كان المال فقط هدف بدوي الذي ارتبط بعلاقة شيطانية مع أحد أصدقائه عندما التقيا معا منذ سنوات في جلسة مزاج بإحدي قري مركز كوم أمبو في أسوان, حيث تعاهدا وقتها علي التعاون المشترك فيما بينهما في تجارة المخدرات. البداية كانت في عام2011 عندما كان الصديق يأخذ طريقه إلي إحدي القري للتعاقد مع صفقة من صفقاته المشبوهة لدي أحد كبار تجار الكيف وبرفقته عدد من أرباب السوابق والمخضرمين من الناضورجية الذين كانت كل مهمتهم هي مراقبة الطريق وتأمينه من عيون رجال الأمن, وقبل دخولهم المنطقة الشهيرة ببيع المواد المخدرة وخاصة البانجو والحشيش تصادف وجود بدوي الذي كان هو الآخر في مهمة سرية لشراء طلقات من البانجو لزوم مزاجه الشخصي فلمحه صديق ناضورجي كان يرتبط بعلاقة شخصية, فاستوقفه مستفسرا منه عن أحواله ليدور حوار وجده بدوي فرصة ذهبية لكي يشكو همه وضيق حاله ورغبته في العمل في طريق الحرام. وبعد أن انتهي اللقاء السريع العابر, انصرف بدوي إلي حال سبيله متلقيا وعدا من صديقه بالاتصال به لمساعدته قدر الإمكان, وذلك من خلال التوسط لدي الكبير للعمل معه, وبالفعل لم تمر سوي ساعات حتي تلقي اتصالا طلب من خلاله سرعة حضوره بعد أن نجح في إقناع الكبير بظروفه. ولم تمض أيام قليلة علي تسلمه مهمة توصيل الطلبات من البانجو والحشيش إلي المدمنين حتي كسب ثقة الكبير ليصبح ذراعه اليمني التي يتحرك من خلالها ويبطش بها كيفما يريد ولمن يشاء. بعد فترة, بدأ بدوي الثلاثيني العمر يفكر في صفقة خاصة له, فاتفق مع أحد التجار علي البدء في هذه الخطوة متوسلا له بالحفاظ علي سره حتي لا يفتضح أمره عند الكبير, وجاءت البشري الحرام بالموافقة ليتهلل وجه بدوي فرحا, ومرت السنوات الواحدة تلو الأخري والحال ينتعش والمال يجري في أيدي بدوي الذي قطع علاقته بالكبير وأصبح له اسمه وشهرته ولديه من الصبيان العديد إلي أن عاد الأمن رويدا رويدا, فضاقت عليه بضاعته وعاد للعمل مع الكبير بعد أن توسط له بعض أصدقائه. وبعد التصافي وجلسات العتاب بينهما, عرض الكبير الذي كان قد سبق اتهامه في15 قضية مخدرات وسلاح علي بدوي الذي يصغره بعشرة سنوات تشكيل فريق من الموثوق فيهم أطلقوا عليه خلية الكيف هدفها هو تأمين دخول شحنة كبيرة من البانجو إلي إحدي مناطق مدينة كوم أمبو تقدر ب50 كيلو جرام, وخلال الجلسة التي امتدت إلي ساعات تم الاتفاق علي عدة بنود تضمن المشاركة مناصفة في الصفقة وتخصيص نسب ربح لكل أفراد الخلية وخرج الجميع راضين عن هذا الاتفاق وتعاهدوا علي تواصل التعاون بينهما في صفقات جديدة.. ولأن كلاهما عاطل ومنبوذ في قريته فلم يضعا في حساباتهما أمرا آخر. وأمام اللواء فتح الله حسني مدير أمن أسوان, وضع العميد محمود عوض مدير المباحث الجنائية كافة المعلومات والتحريات التي توصل إليها المقدم أحمد مهران رئيس مباحث مركز كوم أمبو بشأن هذه البؤرة الإجرامية الخطرة علي المجتمع, حيث صدر تكليف فوري من مدير الأمن بسرعة ضبطهما وتقديمها للعدالة, وبعد تقنين الإجراءات, توجهت حملة مشددة إلي مركز كوم أمبو قادها رجال مباحث المديرية بالتنسيق مع فرع الأمن العام, حيث تم القبض عليه وبحوزته50 كيلو جرام من البانجو وربع كيلو حشيش وسلاحين ناريين, لتأمر النيابة بحبسهما تمهيدا لإحالته للمحاكمة.