حالة الانفلات الأمني التي تعاني منها مصر منذ بدأت أحداث ثورة25 يناير تسببت في وجود عدة ظواهر جديدة علي المجتمع المصري حيث انتشرت أعمال البلطجة... والبيع العلني للمخدرات في الشوارع وأقتحام الاقسام والمستشفيات والمرافق الحيوية وترويع المواطنين وارتكاب حوادث السرقة بالإكراه وفوق هذا وذاك زادت حوادث سرقة السيارات بشكل ملحوظ تحقيقات الأهرام المسائي من خلال جولات مندوبيها في القاهرة وبعض المحافظات تدق ناقوس الخطر من جديد في صرخة تطالب بضرورة عودة السيطرة الأمنية الي الشارع المصري حفاظا علي الثورة ومكاسبها ثلاث حكايات من منطقة المرج الجديدة تقدم نماذج صارخة للانفلات الأمني تنوعت الحكايات ما بين أب فقد ابنه بسبب الدفاع عن ممتلكات وطنه وبين شاب في الثلاثين من عمره فقد عينه وتاجر ضاعت تجارته وتحويشة عمره, الأمر الذي يفرض علي الأجهزة الأمنية التحرك بكل قوة وسرعة قبل أن تخرج الأمور علي السيطرة ويتحول المجتمع المصري إلي حمام من الدم في ظل حوادث القتل لأتفه الأسباب والسرقة بالإكراه وانتشار السلاح والكثير من المظاهر السلبية الأخري. الحكاية الأولي يرويها محمد محمود غنيم الذي فقد ابنه وهو في السابعة من عمره قائلا تعرضت للعديد من ألوان العذاب من مجموعة من البلطجية وحكايتي بدأت حينما حاولت الدفاع عن قطعة أرض مخصصة للمنفعة العامة بمدينة الأزهار بمنطقة المرج الجديدة تبلغ مساحتها2975 مترا فرغم ان لدينا مستندات تثبت هذا التخصيص وانها من أملاك الدولة وقد فوجئنا بمجموعة من الأشخاص يدعون أنهم أصحاب الأرض واقاموا سورا كبيرا يحيط بالأرض من جميع الاتجاهات بالاضافة إلي ترويع المواطنين بإطلاق النار في المنطقة بضرورة عدم الاقتراب من الأرض وقد توجهت لقسم شرطة المرج وتم تحرير محضر بالواقعة وتقديم المستندات التي تثبت أن الأرض تخضع لأملاك الدولة لكن الشرطة لم تتحرك حتي الان ثم فوجئت بتهديدات كثيرة من قبل البلطجية يطالبون بالابتعاد عن الأرض حيث ساوموه علي إعطائه مبلغ مليون ونصف المليون مقابل التنازل عن المحضر إلا اني رفضت وفي نهاية ابريل الماضي2011 فوجئت باختفاء ابني لمدة ثلاثة أيام وعلي الفور توجهت لقسم المرج بتحرير محضر واتهم فيه هؤلاء البلطجية بخطف ابني لكني اكتشفت بعد تحريات المباحث أنهم أفادوا بالعثور علي جثة الطفل عند محطة المياه بالمرج وتعرفت علي الجثة علي يد المباحث ورغم تقدمي ببلاغ اتهم فيه هؤلاء الاشخاص بقتل ابني الا ان الشرطة لم تحرك ساكنا أما الحكاية الثانية فيرويها محمد محمود حسين32 عاما نجار مسلح قائلا انه بعد عودته من عمله هاجمه بعض البلطجية في منتصف الليل وأجبروه بتسليم ما لديه من أموال ولما رفض فوجيء بطلقات من النيران تخرق عينه وتعرض لنزيف حاد. ويضيف انه علي الرغم من قيامه بتحرير محضر بالواقعة الا ان الشرطة لم تتحرك أيضا حتي الان ويروي محمد عبد الواحد تاجر طيور الحكاية الثالثة انه يمتلك محلا لبيع الطيور يمثل مصدر رزقه الوحيد وأثناء ذهابه إلي المحل في الصباح فوجيء بوجود كسر في باب المحل واكتشف أن المحل تمت سرقته بالكامل, ويتساءل إلي متي سنظل نعيش في خوف وتصبح حياتنا مهددة بالخطر خاصة بعد أن تحول المجتمع المصري إلي حمام من الدم. أما الحكاية الرابعة فهي حكاية عطية محمد دسوقي سائق الذي فوجيء اثناء عودته مع زملائه من العمل يترصدهم مجموعة من البلطجية وبدأوا في ترويعهم فما كان منهم إلا مواجهتهم بشجاعة رافضين الاستسلام أمام تهديد السلاح الآلي لكن شجاعتهم كانت سببا في أن ينتهي عمر زميلهم عند العقد الرابع بعدما تناول البلطجية إطلاق النيران عليهم من كل جانب وايضا في غياب الشرطة.