انتهي موسم العيد السينمائي وتم فرز الأصوات أقصد عدد المقاعد والإيرادات التي تدل علي عدد المتفرجين.. ولم يثبت في السباق سوي فيلمين اثنين: الخلية والكنز وكلاهما جاد ويحمل مضمونا بينما فشلت كل الأفلام الأخري العشوائية والتي ظنت حسب مفهومها أن جرعة الكوميديا فيها ستكون بمثابة جواز المرور إلي المشاهدين.. لكن خاب سعي العشاق. فقد ماتت جميعا مما أدهش منتجيها وممثليها ومخرجيها. ماذا حدث؟ هل اختلفت المعادلة أم أن المتفرج نفسه هو الذي أختلف؟ الواقع أن الإثنين قد تغيرا وأصبح المشاهد يفرق بين الاضحاك مع والضحك علي هو يريد أن يضحك لا أن يضحكوا عليه.. فلم تعد مسائل المطاوي قرن غزال والدم السايح والبلطجي كما كان يفعل النجم الحالي رمضان أو الأهبل والمستهبل كما كان يفعل اللمبي.. لم تعد هذه الأمور تقنعه فقد أصبح المشاهد والمواطن المصري عموما يفكر بجدية وأصبح قادرا علي إعطاء كل ذي حق حقه ربما لأن الأزمة المالية التي يحسها قد دفعته إلي أن يكون جادا وأن يستغني عن كثير مما كان يمارسه من قبل والذي اكتشف أنه غير ضروري فقرر أن يوفر ثمنه وضمن هذه الكماليات الفن الهزيل أو الفن الغشاش. والذي يعي أنه يهدف إلي أن يضع يده مباشرة داخل جيب المتفرج ليسرقه,, يسرق ماله ووقته ظنا أنه عبيط! نجح الكنز والخلية لأنهما جادان ولم يلجأ أي منهما إلي ابتزاز المشاهد.. بينما سقطت كل الأفلام الأخري سريعة التجهيز والكاذبة شكلا وموضوعا والتي لا تصلح حتي لإضحاك الأطفال أو الضحك عليهم.. والمدهش أن صانعيها إندهشوا لانصراف الجمهور عنها.. لكن الفاهمين قد سعدوا جدا إذ أن هذا معناه أن الفن في طريقه أن يصحح مساره وأن عبارة الجمهور عايز كده قد أصبحت بالية واستبدلت بعبارة الجمهور مش عايز كده. نحن متفائلون بدءا من هذا العام لتغيير الخريطة الفنية سواء في السينما أو مسلسلات التليفزيون أو الأغنية فمصر جادة في مسيرتها الإصلاحية يوميا ولابد أن المواطن المصري يتابعها ويقدر متاعب القائمين علي ذلك. ونحن نعتبر الفن الفاسد جزءا من الفساد العام لدينا ولكن القوانين الرادعة كاسترداد أراضي الدولة من مغتصبها ونشاط الرقابة الإدارية في القبض علي كبار المرتشين حتي منصب نائب المحافظ دليل علي أنه لا يصح إلا الصحيح.