كل يوم تثبت الفتاة المصرية قدرتها علي الإبداع وتحدي المستحيل رغم الظروف الصعبة التي تواجهها, خاصة في الصعيد المعروف عنه تقاليده وعاداته الصارمة. في أقصي الصعيد وشمال مدينة أسوان بإدفو توجد قرية صغيرة تعرف باسم كلح الجبل ربما لم يسمع عنها أحد, ولكن فتاة من فتيات القرية نجحت في أن تفرض اسمها علي الجميع بعد أن اقتحمت مجالا في العمل هو الأول من نوعه علي مستوي المحافظة بصيانة الأجهزة الكهربائية والمنزلية الدقيقة. تقول فتاة الكلح هدية أحمد التي نالت تقدير وتكريم اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان: إنها كانت متفوقة في مواد العلوم والتكنولوجيا ولكن بسبب ظروفها الأسرية لم تكمل تعليمها واكتفت بالحصول علي الشهادة الإعدادية, وتضيف بأنها لم تيأس وكان طموحها كبيرا في المعرفة فلجأت إلي شبكة الإنترنت والسؤال عن كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالأجهزة الكهربائية من المتخصصين الذين ساعدوها كثيرا, وتقول: بدأت بعد ذلك في التفكير في كيفية تطبيق ذلك عمليا فتوجهت إلي أحد البنوك وحصلت علي قرض بسيط ساهم في تأسيس محلها الصغير لإصلاح الأجهزة البسيطة وبعدما ذاع صيتها واكتسبت ثقة أهل قريتها والقري المجاورة اتجهت نحو الأجهزة الحديثة والمعقدة. وأكدت هدية أن الأمانة والالتزام هما أساس نجاح كل عمل تجاري, وأضافت بأنها تتمني أن تقتحم النساء المصريات كل المجالات, خاصة بعد أن حصلن علي التقدير المناسب من الرئيس السيسي. وعن آمالها وطموحها, أشارت هدية بنت قرية كلح الجبل إلي أنها تتمني أن تقابل الرئيس عبد الفتاح السيسي لتشكره علي مساندته ودعمه للمرأة المصرية, كما تحلم بأن يتحول مشروعها إلي مصنع صغير تدرب من خلاله الفتيات الأسوانيات علي العمل في هذا المجال. من جانبه وفي إطار حرصه علي دعم وتشجيع مثل هذه النماذج المشرفة, كرم مجدي حجازي محافظ أسوان الفتاة ووصفها بأنها نموذج مثالي يجسد تفوق وبراعة الفتاة المصرية الريفية التي تستطيع العمل في المهن الشاقة, معربا عن سعادته البالغة بهذا النموذج الإيجابي للفتاة والمرأة الأسوانية المكافحة التي تجتهد وتثابر في الحياة من أجل بناء مستقبلها ومستقبل أسرتها ووطنها, وطلب حجازي من الشباب الأسواني بضرورة أن يتخذوا المثل والقدوة من هذا النموذج الناجح لاستثمار طاقاتهم ومهاراتهم وإبداعاتهم في اقتحام مجال العمل الحر دون الارتكان إلي العمل الحكومي, وأكد أن الحياة المعيشية تتطلب من الشباب تغيير الفكر والثقافة للاستفادة من الفرص المتاحة في مجال المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر من أجل خلق مصادر دخل تفوق مثيلاتها في الوظائف الحكومية, لافتا إلي أن مصر تحتاج إلي كل يد تبني وتعمر وتسهم في دفع عمليات التنمية لتحقيق ما نصبو إليه من آمال وطموحات لوطننا الغالي.