تحدث الزعيم الليبي معمر القذافي في أحدث شرائطه في مطلع الأسبوع بلهجة تصالحية قائلا انه مستعد لوقف اطلاق النار واجراء مفاوضات شريطة ان يوقف حلف شمال الاطلسي طائراته ، مؤكدا أنه لا ينوي التنحي أو مغادرة البلاد وأن بامكان الليبيين حل خلافاتهم إذا توقفت غارات حلف الاطلسي. في تناقض ملحوظ مع كلماته السابقة التي وصف فيها المعارضون بانهم "جرذان" ووعد بتعقبهم في كل دار حث القذافي المعارضين علي إلقاء سلاحهم وقال إنه يجب ألا يقاتل الليبيون بعضهم البعض ، وألقي باللائمة في التمرد علي مرتزقة واجانب. رغم الجمود النسبي الذي طرا علي الموقف العسكري في ليبيا ، الا أن ذلك لن يغير من النهاية المحتومة لنظام العقيد القذافي ، فقد أفصح العالم كله عن رأيه في حكم القذافي للشعب الليبي ، وعلي وجه التقريب المجتمع الدولي كله يطالب برحيل القذافي عن السلطة في ليبيا ضمن أي سيناريو سياسي أو عسكري لحل الأزمة . حتي الدول التي تعارض عمليات حلف الأطلنطي التي تحمي المدنيين دون استخدام قوات علي الأرض انما تعارض الوسيلة لكنها في الحقيقة لا تعارض الهدف وهو تنحية القذافي عن السلطة في ليبيا. معمر القذافي المشهور بلقب العقيد أو زعيم الثورة استولي علي السلطة بواسطة إنقلاب عسكري ويعتبر ليبيا ومن عليها وما في جوفها مللك له ولعائلته، تقول مصادر ليبية من المعارضة أنه قهر الليبيين وأفقرهم وشنق خيرة شبابهم في شهررمضان والناس علي مائدة الإفطار وقتل في ثلاث ساعات 1200 سجين سياسي وصادر ممتلكات الناس فأصبح كل ما كان يملكه الليبيون ملك للحكومة ، وطارد الليبيين في الخارج وقتلهم في حملة التصفيات الجسدية ، كل من زار ليبيا يعرف أن لا وجود للبنية التحتية ومستوي المدارس منهارة، والمستشفيات يرثي لها، آلاف الليبيين ماتوا في حرب تشاد الفاشلة ، وصف الليبيين بالجرذان والصراصير. دوليا .. يجد المجتمع الدولي صعوبات في التعامل مع العقيد الذي لا يعتبر نفسه رئيسا بل رمزا للامة الليبية لا يمكن تنحيته، وتقول ابنته عائشة القذافي والمفترض انها محامية أن من لا يريد القذافي لا يستحق الحياة، ويعكس ما تقوله ابنة القذافي الفكر المسيطر علي الأسرة القذافية والذي يروج له أتباعها وأغلبهم من المرتزقة الأجانب كما تفيد بذلك مصادر المعارضة. المطلب الدولي برحيل القذافي يتطلب الآن ترجيحا عسكريا علي الأرض لكفة الثوار، أو القضاء علي معظم أسلحة العقيد الثقيلة، يدرس حلف الناتو حاليا بمشاركة فعالة من ايطاليا والولايات المتحدة عدة سيناريوهات لإنهاء الأزمة الليبية، لكن كل الخطط لا تتضمن القبول ببقاء القذافي في السلطة.