هناك شبه إجماع بين صانعي السياسات في الغرب علي أن القذافي قد لا يستسلم نهائيا قبل عدة شهور من الآن. كما أن العديد من الخبراء يرجحون أن تكون نهاية القذافي نهاية مأساوية. لأن الطبيعة النفسية للعقيد الليبي تقترب وفق هؤلاء من الطبيعة النفسية للزعيم النازي أودلف هتلر وهو ما قد يعني أن القذافي يمكن أن ينتحر أو يقاتل حتي يقتل. ومع بدء العد التنازلي لنظام القذافي بدأت العواصمالغربية الكبري تبحث مستقبل ليبيا خلال عهد ما بعد العقيد الليبي ويشي الواقع الراهن بأن القوة العسكرية أو الحملة التي يعكف شمال الأطلسي علي تنفيذها في ليبيا الآن لا تستهدف في الوقت الراهن الإطاحة بشكل مباشر بنظام القذافي, وإنما ترمي إلي الضغط علي الحلقة الضيقة المحيطة بالعقيد الليبي ذلك لأن الإطاحة المباشرة برأس القذافي تقتضي تدخلا عسكريا بريا. فالغرب حسبما تقول مجلتا تايم ونيوز ويك الأمريكيتان يري حتمية إدماج جزء من نظام القذافي في أي نظام سياسي جديد لتحقيق الاستقرار والأمن لهذا النظام. وتعد الولاياتالمتحدة وبريطانيا من أشد مؤيدي هذا الطرح السياسي الذي يقوم علي ضرورة اشتراك عناصر نافذة في نظام القذافي في أي نظام سياسي مقبل. امريكا لا تتبني حتي الآن موقف فرنسا الذي يعطي الشرعية الكاملة والوحيدة للمجلس الانتقالي الثوري الحاكم في بني غازي أكثر من ذلك فان هناك قلقا في حلف شمال الاطلنطي نفسه من ان الثوار منقسمون وغير مؤهلين لادارة التحديات السياسية والادارية المعقدة الخاصة بحكم ليبيا بعد سقوط النظام السياسي الحالي المتداعي. وقد كشفت صحيفة( نيويورك تايمز) الأمريكية أن وزير الخارجية البريطانية وليم هيج تعمد خلال زيارة له لبني غازي الي ممارسة ضغوط علي زعماء الثوار كي يحرزوا تقدما في وضع خطة تفصيلية تتعلق بنظام ما بعد القذافي ولكن ما الذي يدفع اامريكا وبريطانيا إلي هذا الأمر؟ انها باختصار المرونة التي اظهرتها القوات التابعة للقذافي رغم مرور حوالي ثلاثة أشهر علي قصف الناتو الواسع النطاق للأهداف الاستراتيجية لنظام العقيد وهكذا قد تصبح فلول نظام القذافي مدينة للغرب بامكانية اقتسامها مع النظام الجديد أو هكذا تأمل القوي الغربية. وهناك أربعة سيناريوهات يطرحها الخبراء الغربيون وهي: 1 خيار المساعدة المكثفة لأبعد الحدود للثوار بقوة الناتو العسكرية ودفعهم للتحرك للإطاحة بالقذافي وتوحيد البلاد 2 السيناريو الثاني يتمثل في تقسيم ليبيا الي دولتين صغيرتين واحدة مركزها طرابلس في الغرب والثانية مركزها برقة في الشرق.. ومن ثم ترك القذافي أو فلوله يهيمنون علي الدولة الغربية وهذا حل غير مثالي لأنه سيمنح القذافي أو فلوله إمكانية تقويض دولة برقة 3 السيناريو الثالث يتمثل في تبني عملية عسكرية تتسم بالصبر والتأني ويجري فيها تقويض مصداقية وقوة القذافي العسكرية شيئا فشيئا مع السماح للعقوبات الدولية بان تفعل مفعولها كي تنفد موارد القذافي المالية 4 أما السيناريو الأخير, فقد يكون أقل جاذبية بالنسبة إلي ليبيين كثيرين, لكنه قد يكون جذابا بالنسبة لأطراف كثيرة في هذا الصراع, بل وقد يكون واعدا بالنسبة إلي مستقبل البلاد كما يري أصحابه من الخبراء الغربيين. ويتمثل هذا السيناريو في التوصل الي تسوية سياسية بالسماح للقذافي وعائلته والمقربين منه. باللجوء الي منفي في الخارج,