أسس النجم الحائز علي الأوسكار روبرت ريدفورد مؤسسة صاندانس الشهيرة في عام1981 بهدف رعاية صناعة السينما المستقلة وتوفير الفرص للمخرجين المغامرين والأصوات الجديدة لتقديم أعمال مختلفة عما يقدمه التيار السائد في السينما التجارية التي تسيطر عليها الاستوديوهات الكبري في أمريكا, وكانت نقطة البداية هي دعوة المؤسسة لعشر مخرجين شباب في ذلك الوقت لمنتج صاندانس في جبال يوتاه لتطوير مشاريعهم السينمائية المستقلة مع نخبة من كبار السينمائيين مخرجين وممثلين وكتابا. وعلي مدار السنوات تطورت المؤسسة وتحولت لواحدة من أهم مؤسسات السينما في العالم التي ترعي صناع السينما الشباب وتساعدهم في تطوير أنفسهم والحصول علي منح لدعم المشاريع المستقلة والتواصل مع الجمهور خاصة بعد إطلاق مهرجان صاندانس السينمائي الدولي في عام2005 لتدعيم هذه الاهداف واكتشاف الأصوات السينمائية الجديدة في جميع أنحاء العالم, وتعتبره المؤسسة احتفالا بالاستقلال والإبداع والمخاطرة. وهذه المؤسسة كانت سببا في لقاء النجم روبرت ريدفورد بالمخرج الهندي الشاب ريتيش باترا الذي أخرج له آخر أفلامه أرواحنا في الليل وتشاركه بطولته النجمة جين فوندا- بعد أكثر من47 عاما علي آخر فيلم جمعهما معا- إلي جانب ماتيس شوينارتس وجودي جرير وبروس ديرن وليانا لويس وايان ارميتاج, وهو من إنتاج شركة ويلدوود انتربرايسيس التي يمتلكها ريدفورد بالتعاون مع شركة نيتفلكس التي تثير الجدل في المهرجانات العالمية مؤخرا نظرا لأنها تتخذ مسارا جديدا في عالم السينما حيث إن أفلامها لا تعرض في دور العرض السينمائي وإنما تعرض علي الإنترنت فقط من خلال شبكة نيتفلكس التي يقوم مستخدمو الإنترنت بشرائها, وتنتج الأفلام خصيصا للعرض علي شبكتها, وتستعد لعرض فيلم أرواحنا في الليل في29 سبتمبر الجاري. وقال ريدفورد في المؤتمر الصحفي- الذي عقد أمس عقب عرض الفيلم في مهرجان فينسيا السينمائي الدولي بمناسبة تكريمه هو وجين فوندا عن مجمل أعمالهما في الدورة74 المقامة حاليا- إنه التقي بالمخرج الشاب ريتيش باترا عن طريق مؤسسة صاندانس وقرر أن يمنحه الفرصة بإخراج هذا الفيلم المقتبس عن رواية لكنت هارف بعنوان الخطأ في طالعنا, ويعيده للعمل مع جين فوندا مرة أخري التي يشعر معها بوجود ترابط كبير وتقارب في الفكر وكأن كل شيء يسقط في مكانه الصحيح دون الحاجة للكثير من المناقشات بينهما. ويقوم ريدفورد في الفيلم بدور لويس واترز الأرمل- جار ايدي مور الأرملة- التي لا تربطه بها أي علاقة علي الرغم من أنهما يسكنان بالقرب من بعضهما البعض منذ سنوات طويلة إلي أن تقرر ايدي التقرب منه وتجمعهما قصة حب تعيد إلي الأذهان قصة الحب التي قدماها معا في فيلم بيرفوت إن ذا بارك أو حافي القدمين في الحديقة الذي عرض في عام1967 وآخر أفلامهما معا ذا إليكترونيك هورسمان في عام1979 بينما كان أول فيلم جمعهما في عام1966 بعنوان ذا تشيس مع النجم مارلون براندو. وقال ريدفورد خلال المؤتمر الصحفي إنه كان يتمني تقديم فيلم آخر مع فوندا قبل أن تنتهي حياته لأن العمل معها ممتع وأتيحت له الفرصة مع هذه القصة التي يري أنها قصة حب بين رجل وامرأة مسنين لكنها موجهة لجيل الشباب خاصة أن قصص الحب دائما نابضة بالحياة. بينما أكدت جين فوندا أنها تحب ريدفورد وتتمني العمل معه دائما لأنها معجبة به علي المستوي المهني والشخصي وازداد إعجابها به بعد تأسيسه لمؤسسة صاندانس لرعاية صناع السينما الشباب بعيدا عن التيار السائد وعالم الاستديوهات الكبري التي لا تترك مساحة كبيرة للخيال والإبداع واكتشاف المواهب, مضيفة أن ما ابتكره ريدفورد في صاندانس بداية من1981 وحتي الآن غير وجه أمريكا وأثر في صناعة السينما بدرجة كبيرة. وعلق ريدفورد علي ذلك بأنه حقق النجاح في شبابه وكان يري أن النجاح مسئولية كبيرة تحتاج منه للقيام ببعض الاختيارات للحفاظ عليه والاستفادة منه وتوجيه هذه الفائدة للآخرين أيضا, لهذا قرر تأسيس صاندانس وتوجيه الهدف نحو رعاية السينما المستقلة, مؤكدا أن أمريكا معروفة بكلمة الاستقلال التي نسمعها كثيرا لكنها ضلت طريقها وفقدنا الإحساس بها منذ فترة طويلة, ومن هنا جاءت فكرة صاندانس لرعاية الأصوات الجديدة من صناع الأفلام وبناء قنوات تواصل بينهم وبين عدد من الخبراء في مجال السينما لتطوير مهاراتهم وصناعة أفلامهم بشكل أفضل بعيدا عن الاستوديوهات وتعريف الجمهور علي نوعية مختلفة من الأفلام مستقلة عن التيار السائد.