يعيش مسلمو برشلونة حالة من الذعر بعد الهجمات الإرهابية التي تبناها تنظيم داعش الإرهابي الخميس الماضي في برشلونة وكامبريلس المدينة الساحلية المجاورة, التي علي إثرها رصدوا تغييرا كبيرا طرأ في معاملات الإسبان لهم, معربين عن تخوفهم من اي ردود فعل انتقامية ضدهم. لم يعد يشارك عدد كبير من المسلمين الصلاة في مسجد صغير يقع في قلب برشلونة, طبقا لما قاله روي رجا ميا إمام المسجد لميدل ايست اونلاين لخوفهم من ردود الفعل العنيفة وأكد انه عندما يقترب موعد الصلاة في المسجد الصغير فانه عادة ما يأتي40 شخصا للصلاة كل يوم إلا انه لم يأت سوي10 أشخاص منذ ذلك الوقت, كما وصف حالة الرعب التي باتت مرسومة علي وجوه الأطفال الصغار الذين يرتادون المسجد لحفظ القرآن. بقي المسلمون طوال السنوات الماضية في اسبانيا حتي الآن بمنأي عن الحوادث المرتبطة بكراهية المسلمين( الإسلاموفوبيا) التي عرفتها أجزاء من أوروبا, حتي وقوع ذلك الحادث ولا تزال أصوات الأحزاب اليمينية المتطرفة بالكاد تسمع إذ يعد فقط4% من الإسبان أن الهجرة تمثل مشكلة, بحسب دراسة لمركز الأبحاث الاجتماعية الحكومي, غير ان سلسلة الهجمات في أوروبا التي أعلن تنظيم داعش المسئولية عنها, أدت إلي تصاعد حوادث الكراهية. وارتفع عدد الحالات المسجلة في2014 من48 حالة الي534 في2015, بحسب المجموعة الناشطة منبر المواطنين لمكافحة الإسلاموفوبيا. ويخشي المسلمون الآن من تفاقم تلك الأعمال عقب الاعتداءين, وبعد ان تميزت شوارع رافال الضيقة بالضجيج لكن الآن يعمها السكون, ويشكل المهاجرون نحو نصف عدد سكان الحي المكتظ وعدد كبير منهم أتوا من بنجلاديش وباكستان والمغرب. وبرغم أن الأسبان يعرفون بحسن معاملة المسلمين كأنهم أقاربهم, فإن عددا كبيرا من المسلمين أكدوا أنهم شعروا بتغير كبير في المعاملة بعد دقائق من الهجمات, كما انهم باتوا ينظرون بنظرات ريبة لأي مسلم ملتح أو أي محجبة علي غير المعتاد. وتوجه نحو100 مسلم من حي رافال, الي لارامبلا تعبيرا عن استنكارهم للاعتداءين. وهتفوا أن مرتكبي الحادث إرهابيون وليسوا مسلمين والإسلام دين سلام.