بمشاعر طفلة بريئة تصيح: إذ يقول: أنا آت ينزع ندبة الخواء من صدري ويستبدل بها قطعة من الفرح. بساطة التعبير.. ودفء الأحاسيس وطواعية اللغة في شكلها البكري.. بعيدا عن التعقيدات والتعزيب تشدو فاطمة ناعوت في ديوانها الذي يحمل عنوان صانع الفرح,, وفاطمة ناعوت ليست ناشطة اجتماعية ثقافية إنسانية فقط ولكنها أعلي من ذلك قليلا بما يميزها عن غيرها ويعطيها وقتا كافيا لأن تكتب الشعر وتقوم بترجمة أصعب الكتب كترجمة كتابات فيرجينيا وولفوالروايات الإفريقية ذات الأجواء البدائية ثم كتابة المقالات الأسبوعية في عدة صحف لتغمس قلمها في التابوهات الصعبة ثم إنها لا تغمس هذا القلم في بحيرات الحزن الراكدة لكثير من الكتبة المثقفين الذين يتخذون موقعا متعجرفا من المجتمع ومن الوجود ذاته إنها تتخذ في هذا الديوان صورها من إشراقاته: في قصيدتها نهاية النوتة تقول: ليس أجمل من نهاية يرسمها سليم سحاب بعصاه يعرف المايسترو كيف يزيد العاشقين اثنين ويعرف كيف تنقصهم تعلوا العصا فتطير الفراشات ويصدح الأوركسترا تهبط العصا فأقبلك قبلة الوداع. أو تقول: في الطائرة نرفع الحاجز بين مقعدينا لكي ينام رأسي علي كتفك من بعدك كل الطائرات التي حملتني حواجز مقاعدها لا ترفع منتهي البساطة والعفوية في التعبير والوصول إلي أحاسيس القارئ مباشرة دون استعراض أو إغراق في دهاليز اللغة. الديوان الذي يحمل اسم صانع الفرح يمكن أن نسميه أيضا صانعة الفرح.. فهو يمنح قارئ تلك الشحنة من البهجة وحتي الشجن فيه بهجة أيضا طائرة من رفرفة أجنحة الكلمات.. بداية من لوحة الغلاف الجميلة التي أبدعها الفنان الشاب عمر نبيل