أضاعت طموحات الزعيم الكردى مسعود بارزانى مكتسبات الحكم الذاتى للإقليم فى العراق على الاستفتاء على مدار أكثر من ربع قرن، فالتداعيات التى آلت إليها الحالة الكردية عقب الاستفتاء تكشف أن المضى فى إجراء الاستفتاء موخرا بنى على تقديرات خاطئة فمن حيث التوقيت فقد حاول زعيم الإقليم استغلال النصر فى المواجهات مع داعش فى ضم المناطق المتنازع عليها مع الحكومة المركزية بقوة الأمر الواقع متجاهلا القواعد الدستورية والسياسية المتفق عليها سابقا، كما تجاهل المخاوف التى تكرست فى ظل تمدد داعش فى العراق وسوريا والتى شكلت مناخا محليا وإقليميا يخشى تفتيت الدول فى الإقليم وأن العدوى الكردية فى العراق قد تنتقل إلى مواقع أخرى فى الإقليم مرشحة للتقسيم أو التفتيت، إلى جانب غياب أى دعم من قوة دولية أو إقليمية لإسناد المشروع الكردى، فرغم العلاقات القوية مع الولاياتالمتحدة إلا أن واشنطن انتقدت هذا التوجه بدعوى عدم ملائمة الوقت، إلى جانب تكتل الخصوم فى المنطقة بل إن القوة الإقليمية الوحيدة التى ساندت المشروع الكردى هى إسرائيل تشكل إضافة سلبية للمشروع، فضلا عن اعتراض مكونات أساسية سياسية وأقليات عرقية على توجهات المشروعات وجاءت المحصلة الأخيرة بنتائج عكسية.