مع تأزم الموقف في كردستان العراق واصرار الإقليم علي إجراء استفتاء للاستقلال يوم25 سبتمبر الماضي, طالعتنا الأخبار عن تأزم الموقف في اقليم كتالونيا الواقع شمال شرق اسبانيا واعلانه هو الآخر اجراء استفتاء في الأول من أكتوبر-اليوم- للاستقلال عن أسبانيا. هل هي مصادفة ان يتم ذلك في التوقيت نفسه وبذات الملامح مع اختلاف التفاصيل؟ بالنسبة لما قرأت من قبل فالموضوع ربما لا يكون مصادفة بل تخطيط محكم تم الاتفاق عليه بين برنارد لويس المستشرق اليهودي والادارة الامريكية في عهد جيمي كارتر لتقسيم الدول الي دويلات لا في الشرق الاوسط وحسب ولكن في أوروبا أيضا وهو المذكور في كتاب رهينة في قبضة الخوميني لروبرت ترايفوس والمنشور بالولاياتالمتحدة عام.1981 نعم كانت رؤية برنارد لويس المستشرق اليهودي تري أن الطائفية هي مفتاح التفتيت و التقسيم في الشرق الأوسط واوروبا لمصلحة الصهيونية العالمية ومصلحة من يديرون سياسة الولاياتالمتحدة. كانت البداية طائفيه دينية ظهرت في ايران بثورة اسموها زورا ثورة اسلامية بمساعدة الاخوان المسلمين الذين ذكر الكتاب وصولهم للحكم خلال ثلاثة عقود وهو ما حدث في2011 لولا لطف الله ببلادي. وبوصول الخوميني وتصدر الشيعة يواجههم السنة و هكذا. ومن هنا تلحظ أن الإجتياح السوفيتي لأفغانستان عام1979 صدر للعالم العربي علي انه غزو الكفار للمسلمين لتزين امريكا لكل العالم العربي تصدير المجاهدين الي هناك والذين تحولوا الي قادة التكفير في العالم بعد سنوات قليلة وسرعان ما انتشرت النار في الهشيم لتبدأ مرحلة من حروب باسم الدين سواء حروب طائفية كما حدث في لبنان علي سبيل المثال أو حروب بين عقائد كما في السودان الذي انتهي بفصله او في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة كما في الشيشان أو يوغوسلافيا التي اندلع فيها صراع اساسه سياسي وانتهي بان يكون حاملا لاسم الدين حين وصل الصراع الي البوسنة والهرسك أو في العراق او سوريا أو ليبيا أو اليمن وهكذا في مناطق عدة حتي وصل الي بورما في العام2012. ما أعنيه أننا نكون مخطئين لو ظننا ان هدف التقسيم والتفتييت يقتصر في عقول من صاغوه علي الشرق الأوسط فقط ولكنه ممتد الي اوروبا ذاتها ولعل صعود اليمين المتطرف في دولها وخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي ومخاوف ألمانيا من انفراط عقد الوحدة الأوروبية وتهديد اسكتلندا باجراء استفتاء للانفصال عن بريطانيا قبل2020 كلها امور تشير إلي ما يحدث في حقيقة الأمر. ربما تتساءل وما علاقة هذا التقسيم بما يحدث في كردستان وكتالونيا؟ في وجهة نظري المتواضعة تكمن الإجابة في استخدام الطائفية القومية في أكثر من بقعة لبدء سلسلة التفتيت ولتشجيع قوميات اخري في اكثر من نقطة في العالم علي فعل ذات الشيء. ربما تجد الامازيج في جنوب المغرب العربي وربما تسمع عن النوبة وربما تتوقف أمام الشراكسه أو التركمان وغيرهم. المتابع للمتواتر من اخبار عن كلا الاقليمين يجد فيهما ملامح مشتركة فكلاهما عاني اضطهاد حكم مع اختلاف التفاصيل وكلاهما يعد من الأقاليم الغنية في بلاده, وكما ظهر في استفتاء كردستان ملتقطا الصور كعادته برنار ليفي الفرنسي الصهيوني الذي وثجد في كل ثورات العالم العربي, ظهر اسم موقع جوجل في كتالونيا حينما بثت رويتر مطالبة المحكمة العليا في كاتالونيا شركةGoogle بإزالة تطبيقOnVotar1-Oct, الذي قالت إن الانفصاليين يستخدمونه. ولا اعلم لماذا تذكرت دور جوجل ووائل غنيم مديرها الاقليمي في احداث يناير. ولكن ربما السؤال الأهم الأن هو هل نجاح او فشل نتائج الاستفتاء في كلا الاقليمين يعني توترا عسكريا أو مصادمات بين من يديرون كل اقليم والحكومة المركزية لديهما؟ أم ان سياسة الامر الواقع التي اشار لها مسعود برزاني رئيس اقليم كردستان في المؤتمر الصحفي السابق للاستفتاء بيوم هي ما ستحدد مبلغ المواجهة؟ في حالة كردستان منح البرلمان العراقي رئيس الوزراء العبادي سلطة تحريك قوة عسكرية مع الاقليم بينما اعلنت تركياوايران تهديدهما للاقليم عسكريا وسياسيا واقتصاديا. وفي كتالونيا تحركت مئات الجرارات نحو الاقليم لمساندة الساعين للانفصال في مواجهة قوات الامن التي صادرت عدد من صناديق الاقتراع و نحو2.5 مليون بطاقة تصويت مع رفع حالة التأهب في الاقليم. ومن هنا وجب الوعي بما يحدث و إنتظار ما ستسفر عنه الأمور التي استبعد منها عنصر المصادفة.