النجم جميل راتب له حكاية كبيرة في عالم السينما منها افلام عالمية أوروبية بالتحديد حتي إنه بدأ التمثيل في فرقة مسرحية فرنسية علي عكس باقي الفنانين المصريين الذين بدأوا مسيرتهم في مصر ثم اتجهوا للعالمية. جميل راتب كان يعيش في فرنسا وفي عام1951 عاد إلي القاهرة مع الفرق الكوميدية فرانسيز التي كان عضوا فيها ويقدم فيها عروضا مسرحية متنوعة وشارك في عرض مسرحية الوريث مع تلك الفرقة الفرنسية عام1952 وأشاد به النقاد في باريس وبدوره في العمل حيث قال عنه ناقد في إحدي الصحف عندما يؤدي راتب دوره علي الخشبة في مسرحية الوريث فإنه يخطف أنظار الحضور بأدائه القوي وعينيه الحادتين. ظل طوال فترة الستينيات تقريبا يقدم النجم جميل أدوارا في أفلام ومسرحيات عالمية وبالأخص فرنسية وقدم سبعة افلام فرنسية وشارك بدور صغير عام1962 في الفيلم البريطاني الشهير لورانس العرب مع عمر الشريف وبيرت أوتيل وعاد راتب إلي مصر من فرنسا التي عاش فيها سنوات عديدة ويذكر ان النجم جميل راتب كتب وصيته وطلب من محاميه أن يفعلها وهي تشتمل علي ان ثروته توزع كلها وشقته التي كان يسكن بها لزوجته وابنه اللذين يعيشان في الخارج. كنت أنتظر تصوير أحد مشاهدي في فيلم الكداب فوجدت النجم جميل راتب يقف في حيرة وحيدا ويتحرك بقلق واضح واكتشف انني أحد أبطال الفيلم ولطبيعتي في التعامل مع كل من حولي من المشاركين في الفيلم كالمخرج ومدير التصوير والعمل والمساعدين وأتحرك بكل هدوء في مكان التصوير لاحظت جميل راتب وهو قلق جدا فذهبت إليه وبدأت الحديث معه عن حيرته وصمته وبدأ الحوار بيننا قال لي أنا مهتز بعض الشيء وكانت لهجته في الحديث بها لمسات من اللكنة الفرنسية فقلت له بك من اللكنة الفرنسية قال لي نعم فقد عشت فيها كثيرا وحتي عودتي إلي هنا فسألته عن دوره في الفيلم فقال لي إنه يقوم بشخصية مدير شركة كبيرة وسألتقي هنا عمالا من فرع شركتي الكبيرة فقلت له ولماذا الخوف؟! قال إنها اللكنة التي بها اللهجة الفرنسية وأنا أتحدث مع العمال وغيرهم!! قلت له هذا شيء عظيم فعلينا ان نفرض ان شركتك في باريس ولها فرع هنا في مصر وبه العمال المصريون وقلت له انتظرني قليلا وسأعود إليك. وتركته وناديت لمساعدي الذي يعمل معي وطلبت منه ان يذهب ويشتري بعض الهدايا من الشيكولاته والهدايا الأجنبية والعودة هنا بسرعة وفعلا تم ذلك وعاد مساعدي بالهدايا فأسرعت إلي النجم جميل راتب وقلت له تكلم علي راحتك ولا تخشي لهجتك ولمستها الفرنسية وقم بتوزيع هذه الهدايا علي العمال الذين يعملون في فرع شركتك بمصر, قال لي والمخرج؟ قلت له أخبرته بكل شيء ووافق. ارتاح جميل ثم طلب بعد ان حدث بيننا بداية الصداقة وقال لي هل تسمح بأن تختار الكرافتة التي تلائم ملابسي هذه وابتسمت وأخذته إلي حجرة ملابسي واخترت معه الكرافتة المناسبة التي تم اختيارها بعناية وهنا التقي بنا المخرج الرائع الذي أخبرته بكل الحلول التي قدمتها ووافق عليها المخرج الكبير صلاح ابو سيف وسأل في لقائه بنا ويقف معنا جميل راتب وسألنا جميعا خصوصا النجم جميل راتب وسأله بلهجة مصرية بهدوء وبها لمسة فرنسية جاهزين نصور أكشن ودارت الكاميرا وصفق الجميع وأصبحت صديقا لجميل راتب وقدمنا معا عددا من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية بكل إبداع وصداقة.