استكمالا لمسيرة هيلاري مع بيل كلينتون فالجدير بالذكر أنه وفي أيام دراسته الأولي كان الطلبة يسمونه بيللي كلينتون رغم انه لم يغير اسمه قانونيا إلي كلينتون حتي بلغ الخامسة عشرة وقال فيما بعد انه قرر ان يأخذ اسم كلينتون وهو اسم زوج امه لأنه كان يريد أن يجعل أسرته متماسكة في وقت كانت تلاحقها فيه المتاعب المادية فضلا عن معالجة مشكلة العلاقة العاصفة بين أمه وزوجها روجر كلينتون. لكن عندما احتدم الصراع بينهما ولم يعد بيل كلينتون يحتمل ذلك فأمسك بوالدته وأخيه ووضع نفسه بينهما وبين ذلك الزوج السكير الغاضب وصاح فيه( إنك لن تستطيع أن تضرب أيا منهما بعد الآن وعليك أن تواجهني أولا قبل أن تصل إليهما وبعدها توقف فورا روجر كلينتون عن عمليات العنف في المنزل وبهذا الموقف الجريء استشعر كلينتون مدي ما تحمله شخصيته من صلابة وحدة ظهرت في صورة أخري عندما خاض تجربة خاصة كانت هي أول تجربة سياسية في معسكر الشباب بالإنضمام إلي أحزاب سياسية وهمية في المعسكر وترشيح أنفسهم للمناصب العامة وكان هذا هو المعمل المثالي لتدريب كلينتون سياسيا وقد أسهمت تلك التجربة في دخول كلينتون البيت الأبيض لأول مرة1963 وشعوره بالنشوة أثر مقابلة الرئيس جون كيندي والتي كانت نقطة تحول أساسية في حياته. وتتذكر فرجينيا كيللي أم كلينتون حادثا وقع عندما كان كلينتون في الثامنة أو التاسعة وقد قرأ عدة مقالات صحفية عن مدي تخلف سكان ولاية أركانسو في ترتيبهم بالنسبة لباقي ولايات أمريكا وذلك طبقا لاحصائيات التعليم القومي وسألها ماما... أليس الأطفال في أركانسو يولدون ولديهم نفس المخ مثل الأطفال في باقي ولايات أمريكا الأخري؟! ولقد تحولت تلك الرغبة المشتعلة إلي فكرة استحوذت عليه لتحسين نظام التعليم في الولاية وتحولت أيضا إلي موضوع محوري في حياته شق به طريقه إلي الحياة الساسية. وفي عام1974 وهو في السابعة والعشرين قرر كلينتون أن يدخل السباق من أجل الحصول علي ترشيح الحزب الديمقراطي لمقعد الكونجرس عن الدائرة الثالثة في أركانسو والتي كانت معروفة بتأييدها الكبير للجمهوريين وكان لا يزال يقوم بالتدريس في كلية الحقوق جامعة أركانسو, وعندما تقلد كيلنتون منصبه كحاكم لولاية أركانسو كان يعتبر أصغر حكام الولايات سنا في أمريكا كلها!! وسرعان ما امتدت طموحاته وأحلامه السياسية لأن تجتاز وتسحق كل الصعاب والعثرات والمستحيلات في إطار اللعبة السياسية الخطرة التي تبرز الديمقراطية شعارا وعنوانا لدولة قوية تسيطر علي الكثير من المقدرات الكونية الآن, وإذ يصبح زعيما عالميا جعل أمريكا ذات دور رئيسي متميز في إدارة المنظومة الاقتصادية العالمية بل استطاع أن يدافع عن المصالح الأمريكية ويعليها فوق أي شيء مهما يكن. إنها تلك المبادرة الكبري التي خاضها كلينتون في بلد أشهر ما يميزه هو امتزاج الشائعات بالحقائق, إن الكتاب يمثل بحق حقيقة قصة مثيرة للمشوار السياسي الشاق الذي قامت عليه طموحات رائدة جرت كلينتون من القاع الي القمة!! لكن وفي ذات الآن كان كتاب هيلاري من تلك الكتب التي أودت بها إلي القاع إذ إن الكتاب لم يحمل عبر صفحاته تاريخا سياسيا حافلا جديرا بالتنويه والتحليل أو يمكن ان يستوقف الأجيال القادمة خلال نقاط مضيئة يمكن أن يسترشد بها في تغيير دفة المستقبل الأمريكي. إن هيلاري لم تقدم شيئا له خطره للسياسة الخارجية الأمريكية سوي قصة فشل بدأت خيوطها مع قصة مونيكا واستكملتها بالدعم الخائب للإخوان إسقاطا لمصر واختتمتها بالجولة الانتخابية الغبية مع ترامب, لكن مسار الغرابة إنما يكمن في كيفية كون هيلاري كلينتون من أنجب تلامذة هنري كيسنجر!!