قبل أيام من حلول عيد الأضحي, تتجه الأنظار إلي منافذ بيع الأضاحي ومحال الجزارة, وإلي الورش التي تصنع أدوات الشواء والفحم التي تميز أجواء العيد, وإلي المطاعم التي تستعد للعيد بشكل مختلف لاستقبال المواطنين الذين يقبلون عليها بشكل مكثف خلال أيام عيد الأضحي.. لكن جولة الأهرام المسائي رصدت ما وراء كل ما سبق ذكرهم من المعنيين باللحوم بدءا من ذبح الأضاحي وحتي تقطيع اللحم, ف السنانين الذين يجعلون السكاكين جاهزة لمواجهة اللحوم يستعدون لعيد الأضحي علي طريقتهم الخاصة بسوق السيدة زينب. جدي الخامس بدأ المهنة من200 سنة وأكتر ونتوارثها من جيل لجيل.. بيد تملؤها التشققات من العمل يجلس عم صلاح علي مرتبته المتهالكة بجوار ورشته التي ورثها أبا عن جد, يتحدث عن حكايته مع سن السكاكين منذ صغره, وهو لا يخفي الفخر الذي يشعر به لامتهان هذا العمل. وعن الوضع الحالي للسوق وصف الرجل السبعيني الوضع بالصعب علي الجميع, فمفيش لحمة الناس هتشتري سكاكين ليه, مضيفا أن السنوات الماضية كان وضعها أفضل لأن من كان يقوم بشراء خروف أو أي أضحية حية يتبعها بساطور أو أورمة, لكن الوضع الحالي يجعل الأمر صعبا علي فئة كبيرة من المجتمع, فأصبح لو اشتروا كيلو لحمة يبقي كويس, وبالرغم من قلة العائد المادي لهذه المهنة, وفي ظل ارتفاع الأسعار, فإن أولاده العشرة وأحفاده يعملون معه في الورشة, ويقول: يشتغلوا معايا أحسن من قعدتهم علي القهاوي, لافتا إلي أن أيام العيد أفضل من باقي أيام العام من حيث البيع والرزق. بينما يقول الشاب محمد ياسر إن مبيعات الأعوام السابقة كانت أفضل من هذه السنة, فأبو15 بقي ب..25 مشيرا إلي أن زمان ماكناش بنلاحق علي الزباين, بينما حاليا إذا أقبل زبون واحد عليهم في اليوم يبقي رضا. ناديني بالسنان.. يعمل بهذه المهنة منذ عام1952 منذ أن كان في السادسة من عمره رفقة والده, كما أن ابنه عاشور يساعده في الورشة, مشيرا إلي أن بطاقته الشخصية مكتوب فيها المهنة سنان. سعر الشراء بين50 و60 جنيها.. السكاكين ارتفعت هذا العام بنسبة200 في المائة, فكان سعرها سابقا30 جنيها, بينما تكلفة السن لا تتعدي الخمسة جنيهات, وهو ما أثر علي دخله الذي كان يتخطي ال2000 جنيه يوميا, لكنه الآن لو جبتها100 يبقي كويس. ومن صلاح إلي رجل آخر ذي شعر أبيض يقول: كنت شغال مطبعجي لحد من33 سنة.. روي محمود مصطفي قصته مع سن السكاكين التي ساعدته في زواج أبنائه بعد التقاعد, فكان يقيم بالإسكندرية وقدم إلي القاهرة لسمعة منطقة السيدة زينب في نشاط سوق السنانين الذي يجد فيه متعة أثناء عمله رفقة أقاربه. وبمناسبة ذبح الأضاحي قال محمود إنه يشتري الساطور ويعده علي ثلاث مراحل: الجلخ, والوضع في المياه, والتنعيم علي الحجر, مشيرا إلي أن الصيني كان ب65 جنيها وأصبح ب215, أما الأصلي فهو يصل إلي1300, ولفت إلي أنه كان يبيع ما لا يقل عن20 قطعة يوميا, لكنه يقتصر الآن علي3 أو4 فقط. وفي السياق نفسه يقول عم أحمد إن الشغل كان يسير بشكل رائع في الماضي, لكنه أصبح في حالة ركود هذه الأيام, الشغل كله حلواني.. هكذا عبر الرجل الستيني عن حالة المهنة الذي ورثها عن جده عندما كان في العاشرة من عمره, لافتا إلي أن الفرج يأتي غالبا بعد المغرب في ظل الجمود الذي يسيطر علي السوق, وعن العيد قال: عيد السنة دي مختلف السوق نايم والعيد فاضل عليه أيام.