واصل الرئيس الإيراني حسن روحاني تحديه لأمريكا أمس من خلال التعهد بإنتاج المزيد من الصواريخ الباليستية التي تؤكد واشنطن أنها قادرة علي حمل رؤوس نووية وهو ما تنفيه ايران. وترجع عداوة أمريكا المناهضة لإيران إلي الثورة الإسلامية التي اندلعت عام1979, وفي نظر عامة الأمريكيين, تشكل محنة موظفي السفارة الأمريكية الذين احتجزوا رهائن لمدة444 يوما من قبل طلاب إيرانيين متطرفين صدمة نفسية لم تخمد بعد. فقد هيمنت دراما الرهائن علي وسائل الإعلام الأمريكية من البداية إلي النهاية, الأمر الذي أدي إلي نوع من الصدمة العامة أشبه بالصدمة الاجتماعية التي أحدثتها هجمات الحادي عشر من سبتمبرفي نظر أغلب الأمريكيين كانت أزمة الرهائنوالثورة الإيرانية في حد ذاتها حدثا مفاجئا تماما وغير متوقع علي الإطلاق. ومن الواضح أن قلة من الأمريكيين يدركون أن الثورة الإيرانية جاءت بعد ربع قرن من تآمر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والمخابرات البريطانية في عام1953 للإطاحة بالحكومة المنتخبة ديمقراطيا في البلاد وتنصيب دولة بوليسية تحت حكم شاه إيران, بهدف الإبقاء علي السيطرة الأنجلو أمريكية علي النفط الإيراني, الذي كان مهددا بالتأميم. كما لا يدرك أغلب الأمريكيون أن أزمة الرهائن عجل بحدوثها القرار الأمريكي غير المدروس بالسماح بدخول الشاه المخلوع إلي الولاياتالمتحدة لتلقي العلاج الطبي, والذي اعتبره العديد من الإيرانيين تهديدا للثورة. في أثناء إدارة ريجان, دعمت الولاياتالمتحدةالعراق في حربه العدوانية ضد إيران, بما في ذلك استخدام العراق للأسلحة الكيميائية. وعندما انتهي الاقتتال أخيرا في عام1988, اتبعت الولاياتالمتحدة ذلك بفرض عقوبات مالية وتجارية علي إيران, والتي لا تزال قائمة حتي يومنا هذا. ومنذ عام1953, مارست أمريكا العمل السري للحيلولة دون تمكين إيران من تعزيز جهود التنمية الاقتصادية, ودعمت الحكم الاستبدادي خلال الفترة1953-1979, وقدمت المساعدات العسكرية لأعدائها, فضلا عن العقوبات التي فرضتها عليها والتي دامت عقودا من الزمن. وهناك سبب آخر وراء معاداة أمريكالإيران لان طهران تدعم حزب الله وحماس, الخصمين المسلحين لإسرائيل. وعندما انسحبت إسرائيل من لبنان في عام2000, بعد ما يقرب من العشرين عاما من الغزو الأصلي, تحول حزب الله إلي قوة عسكرية وسياسية واجتماعية هائلة في لبنان, وشوكة مستديمة في خاصرة إسرائيل.كما تري إسرائيل في البرنامج النووي الإيراني تهديدا وجوديا. ومن جانبه قاوم الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما ذلك التوجه, وأصر علي التفاوض للتوصل إلي معاهدة بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة( بالإضافة إلي ألمانيا) والتي تسد الطريق علي إيران وتحول دون تمكينها من تصنيع الأسلحة النووية لمدة عشر سنوات أو أكثر, الأمر الذي أفسح المجال لمزيد من تدابير بناء الثقة بين الجانبين, ولكن يبدو أن الرئيس الامريكي دونالد ترامبعازم علي تدمير أي احتمال لتطبيع العلاقات مع ايران.