تشهد منطقة دول مجلس التعاون الخليجي طفرة كبيرة من حيث تأسيس الشركات الناشئة والمشروعات المتوسطة والصغيرة. يتحدث مات سميث إلي اثنين من رواد الأعمال اللذين ذاع صيتهما في الآونة الأخيرة. اشتهر الخليج العربي طويلا بكونه منطقة لريادة الأعمال, حيث يعود تاريخ المناطق التجارية الكبيرة بالمنطقة إلي حقب زمنية بعيدة; قبل أن تعرف الحدود الحديثة بين الدول العربية. ومن جديد, يبرز جيل جديد من المبتكرين الذين ينشئون عدة شركات لتلبية احتياجات الشباب من البارعين في أمور التكنولوجيا بدول الخليج العربي. هذا القطاع الناشئ الذي يدعمه الرأسماليون والمستثمرون, ومسرعات الأعمال, وحاضنات الأعمال, والمبادرات الحكومية, يخلق مسارات وظيفية جديدة لمواطني دول الخليج العربي والعمال المغتربين علي حد سواء. وفيما ترسخ تلك الشركات مكانتها في الأسواق, يكرس أولئك الرواد ثرواتهم وخبراتهم لمساعدة الشركات الناشئة علي تحقيق النجاح. يقول عيسي الزعابي, نائب رئيس الدعم المؤسسي في غرفة تجارة وصناعة دبي: كان هناك الكثير من التركيز علي الدور المهم الذي تلعبه الشركات الناشئة والمشروعات المتوسطة والصغيرة في القطاع الخاص المتمثل في تشجيع الأفكار الخلاقة والحلول المبتكرة. وسرعان ما أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة محورا للمشروعات الريادية, ليس فقط بمنطقة الخليج العربي, ولكن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأكملها, فاتحاد الإمارات السبع أصبح موطنا لخمسين بالمئة من أفضل مئة شركة ناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا, وفق تقرير صادر في شهر أبريل عن منصة ريادة الأعمالMAGNiTT, كما حصلت تلك الشركات مجتمعة علي تمويل يتخطي1.4 مليار دولار أمريكي. وعلي مدار العام الماضي(2016) شهت منطقة الخليج العربي صفقات كبري من قبل الشركات الدولية العملاقة لكن المنطقة أصبحت تشكل نقطة انطلاق لشركات المليار دولار. يقول لويس لبس, الشريك المؤسس لإحدي المساحات التقنية للعمل المشترك بين الشركات الجديدة ومقرها دبي: علي الرغم من أن المؤسسات الحكومية والشركات الكبري تشكل جزءا أساسيا من اقتصاد دول الخليج العربي, تجد الشركات الناشئة فرصا مثيرة للاهتمام من خلال التركيز علي خدمة العملاء حيث تكرس لها مساحة واسعة من ابتكاراتها. أفكار جديدة إحدي تلك الشركات في دبي, والتي توفر تطبيقا علي الهواتف الذكية لتقديم خدمات الحسابات المصرفية, وبطاقات الخصم المباشر, والتحويلات المالية إلي العمال من ذوي الدخول المنخفضة. التطبيق متوفر باللغتين العربية والإنجليزية إلي جانب العديد من اللغات الآسيوية; وتأسست الشركة علي يد لان ديلون, وهو مصرفي ومستثمر بريطاني سابق, بعدما لاحظ النجاح الكبير الذي حققته البنوك البريطانية التي تقدم خدماتها عبر الهاتف الجوال مقابل رسوم أقل من المنافسين التقليديين. يعمل ديلون(31 عاما) بدوام كامل منذ منتصف العام2015 ويتوقع أن تحقق الشركة الأرباح بحلول نهاية العام2018, ويقول: اعتقدنا أن هذا المفهوم ربما يكون له تأثير أكبر بكثير في الشرق الأوسط حيث تنتشر الهواتف الذكية بشكل واسع وهناك الملايين من البالغين الذين لا يودعون أموالهم في المصارف التي تشترط إيداع راتب شهري ثابت يصل إلي350,1 دولار أمريكي, وغالبية العاملين في دول الخليج مجبرون علي توفر السيولة النقدية بحوزتهم. لذا نوفر لهم نحن تلك الرواتب الشهرية علي البطاقات المدفوعة مسبقا التي تسمح لهم بسحب الأموال مجانا لمرة واحدة في الشهر. ويضيف ديلون: من خلال تركيزنا علي العملاء المستبعدين من النظام المالي, يمكننا توفير خدمات أفضل بكثير مقابل تكلفة أقل بكثير. وأعتقد أن الشركة أصبحت المؤسسة المالية التي يقصدها العديد من العمال المغتربين, كما نخطط لنتوسع أكثر في خدماتنا لتشمل الخدمات الائتمانية, والتأمينية, وغيرها. إن إدراج أولئك العمال في النظام المالي, يتيح لهم فرصا لا حصر لها. كانت الشركة من بين الفائزين الخمسة الذين تم اختيارهم للمشاركة في المختبر التنظيمي للتكنولوجيا المالية(Reglab), الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا, والذي ينظمه سوق أبو ظبي العالمي(ADGM), حيث يتيح المختبر للشركات الفرصة لاختبار المنتجات والخدمات الجديدة في البيئة الفعلية. يقول واي لوم كوك, المدير التنفيذي لأسواق رأس المال في هيئة تنظيم الخدمات المالية في سوق أبو ظبي العالمي: من خلال المختبر التنظيمي, يمكننا مساعدة الشركات الناشئة علي المشاركة في تحقيق التطور لتلبية المتطلبات التنظيمية, ففي هذا الجزء من العالم, هناك الكثير من الابتكار, ولكن لا تتوفر الفرصة المناسبة لتطوير تلك الأفكار وجعلها واقعا حقيقيا من خلال تقديم تلك الحلول إلي الأسواق المالية. نحن نعمل علي سد هذه الثغرة. التعاون هو الحل تمثل البوابة الرقمية دبي للمشروعات الناشئة حلقة وصل بين تلك الشركات الناشئة, ورواد الأعمال, وأصحاب الرساميل, وهواة التكنولوجيا, كما يوفر لهم منصة للعمل المشترك سعيا نحو التميز. يقول عيسي الزعابي, نائب رئيس الدعم المؤسسي في غرفة تجارة وصناعة دبي: أصبح هناك تحول واضح نحو الابتكار في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة علي مدار السنوات الماضية, مع الحكومة في طليعة هذه الحركة. يوفر الخليج العربي موقعا ممتازا للشركات الراغبة في التوسع, حيث يقع علي مسافة4 ساعات بالطائرة من البلدان التي تمثل ثلث سكان العالم. ووفقا لمؤشرات البنك الدولي حول سهولة ممارسة أنشطة الأعمال, تحتل دولة الإمارات العربية المتحدة المركز السادس والعشرين علي الصعيد العالمي, والمركز الأول بين دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا, وتأتي بعدها البحرين في المركز الثالث والستين, وعمان في المركز السادس والستين, والمملكة العربية السعودية في المركز الرابع والتسعين, والكويت في المركز الثاني بعد المئة.