب من الحدود الشرقية للبلاد وتعاقد مع أشخاص نجح في تجنيدهم للعبور بالبودرة التي يحصل عليها تمهيدا لبيعها لتجار الكيف في منطقة السحر والجمال. حقق الصوفي أرباحا لا بأس بها بالرغم من صغر سنة وحداثة عهده في تجارة الهيروين وامتلأت جيوبه بالمال الحرام الذي وجه جزءا منه لغسيله بشراء الأراضي والعقارات وتسجيلها بأسماء المقربين إليه واستمر علي هذا الحال ولم يضع في ذهنه علي الإطلاق السقوط بين يدي الأجهزة الأمنية لذكائه الشديد. ونظرا لخطورته الشديدة علي المجتمع المحيط به وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة ضبطهم بأي وسيلة بعد أن تعددت الشكاوي بشأن أجرامه في إغراق محافظات القناة والقاهرة ألكبري بالبودرة. وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية عقب مجهودات مضنية من البحث والتحري والمراقبة القبض عليه متلبسا وبحوزته سلاح ناري وكمية من الحشيش الخام يحتفظ بها لطرحها لزبائنه بجانب بيعه للهيروين وتحرر المحضر اللازم للمتهم وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء محمد علي شحاتة مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء أحمد عبد العزيز مدير إدارة البحث الجنائي لفحص المعلومات الواردة إليهم بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يزاول من خلالها بيع المواد المخدرة ويتردد عليها تجار الكيف الراغبين في شراء أصنافها المختلفة من الهيروين والحشيش والأفيون والبانجو والبرشام تمهيدا لطرحها في الأسواق للشباب وكيفية وضع الخطط المناسبة لاستهدافهم وضبطهم وتقديمهم لمحاكمات عاجلة للقصاص منهم لاسيما وأنهم السبب الرئيسي وراء دفع المدمنين لارتكاب جرائم القتل والخطف والسرقة والاغتصاب والتحرش الجنسي فضلا عن ارتفاع حالات الطلاق بينهم وتشريد أبنائهم الذين لا ذنب لهم بشيء. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميدين مدحت منتصر رئيس مباحث الإسماعيلية ويسري عبد المنعم مأمور مركز القصاصين ضم العقيد عصام عطوان رئيس فرع غرب والرائد مروان الطحاوي رئيس مباحث القصاصين ومعاونيه النقباء مصطفي سلامة واحمد هنداوي وكامل القمحاوي ومحمد النجار ومصطفي العدوي, حيث دلت تحرياتهم أن المدعو حماد الشهير بلقب الصوفي22 سنة عاطل سيء السمعة ليست له معلومات جنائية نزح مع والده من منطقة وادي العمر بوسط سيناء للإقامة في القصاصين بدأ يزاول نشاط الاتجار في البودرة خلال العامين الماضيين علي نطاق واسع. وأشارت التحريات إلي أن الصوفي دائما يستقل سيارة ربع نقل بدون لوحات معدنية ويحدد الموعد الذي يختاره لزبائنه لتسليمهم بضاعتهم عن طريق التواصل معهم هاتفيا وحقق المتهم من وراء تجارته المحرمة وغير المشروعه مكاسب مالية كبيرة لم يكن يحلم بها وأصبح جيرانه يتمنوا دخوله السجن حتي يستريحوا بعد أن حول حياتهم للجحيم نتيجة مشاهدتهم السيارات التي تتوافد عليه للحصول علي البودرة علي مدار24 ساعة دون احترام حرمتهم وخشيتهم علي أبنائهم من الضياع بسببه. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة للصوفي في الأماكن التي يتردد عليها الي أن تم ضبطه وبتفتيشه عثروا معه علي سلاح ناري فرد خرطوش محلي الصنع وكمية من الحشيش المغربي الخام وقتها انعقد لسانه من هول المفاجأة واصطحبوه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات اعترف تفصيليا بالاتجار في الهيروين وعلاقته الوطيدة بابن عمه البودرجي حميد الهارب من أحكام جنائية بالشرقية وبإحالته إلي علي الغنمي وكيل النائب العام باشر التحقيق معه تحت إشراف يوسف الدفتار رئيس نيابة التل الكبير وتطابقت أقواله مع اعترافاته في محضر الشرطة وأمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.