أشاد الدكتور سيد البحراوي بشباب الثورة من الجيل الجديد, واصفا إياهم بأبناء المؤسسات الثقافية الهامشية التي ظهرت علي مدار السنوات العشر الأخيرة, بعد أن وصلت المؤسسات الرسمية إلي طريق مسدود ولم يعد أمام من يريد أن يسهم في صنع المستقبل إلا أن يذهب للهوامش ليجد نفسه هناك. جاء هذا خلال الندوة التي عقدت بالمجلس الأعلي للثقافة تحت عنوان فانتزيا الثورة والتي نظمها منتدي التكية للاحتفال بالإصدار الجديد للمنتدي الذي فاز في مسابقتها الثانية عن كتابات فانتزيا الرعب والتي تحمل عنوان جبانة الأجانب. واستكمل البحراوي أن الاحتفال بإصدار يحمل ستة عشر عملا من أعمال الكتاب الشباب يجعلنا نعرف جيدا أننا أمام جيل من الكتاب علي مستوي عال وقادر علي أن يكون مختلفا وينطلق من قيم الخامس والعشرين من يناير. بينما قالت الدكتورة إيمان البحراوي, إحدي مؤسسي منتدي التكية إن فكرة المنتدي جاءت عندما وجدنا معظم الشباب يتجه ناحية أدب الرعب والفانتزيا ويتوجهون في كتاباتهم ناحية الكتب المترجمة وسألت: أين السمات المحلية للكتابة؟.. وأين أدب الواقع.. وانطلق المنتدي ليبحث عن التوجه داخل الكتاب الشباب, وإن كان لابد من كتابة أدب الخيال والفانتزيا, فنحن نستحق أن نكون نحن ولا نقلد أحدا في هذا المجال ونتجه ناحية محليتنا في الكتابة وخرجت المسابقة الأولي وهذه الثانية لنثبت من خلالهما أن أدب الرعب ليس بالضرورة أن يتجه ناحية دراكولا وغيره, فلدينا الكثير الذي لم يطرق بعد كنوع من التمسك بالهوية. وتساءلت الدواخلي: لماذا لا يهتم النقاد بأدب الرعب, رغم أنه يزدهر بين الكتاب الشباب؟.. ولماذا يصرون علي أنه أدب للتسلية فقط لابد أن ينظر إليه الكتاب باهتمام. وعن جبانة الأموات قال الناقد شريف الجيار: قرأت في كتاب جبانة الأموات مجموعة نصوص حقيقية تخرج من أبناء هذا الوطن وعرفت أنني لا أتعامل مع شباب وكتاب بمفهوم ما قبل25 يناير, ولكن أتعامل مع كتاب لهم طريقتهم الخاصة في التعامل مع النص السردي طويله وقصيره. شباب نضج إبداعيا وخرجت نصوصه من منطلق الفانتزيا العجائبية والواقعية السحرية والخيال الشعبي الموجود لدينا.. المسابقة كانت تطرح مصطلح الرعب القوي, ولكن النصوص جاءت من الميراث الشفاهي المصري العربي, فحين تقرأ هذه النصوص, تقرأ نفسك وتجاربك مع الحدأة وأمنا الغولة والقرية المصرية لتؤكد مصرية وعربية هذه النصوص التي تنتمي لأدب الرعب. بينما أكد الناقد الدكتور محمود الضبع أن مفهوم الهوية الثقافية من أكثر المفاهيم اتساعا وأن الملامح والسمات الفارقة للهوية متغيرة وليست ثابتة والموروث الشعبي الثقافي هو الذي يفرقنا عن أي شعب آخر, وكذلك اللغة والقرية المصرية والتي تحمل عادات وتقاليد معينة, وأضاف: الإشكالية تكمن هنا ويجب أن يعرف ذلك كتابنا من الشباب. بينما عبر الدكتور خيري دومة أستاذ النقد الأدبي بجامعة القاهرة عن قلقه الكبير من استخدام كلمة الثورة واستهلاكها علي هذا النحو المجاني حتي أصبحت الكلمة تلازم كل ندواتنا ولقاءاتنا بداع وبدون داع واستكمل حديثه عن جبانة الأجانب واصفا الكتاب الشباب بأن لكل منهم أسلوبه الخاص وبصمته المميزة التي تبشر بكاتب عظيم في المستقبل, موضحا أن كتابات الفانتزيا لا تخضع لتصوير السطح بل العمق, وأن هذه الكتابات التي تبدو عبثية وساخرة ومرعبة هي الأكثر رغبة في تغيير الواقع وهي التي تكمن فيها جذور الثورة الحقيقية.