حالة الانفلات الأمني التي تعاني منها مصر منذ بدأت أحداث ثورة25 يناير تسببت في وجود عدة ظواهر جديدة علي المجتمع المصري حيث انتشرت أعمال البلطجة والبيع العلني للمخدرات في الشوارع واقتحام الاقسام والمستشفيات والمرافق الحيوية وترويع المواطنين وارتكاب حوادث السرقة بالإكراه وفوق هذا وذاك زادت حوادث سرقة السيارات بشكل ملحوظ.. تحقيقات الأهرام المسائي من خلال جولات مندوبيها في القاهرة وبعض المحافظات تدق ناقوس الخطر من جديد في صرخة تطالب بضرورة عودة السيطرة الأمنية الي الشارع المصري حفاظا علي الثورة ومكاسبها إحنا المرور عندنا مشكلة يبدو أنها مستعصية علي الحل جملة تكررت علي لسان كل من قابلناهم في طريقنا, المصريون اصبحوا يعيشون في رحلة معاناة يومية بين الزحام الشديد واستغلال الشارع من قبل الباعة وأصحاب المحلات وسير السيارات عكس الاتجاه إلي حركات بهلوانية لقادة لا يستحقون رخص القيادة التي استخرجت لهم بطرق غير شرعية مرورا بتصرفات سائقي الميكروباص التي تشعرك وكأنهم امتلكوا زمام الأمور في الشارع فأصبح نزول وصعود ركابهم علي هواهم في منتصف الشارع او منتصف الكوبري كما يحلو لهم وصولا لالتوك توك وما وراءه من كوارث لا تخلو منها صفحات الحوادث كل يوم. ومازاد الطين بلة غياب رجال الشرطة بشكل عام وشرطة المرور بشكل خاص. البداية كانت مع كمال حسين موظف بمصلحة الضرائب ليقول: ما يحدث في الشارع المصري يمثل العجيبة الثامنة من عجائب الدنيا غير الموجودة في اي بلد من العالم فصحيح ان الزحام موجود في كل البلدان الا ان ما يحدث من سلوكيات للسير في الشارع المصري سواء من المشاة او السيارات لا مثيل له ويجب ان تكون هناك وقفة حازمة من الدولة فإذا كنا نريد التغيير فيجب ان يكون علي كل المستويات بدءا من الشارع. محمد حامد مشرف تسويق بإحدي شركات الدعاية والاعلان اكد ان فوضي المرور في مصر واحدة من أهم أسباب عدم التقدم مشيرا إلي أن طبيعة عمله تجعله دائم التردد علي مدينة الانتاج الإعلامي بالسادس من أكتوبر ولذلك فإنه كثيرا ما يستخدم الطريق الدائري والمحور قائلا اري عليهما ألوان السلوكيات الخاطئة سيارات تسير عكس الاتجاه رغم أن ذلك ممنوع معرضين حياتهم والاخرين للخطر وسيارات الميكروباص التي تستخدم الكباري كمواقف ومشاة يعبرون الطريق اعلي الكوبري بمنتهي الاعتياد وكأن الأمر طبيعي وهو في الحقيقة في منتهي الخطورة. ثم الاعتداء علي الطريق واستخدامه في عرض البضائع والذي أصبح وباء تعاني منه مصر كلها لاسيما مناطق الازدحام ووسط المدن وهو ما يزيد من المعاناة ويطيل الرحلة اليومية للمواطنين ذهابا وايابا لأعمالهم وليس أدل علي هذه الفوضي من منطقة بولاق ابوالعلا وكذلك شارع وميادين رمسيس والجيزة وفيصل وغيرها من المناطق التي لم تسلم من الاحتلال القسري من قبل الباعة الذين اتخذوا من حجة الاسترزاق وأكل العيش حصنا من محاولات رفض سلوكهم وابعادهم عن طريق الاخرين تحكي امل متولي صاحبة محل بأحد المراكز التجارية بالجيزة انه بعد شكوي الكثير من شدة الزحام وبلطجة الباعة الجائلين جاءت إلي ميدان الجيزة منذ أيام حملة من مديرية الأمن وازالت جميع الاشغالات والتعديات علي المكان الا انها عادت بعد أقل من ربع الساعة من مغادرة قوة الشرطة للميدان وما أن حاول احد الضباط الذين تبقوا بالمكان التصدي لهم اعتدوا عليه بالضرب, وانقذه الأهالي واصحاب المحلات والمارة من بين ايديهم. إيناس عبدالله تؤكد أنه علي الرغم من ان مشكلة المرور والازدحام ليست جديدة وقد اعتدنا عليها لدرجة انه إذا صادفنا يوم فيه انسيابية مرورية نتعجب من ذلك وكأن الأمر غريب الا أن تكرار الاعتصامات والاحتجاجات المنتشرة حاليا تزيد الأمر سوءا خاصة وانها تتم في اماكن حيوية مثل امام ماسبيرو أو مجلس الوزراء مما يزيد من تكدس وزحام منطقة وسط البلد بشكل كبير. مروة محمد ليسانس آداب تسكن بحي شبرا الخيمة تقول: مشكلة التوك توك منتشرة بشكل كبير يزيد الزحام الذي تشتهر به شبرا حيث صغر حجمه وان من يقوده في الغالب من صغار السن والمسرعين في القيادة بجانب انهم يقودونه بشكل عشوائي تجعلهم يسيرون في عكس الاتجاه معرضين حياتهم ومن معهم والآخرين للخطر الأمر الذي يجب التصدي له بحزم بالإضافة إلي الأسواق الشعبية العشوائية والباعة الجائلين في الطرق المؤدية إلي منطقة المطرية وغيرها في ظل غياب واضح لرجال الشرطة حيث روت قصة تعرض لها أخوها منذ أيام اثناء زيارته لأحد اصدقائه بنفس المنطقة وكاد يصاب بطلق ناري نتيجة لهجوم عدد من البلطجية بالحي لصالح احد أعضاء مجلس الشعب السابقين انتقاما من سحب قطعة أرض منه كان قد اخذها عنوة مما تسبب في تضييق الخناق علي ساكني المنطقة الذين لا يأمن احدهم علي ابنائه اثناء مغادرتهم المنزل بمفردهم نتيجة افتقاد الأمن في الشارع. سماح الحسيني تلخص المخاوف من الانفلات الأمني في الشارع المصري قائلة: أصبحنا لا نأمن الخروج للشارع بمفردنا مثلما كان يحدث من قبل مع صديقاتي حيث افتقدنا للأمان سواء من البلطجية في الشارع او اثناء ركوبنا تاكسي فأصبحنا نتحرك بالمواصلات العامة ولا نتأخر عن السادسة مساء نظرا للخوف علينا من اسرنا الذين لا يأمنون علينا من الشارع وما يحدث فيه.