لا يزال سحر ماسبيرو وتاريخه الطويل محل اهتمام من الجميع مهما مر مبني التليفزيون بأزمات أو تراجع ترتيبه في سباق نسبة المشاهدة, أو جودة البرامج , وهو ما يجعل هذا الكنز الكائن في كورنيش النيل, محط أنظار جميع القنوات الفضائية مهما حققت من نجاحات, ولعل أبرز دليل علي ذلك هو ما تقوم به عدد من القنوات الفضائية من استضافة نجوم ماسبيرو الذين تركوا الشاشة منذ وقت كبير, للحديث حول ذكريات برامجهم الناجحة والتي صنعت تاريخا ومجدا لماسبيرو. ولعل أبرز هذه البرامج وآخرها كان أبلة فاهيتا والتي حرصت علي استضافة رمزين من رموز ماسبيرو وهما الإعلاميتان القديرتان إيناس جوهر وفريدة الزمر, اللتان تحدثتا عن ذكرياتهما في العمل داخل هذا المبني العريق, كما خصصت الفنانة والإعلامية إسعاد يونس في برنامجها صاحبة السعادة عليCBC, مجموعة حلقات تحت عنوان يا تليفزيون يا وهو اسم أحد أشهر البرامج الذي كان يقدم في التليفزيون, حيث رصدت من خلالها حقبة مهمة حقق فيها التليفزيون المصري نجاحات عديدة, كما اعتمدت علي تذكير الجمهور بتراث وكنوز ماسبيرو في فترة الثمانينات والتسعينيات وبداية الألفية من خلال استضافة إعلاميون كبار وعلي رأسهم الإعلامية نهال كمال, حازم الشناوي صاحب برنامج الكاميرا في الملعب والإعلامي طارق علام صاحب برنامج كلام من دهب, دينا رامز وبرنامجها بدون مونتاج وغيرهم ممن أثروا التليفزيون ببرامجهم التي عشقها الجمهور. وتعليقا علي ذلك قالت الإعلامية فريدة الزمر إن التليفزيون المصري مليء بالكنوز لذا تحاول القنوات الفضائية الاستفادة من كنوزه, ولهذا السبب كانت قناة ماسبيرو زمان التي أطلقها التلفزيون المصري من أكثر القنوات الناجحة والتي جمعت كل تراث ماسبيرو والأعمال العظيمة التي أنتجها, خاصة أن التليفزيون المصري عبارة عن تاريخ وأرشيف كبير منذ عام1960 حتي2017, وطوال هذه الفترة أنتج عشرات الآلاف من المواد الإعلامية وحاول البعض التقليل من دوره وأهميته والإدعاء بأنه ينهار ولكن فكرتهم فشلت. بينما قالت الإعلامية نهال كمال إن كل عصر وله نجومه وكان من المهم التعرف علي هذا التراث والتواصل بين الأجيال, وأري أن مثل هذه الحلقات كان لها صدي كبير, وتعتبر إسعاد يونس من الإعلاميات المهتمات بتقديم الأصالة والعراقة وهي حالة فريدة من نوعها من خلال برنامجها صاحبة السعادة, حيث تحرص علي تذكير المشاهد بالزمن الجميل, والجميع كان متشوق لتراث ماسبيرو, كما أنني سعيدة بانتباه القنوات الفضائية لهذا التراث وتذكير الناس به. وتابعت: أعتقد أن السبب الذي دفع القنوات الفضائية لإعادة تذكير الجمهور بإعلاميين ماسبيرو يرجع إلي ملاحظتهم النجاح الكبير الذي حققته قناة ماسبيرو زمان, خاصة أن القنوات الفضائية تبحث دائما عما هو ناجح لأنهم معنيين بحصد نسبة مشاهدات, فبدأوا في الالتفاف لما قدمه ماسبيرو وجذبه علي شاشتهم. وأضافت: أعتقد أن التجربة مع الوقت ستظهر نتائجها, ولكن يبقي السؤال ماذا بعد؟ وخاصة أن المبني به كنوز كثيرة وهو أول تليفزيون في الوطن العربي وبه تراث غير موجود بأي مكان علي مستوي الوطن العربي, لذا أتمني أن يستفيد التليفزيون المصري بشكل اكبر من هذا الكنز.