عندما ينقم الإنسان علي حياته ويفضل أن يعيشها كما يسول له شيطانه, تتداعي أمامه كل الخيالات الشيطانية فيمشي في حياته أسير وساوسه. رغم أن محمد من أسرة بسيطة إلا أنها كانت مستورة ودفعت به إلي التعليم لكنه كان يرفض ويتمرد حتي فصل من مدرسته. لم يكن أمام محمد إلا البحث عن حرفة ينفق منها علي نفسه فعمل في إصلاح إطارات السيارات لكن خياله المريض لم يقنعه بالاستمرار فيها, فهو يريد أن يكسب أكثر, فتركها وعمل في إحدي محطات الوقود القريبة من مسكنه لكن عائد عمله لم يرضيه أيضا فقد كان قد سقط في عالم الإدمان وأدمن الجلوس إلي أصدقائه سيئ السمعة. لم يسعف المال جنوح محمد إلي الإدمان فالمخدرات تأكل المال كما تأكل النار الحطب فزاد خياله المريض وساوس إلي وساس وتذكر خالته العجوز الثرية التي تقيم بمفردها داخل شقتها ولا يتردد عليها أبناؤها إلا قليلا حيث بدأت تطارده الهواجس بالاستيلاء علي مشغولاتها الذهبية التي تتحلي بها للانفاق علي شهواته إلا أنه تخوف من انكشاف أمره وما يتبعه من القبض عليه وفي ظل حاجة جسمه المتأججه الي المخدرات أختمرت فكرة قتلها في رأسه بعد أن أوحي له شيطانه بأنها الطريقة الوحيدة لسرقتها دون ان تنكشف فعلته. كان اللواء محمد منصور مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي اخطارا من نائبه اللواء محمود ابو عمره يفيد بورود بلاغ الي المقدم وسام عطيه رئيس مباحث قسم المعصرة بالعثور علي جثة داخل شقة بأحد العقارات بشارع أحمد زايد عرب سلام. وبانتقال رجال المباحث والفحص عثر علي جثة المدعوة نجفه إسماعيل60 سنة ربة منزل مسجاة علي ظهرها أعلي سرير غرفة النوم وترتدي ملابسها وبها إصابات عبارة عن كدمة أسفل العين اليسري وأصابع الإبهام والخنصر باليد اليمني.. وبسؤال كل من صبري محمد34 سنة موظف وسماح38 ربة منزل أبناء المتوفاة وعماد عبده43 سنة سائق زوج الثانية قرروا بتلقيهم اتصالا هاتفيا من أحد الجيران يفيد بانبعاث رائحة غاز من الشقة سكن المتوفاة فحضروا إلي مسكنها وفتحه بكسر الباب الخارجي وتبين لهم وفاتها وأضافوا بأنها تقيم بمفردها واكتشافهم اختفاء مشغولات ذهبية كانت تتحلي بها عبارة عن(6 غوايش,3 خواتم)... تم تشكيل فريق بحث اشرف عليه اللواءان محمد منصور مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة ونبيل سليم مدير المباحث الجنائية باشره العميد محمد الشرقاوي رئيس مباحث قطاع الجنوب والعقيد محمد عاكف مفتش المباحث ضم ضباط مباحث المعصرة بقيادة المقدم وسام عطية رئيس المباحث لكشف غموض الواقعة والقبض علي المتهم حيث تم وضع خطة اعتمدت علي حصر وفحص المترددين علي المجني عليها والعقار سكنها واستخلاص الاشتباهات من بينهم وإجراء التحريات بمكان الواقعة في محاولة للوصول لشهود رؤية. واثناء تنفيذ خطة البحث البحث أمكن التوصل لمشاهدة نجل شقيقة المتوفاة المدعو محمد سمير20 سنة عامل بمحل كاوتش ومقيم بالمنزل المجاور لعقار المجني عليها بعرب سلام والسابق اتهامه في قضية سلاح أبيض اثناء خروجه من مسكن المجني عليها في وقت سابق علي اكتشاف الواقعة وأضافت التحريات بقيام سالف الذكر بمغادرة مسكنه والإقامة طرف أحد أصدقائه وأنه وراء ارتكاب الواقعة. عقب تقنيين الإجراءات وبإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة في الأماكن التي يتردد عليها وبالقرب من محل سكنه باشراف العميد محمد الشرقاوي رئيس مباحث قطاع الجنوب أسفرت إحداها عن ضبطه وبمناظرته تبين وجود إصابات باليد لم يبرر سببها. وباقتياده الي ديوان القسم ومواجهته امام المقدم وسام عطيه رئيس المباحث اعترف بارتكاب جريمة القتل وقرر بأنه نظرا لرغبة المجني عليها في الزواج بالرغم من كبر سنها, وعلمه باحتفاظها بمصوغات ذهبية بمسكنها فخطط للتخلص منها والاستيلاء علي ما بحوزتها من مشغولات ذهبية حيث توجه لمسكنها بدعوي زيارتها اثناء تواجدها بغرفة نومها غافلها وتعدي عليها بالضرب محدثا إصابتها أسفل العين اليسري لإفقادها الوعي ثم كتم أنفاسها بقطعة قماش حتي تأكد من وفاتها وقام بنزع6 غوايش و3 خواتم ذهبية كانت تتحلي بها وتسبب في حدوث ما بها من إصابات باليد اليمني ولاذ بالفرار وتوجه للإقامة طرف احد أصدقائه ويدعي شريف شعبان24 سنة سمكري والذي ساعده في بيع( غويشه وخاتم من متحصلات الحادث) بمعرفة شقيقته المدعوة شيرين28 سنة ربة منزل جاري ضبطها لدي أحد أصحاب محلات المشغولات الذهبية مقابل مبلغ7000 جنيه تحصل صديقه منها علي مبلغ500 جنيه. أرشد المتهم عن صديقه المدعو شريف شعبان والمشغولات الذهبية التي قاما ببيعها وبمواجهة الأخير أيد ما جاء بأقوال المتهم واعترف بعلمه بما ارتكبه كما ارشد عن باقي المشغولات الذهبية المستولي عليها عبارة عن(5 غوايش, خاتمين) ومبلغ5300 جنيه من متحصلات بيع( غويشة, وخاتم) بمسكن شقيقته المدعوة أميرة سمير25 سنة ربة منزل والتي نفت علمها بكون المبلغ المالي من متحصلات الواقعة وأضاف بإنفاقه باقي المبلغ علي متطلباته الشخصية وشراء مواد مخدرة بقصد التعاطي. تم تحرير محضر بالواقعة وباخطار اللواء خالد عبد العال مساعد اول الوزير لامن القاهرة امر باحالته للنيابة التي تولت التحقيق.