رئيس زيمباوي روبرت موجابي هو أقدم رئيس لدولة علي مستوي العالم وقد بلغ من العمر93 عاما تولي الحكم في عام1980, أي قبل عام من تولي حسني مبارك حكم مصر بعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات. استطاعت جريس ماروفو التقرب من الرئيس موجابي وعملت سكرتيرة خاصة له عام1988, في هذا التوقيت كانت زوجة موجابي مريضة بالسرطان في مراحله الأخيرة تمكنت جريس من التسلل إلي قلب الرئيس وتزوجته قبل وفاة زوجته عام1990 بعد طلاقها من زوجها الذي أنجبت منه ابنا وكان عمرها وقتها25 عاما وكان موجابي عمره66 عاما, تزوجها الرئيس موجابي رغم أن تقاليد الكنيسة الكاثولوكية التي تتبعها جريس تمنع ذلك ولكن علي طريقة العمدة في فيلم الزوجة الثانية الدفاتر دفاترنا الزواج رغم أنف الكنيسه أثمر هذا الزواج عن أبناء ثلاثة هم بونا وروبرت وتشاتونجا. وتزعمت جريس أمانة المرأة في حزب الاتحاد الوطني الإفريقي الحاكم. استغلت جريس تقدم العمر بالرئيس موجابي وراودتها أحلام الزعامة وأن تتولي رئاسة البلاد خلفا للرئيس موجابي وتمكنت من إزاحة نائبه الذي رشحه الجيش فكانت إزاحته هي القشة التي قصمت ظهر البعير, وتحرك قادة الجيش وتحفظوا علي الرئيس وزوجته وأبنائه لانهم استشعروا بأن الأمن القومي لبلادهم في خطر وأن امرأة صارت تتحكم في مقاليد الأمور في زيمبابوي. هذا الموقف يذكرنا بمافعله جمال مبارك مع أبيه عندما استغل تقدمه في العمر بعد أن ظل في الحكم ثلاثين عاما وسعي الي تولي منصب الأمين العام للحزب الوطني وجمع الوزراء حوله وراح يجوب البلاد بطولها وعرضها ليهيئ الناس بأنه الرئيس القادم خلفا لوالده, فكانت هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير وثار الشعب عليهم في ثورة25 يناير2011 وساندها الجيش الذي هو ضمير هذه الأمة. ماأريد أن أقوله أن الرئيس موجابي لم يتعظ مماحدث في مصر وترك لزوجته الحبل علي الغارب لتدير أمور البلاد, بالضبط كما فعل مبارك مع ابنه, ولكن النتيجة في مصر مختلفة عنها في زيمبابوي هنا ثار الشعب علي مبارك وساند جيشها الوطني مطالبه أما في زيمبابوي فقد تحرك الجيش وعزل الرئيس. هذا يجرنا إلي حقيقة غاية في الخطورة وهي أنه عندما يطول بقاء الحاكم علي كرسي السلطة يحدث نوعا من التوحد بينه وبين الكرسي, ويشعر بأنه لاأحد في شعبه يستحق خلافته ولابد أن يختار هو الخليفة حتي لو أن التقدم في العمر يمنعه من تقييم الأمور بعقلانية ووزنها بميزان الحكمة حرصا علي مصالح شعبه. الحاكم يتخيل بعد عشرات السنين أنه أعظم من أنجبته بلاده, ولاأحد في شعبه يرقي إلي علمه وحكمته ورؤيته الصائبة للامور, فتكون هذه بداية النهاية وطريق السقوط في الهاوية.