في أحد الشعانين.. أول قداس بكنيسة "البشارة" بسوهاج الجديدة |صور    محافظ بني سويف يلتقى وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان    خبير اقتصادي: صندوق النقد يتوقع تحسنا كبيرا في الأوضاع الاقتصادية المصرية    هذه كوارث اقتصاد السيسي في تقرير مراجعة صندوق النقد الدولي    مطار الملك خالد الدولي يستقبل أولى رحلات خطوط شرق الصين الجوية القادمة من شنغهاي    عبور 4150 شاحنة مساعدات إنسانية ووقود لغزة منذ بداية أبريل    حماس: لا نجد مشاكل في عرض الهدنة الأخير.. وأجواء إيجابية تحيط بالمناقشات    بريطانيا تدرس إرسال قوات إلى غزة لتوزيع المساعدات    وزير الخارجية ونظيره السويسري يستعرضان العلاقات الثنائية بين البلدين    الأهلي يقلب الطاولة على الزمالك ويستعيد كأس مصر للطائرة رجال    تريزيجيه يصنع في فوز طرابزون برباعية أمام غازي عنتاب    مديرية تموين أسيوط تشن حملات على محال الجزارة والمخابز .. تفاصيل    بالأسماء.. إصابة 12 في حادث انقلاب سيارة ميكروباص في البحيرة    ميرنا نور الدين بإطلالة رقيقة في أحدث ظهور لها    عمرو أديب: حلم تطوير التعليم وتخريج مبرمجين مصريين أهم من النووي    منة فضالي: اكتشفنا إصابة والدتي بالكانسر «صدفة»    محمد أبو هاشم: حجاج كثر يقعون في هذا الخطأ أثناء المناسك    محمد أبو هاشم: هذا أقوى سلاح لتغيير القدر المكتوب (فيديو)    صحة الإسماعيلية تنظم قافلة طبية مجانية ضمن مبادرة حياة كريمة    «الرقابة الصحية»: القطاع الخاص يقدم 60% من الخدمات الصحية حاليا    محافظ الدقهلية: دعمي الكامل والمستمر لنادي المنصورة وفريقه حتي يعود إلي المنافسة في الدوري    بايرن ميونخ يغري برشلونة بجوهرته لإنجاز صفقة تبادلية    فرقة بني سويف تقدم ماكبث على مسرح قصر ثقافة ببا    تعرف على مواعيد امتحانات المرحلة الإعدادية في مدارس الأقصر    أون لاين.. خطوات إصدار بدل تالف أو فاقد لبطاقة تموين 2024    الرئيس عباس يطالب أمريكا بمنع إسرائيل من "اجتياح رفح" لتجنب كارثة إنسانية    جذابة.. إطلالة ساحرة ل ياسمين عبد العزيز في صاحبة السعادة- وهذا سعرها    بعد عامين من انطلاقه.. «محسب»: الحوار الوطني خلق حالة من التلاحم والتوافق بين أطياف المجتمع المصري    تحذيرات عاجلة لهذه الفئات من طقس الساعات المقبلة.. تجنبوا الخروج من المنزل    دعاء راحة البال والطمأنينة قصير.. الحياة مع الذكر والقرآن نعمة كبيرة    امتحانات الفصل الدراسي الثاني.. نصائح لطلاب الجامعات ل تنظيم وقت المذاكرة    التغيرات المناخية وآثارها السلبية في العالم العربي.. ورشة عمل بمركز الفلك بالبحوث الإسلامية    منها تناول السمك وشرب الشاي.. خطوات هامة للحفاظ على صحة القلب    «حرس الحدود»: ضبط كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر قبل تهريبها    بروتوكول بين إدارة البحوث بالقوات المسلحة و«التعليم العالي»    التشكيل الرسمي للمقاولون العرب وسموحة في مباراة الليلة    إعلام عبري: 30 جنديًا بقوات الاحتياط يتمردون على أوامر الاستعداد لعملية رفح    وكيل «صحة الشرقية» يتفقد مستوى الخدمات المقدمة للمرضى بمستشفى أبوكبير    رمضان عبد المعز: فوّض ربك في كل أمورك فأقداره وتدابيره خير    طريقتك مضايقاني.. رد صادم من ميار الببلاوي على تصريحات بسمة وهبة    حجازي: مشاركة أصحاب الأعمال والصناعة والبنوك أحد أسباب نجاح التعليم الفني    الرئيس العراقي خلال استقباله وزير الري: تحديات المياه تتشابه في مصر والعراق    مستشفيات جامعة بني سويف تستقبل مرضى ومصابي الحرب من الأشقاء الفلسطنيين    رفض والدها زواجه من ابنته فقتله.. الإعدام شنقًا لميكانيكي في أسيوط    رئيس هيئة الدواء يبحث سبل التعاون لتوفير برامج تدريبية في بريطانيا    الليلة .. سامى مغاورى مع لميس الحديدى للحديث عن آخر أعماله الفنية فى رمضان    سفير روسيا بمصر للقاهرة الإخبارية : علاقات موسكو والقاهرة باتت أكثر تميزا فى عهد الرئيس السيسى    «رجال الأعمال المصريين» تدشن شراكة جديدة مع الشركات الهندية في تكنولوجيا المعلومات    زعيم المعارضة الإسرائيلية: حكومة نتنياهو في حالة اضطراب كامل وليس لديها رؤية    موعد مباريات اليوم الثالث بطولة إفريقيا للكرة الطائرة للسيدات    تأجيل محاكمة 11 متهمًا بنشر أخبار كاذبة في قضية «طالبة العريش» ل 4 مايو    اعرف مواعيد قطارات الإسكندرية اليوم الأحد 28 أبريل 2024    قضايا عملة ب 16 مليون جنيه في يوم.. ماذا ينتظر تُجار السوق السوداء؟    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    تقييم صلاح أمام وست هام من الصحف الإنجليزية    البوصلة    إعلان اسم الرواية الفائزة بجائزة البوكر العربية 2024 اليوم    حسام غالي: «شرف لي أن أكون رئيسًا الأهلي يوما ما وأتمناها»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



( الكبير )
مطالب باستعادة دور القيادات المجتمعية لمواجهة مروجي الشائعات والأكاذيب

مع تزايد خطر ترويج الشائعات والأكاذيب والتي تستهدف زعزعة استقرار الدولة وتقويض أركانها, والاستغلال المغرض لمواقع التواصل الاجتماعي في تهييج مشاعر الرأي العام خاصة في حالة الكوارث أو الحوادث الكبري
ومع غياب دور الكبير الذي كان يمثل القدوة والمرجعية لدي جميع أفراد العائلة ووسط أبناء القرية والذي كان بمثابة القائد والموجه, أصبحت الحاجة إلي استعادة دور الكبير أو العمدة وشيخ البلد بالقري وشيخ القبيلة في المجتمعات البدوية أكثر إلحاحا لمواجهة دعوات الهدم والتخريب التي تهدف إلي إسقاط الدولة والتي ينصاع إليها عدد كبير من المواطنين من الفئات الأقل حظا من التعليم فضلا عن الشباب والذين يحتاجون إلي التوعية والتوجيه الآن أكثر من أي وقت مضي.
الأهرام المسائي فتحت هذا الملف في محاولة لدعم قيادات مجتمعية تقوم بدور الكبير ك العمدة وشيخ البلد و المدرس وغيرهم وطرحت علي المواطنين والخبراء السؤال الأهم كيف نعيد الهيبة لتلك الشخصيات؟
رمانة الميزان في سوهاج
سوهاج محمد أبو العباس
يعتبرالمجتمع السوهاجي من المجتمعات التي لا تزال تحتفظ بالكثير من العادات والتقاليد الأصيلة التي توارثتها الأجيال وترسخت في عقول وأذهان أبنائها منذ القدم ومن هذه العادات احترام كبير العائلة الذي يمثل رمزا لهيبة عائلات الصعيد وأمره نافذ علي كل فرد فيها كبيرها وصغيرها رجالها ونسائها.. المتعلمون منهم والأميون.. وتوجيهه نافذ ومشورته واجبة.. ولا يتأثر ذلك بمرور الزمن وتغير الثقافات لأنه جزء لا يتجزأ من الموروث الثقافي للعائلات السوهاجية.. ويمتد الأمر بنفس المضمون علي نطاق أوسع في القرية إلي كبيرالبلد, العمدة وشيخها.
يقول الشيخ فاخر فواز شيخ بلد بقرية الديابات بمركز أخميم إن كبير العائلة يبسط سيطرته ونفوذه علي أفرادها الذين يكنون له كل احترام وتقدير ولا يستطيع أحد مخالفته لأن من يجرؤ علي ذلك يعيش منبوذا من أفراد العائلة ولا يجد سندا أو حماية منهم في حالة تعرضه لأي مشكلة مع عائلة أخري.. ويضيف: أصالة وعراقة العائلات مستمدة من قوة وشخصية كبيرها ومدي تقدير واحترام الناس له حيث يتأثرون به ويؤثر فيهم ويحكمونه في مشاكلهم ويلجأون إليه للفصل فيما ينشب بينهم من نزاعات ويحول دون تطورها وكذلك يستشيرونه في مختلف الأمور الخاصة والعامة مشيرا إلي أن كبار العائلات يلعبون دورا كبيرا في حياة أهالي القري بصفة خاصة بما يتمتعون به من حكمة ورأي صائب.
وانتقد فواز بعض وسائل الإعلام والدراما التليفزيونية والأفلام السينمائية التي تقدم أعمالا تخالف القيم الصعيدية وتدعو إلي التمرد علي القيم الاجتماعية ويتأثر بها الشباب- سلوكيا وفكريا- ويمتد تأثيرها إلي البسطاء وكذلك تغول وسائل التواصل الاجتماعي بما ينعكس علي تصرفاتهم وأفكارهم والتي باتت تشهد العديد من السلبيات التي لم نعهدها في مجتمعنا الذي تحكمه العادات والتقاليد الأصيلة وهذا يلقي علي شيخ البلد مسئولية توعية هؤلاء الشباب حتي يحذون حذو آبائهم وأجدادهم في احترام الكبير مشيرا إلي أهمية أن يتم ذلك بشكل غير مباشر من خلال الجلسات التي تتم في دواوير العائلات في المناسبات المختلفة حتي لا نواجه عنادا من هؤلاء الشباب ونستطيع احتواءهم.
يقول يونس لطفي مزارع: لا نزال متمسكين بعاداتنا وتقاليدنا في الاستماع لتوجيهات الكبار وأخذ مشورتهم إلا أن بعض شباب اليوم يحاولون بشتي الطرق الخروج من عباءة العادات والتقاليد الأصيلة التي تميز أهالي الصعيد بصفة عامة وسوهاج بصفة خاصة فنجد منهم من يحاول أن يتمرد علي نصائح وتوجيهات كبير العيلة والقرية مدعيا أن الزمان قد تغير والحال أصبح غير الحال وهذا الشباب يكون سببا في حدوث الكثير من المشكلات لعدم التزامهم بأحكام الجلسات العرفية التي تتم بحضور كبار العائلات خاصة في أمور الزواج وتقسيم المواريث والحكم في الخلافات بين الأفراد والأسر وجلسات الصلح في الخصومات الثأرية وغيرها من أعمال وأفكار تضر أهل قريته ومنطقته وأهله في المقام الأول.
يقول أحمد رضوان- حاصل علي ليسانس آداب-: باتت بعض العادات والتقاليد تحد من حرية الشباب في هذا الزمن خاصة أن الكبار كانوا يعيشون في زمن غير الذي نعيشه الآن مشيرا إلي العديد من المتغيرات الحديثة التي نعيشها وهو ما يعتبره الأجداد خروجا عن العادات والتقاليد مؤكدا أن الشباب السوهاجي من أكثر الشباب حفاظا علي العادات والتقاليد واستماعا لتوجيه الكبار وأخذ مشورتهم.. ونقطة الخلاف بين كبير العائلة والشباب هو تغير الزمن ويجب تطوير هذه الأفكار لمواكبة تطورات العصر.
يحذرخالد أحمد السيد عمدة قرية الحما من خطورة فكرة التخلي عن كبير العائلة التي يروج لها البعض حيث قد يتسبب ذلك في حدوث الكثير من الفوضي في مجتمعات تربت علي احترام الكبير خاصة في القري كموروث ثقافي يدخل في تكوين بيئة المجتمعات القروية فكبير العائلة هو الذي يتصدر المشهد في أفراحها وأحزانها ومشاكلها ويمثل حائط صد أمام كافة العقبات التي تواجه أفرادها وهو كبير بأفعاله التي مكنته من تبوء هذه المكانة بين أفراد العائلة فبيته مفتوح للكبير والصغير منهم يقصده الجميع لطلب المشورة أو المساعدة المادية دون حرج لأنه بمثابة الأب لأبنائه.
وأشار إلي أن عمدة القرية من واجبه مواجهة هذا الفكر الخبيث ولا يسمح للمحاولات التي تستهدف تقليص دوره والنيل من مكانته في مجتمع القرية وهذا يتوقف علي قوة شخصيته وقدرته علي احتواء أهالي القرية والتفاعل الإيجابي معهم لترسيخ المبادئ الأصيلة في نفوسهم والتي تميز مجتمع القرية الصعيدية.
ويوضح الدكتور خالد كاظم أستاذ علم الاجتماع أن أي تجمع بشري لا بد أن يكون له قائد يتولي إدارة أموره ويضع القواعد التي يسير عليها أفراد جماعته وهذه العادات تترسخ في مجتمعات الصعيد التي ما زالت تحرص علي لقب كبير العائلة وهو غالبا ذلك الرجل الذي يتميز بالحكمة وقوة الشخصية ونفاذ الرأي كما أن لديه القدرة علي توجيه أفراد عائلته الذين يتقبلون أوامره وتوجيهاته بنفوس راضية ويعتبرون الخروج عنها بمثابة تمرد علي العادات والتقاليد ويعاقبون من يتجرأ علي ذلك برفع غطاء الحماية العائلية عنه وتكره منبوذا بمفرده ولا يشاركونه أفراحه أو أحزانه وهذا يجعل كافة أفراد العائلة يعيشون في ظل عباءة كبير العائلة باعتباره مصدر الحماية والرعاية والحكمة داخل العائلة ويلجأون إليه لحل المشاكل التي قد تنشب بينهم والفصل في النزاعات المتنوعة والحيلولة دون تطورها مشيرا إلي أن فقدان هذا الرمز قد يؤدي إلي وجود حالة من الانفلات الأسري وعدم التوزان بين أفرادها باعتبار أن كبير العائلة بمثابة رمانة الميزان داخل العائلة التي تحفظ لها اتزانها وهيبتها بين العائلات الأخري.
وطالب كاظم العمد ومشايخ القري أن يعززوا مكانتهم في قراهم وأن يتمتعوا بالحنكة وقوة الشخصية وأن تتطابق أقوالهم مع أفعالهم ليكونوا قدوة للجميع, خاصة الشباب كما طالب وسائل الإعلام ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ببث الأفكار التي من شأنها غرس قيم الاحترام بين الجميع, خاصة احترام الصغير للكبير وعدم زعزعة ثوابت المجتمع المصري.
الفيسبوك والفضائيات
أسيوط وائل سمير - وحمادة السعيد
تبدلت الأحوال وتغيرت القيم بعد أن ازداد جرح المجتمع.. حيث أصبح العلاج منه صعبا بعد أن طغت ثقافة الغرب والفضائيات علي كثير من القيم والمبادئ وتفشت ظواهر اجتماعية غريبة وخاصة بين الشباب.. وتراجع دور الكبار من الأهل والعمد ومشايخ البلد في الإرشاد والتوجيه وحلت محلها وسائل جديدة يري البعض بأنها باتت الموجه الأول لسلوك البسطاء من أهالي الريف والمدينة وخاصة الفيس بوك والفضائيات ليخرج الجميع عن طوق الالتزام.. فصار لكل شاب كلمته ولكل فتاه دورها مما استحال معه تقويم تلك الظواهر التي تحتاج إلي صياغة جديدة في مفهوم ثقافة الحوار.
يقول يوسف محمود الحسيني- أن العمدة كان يستمد قوته قديما ببسط يده للفقراء والمحتاجين سواء من خلال تقديم الصدقات أو تشغيلهم في الحقول أو بإقامة الولائم لهم وإعانتهم في الظروف الإقتصادية الحرجة أو في الشئون العامة لحياتهم ومن هنا كان أمر الطاعة واجب للعمدة أو شيخ البلد أو كبير العائلة لأنه يكون غالبا قد جمع الجاه والمال والسلطان والخبرة في يده ولذا كان احتياج العامة وخاصة الطبقات الاجتماعية الدنيا إليه..
ولذا كان قراره دائما نافذا ونصيحته واجبة التعميم علي كل أفراد المجتمع تحت شعار أن العمدة قال كذا..... وهو ما كان يعمل به الناس إلي فترة السبعينات تقريبا إلي أن غيرت سياسة الإنفتاح كثيرا من القيم في المجتمع حتي تبدلت الأحوال تماما وأضحي كل فرد في المجتمع صاحب سلطان قبل أن يكون صاحب قرار ومن هنا اختفت كثيرا من القيم أهمها عدم الاستماع للنصيحة أو حتي مبادلة الرأي بالرأي.
ويضيف خالد عويس في الماضي كانت تستمد المعلومة من مجلس العمدة أو كبير العائلة حيث تصب عنده الأخبار المحلية لذات القرية من خلال المشايخ والخفر وشيوخ القبائل سواء كانت لطلب المشورة أو الشكوي ومن هنا تشيع المعلومة في القرية أما الطريق الموازي لها فكانت المقاهي الصغيرة التي تعد علي أصابع اليد الواحدة في القري الكبيرة حيث يجتمع الأهالي ويستمعون لبعضهم للبعض والتعرف علي الأخبار المختلفة كما يستمعون في ذات الوقت للمذياع الراديو للتعرف علي الأحوال العامة والتي كانت مصدرها واحد أما الآن فقد اختلط الحابل بالنابل حيث انتشرت المقاهي بشكل عشوائي ومعها أجهزة التليفزيون حيث أصبحت بعض الفضائيات وبالا علي المجتمع وأصبحت تبث سمومها في المجتمع بثقافات مختلفه وقيم غريبه مما أثر علي ثقافة الفرد واصبحت الموجه الأول له في قراراته لتندثر بسببها كل القيم النبيلة والعادات الجميلة التي كانت هي الرابط الأول بين كل أفراد المجتمع ومن هنا أصبح العوز لتلك الثقافات واستعادة العادات والتقاليد القديمة أمرا عبثيا.
يشير حسين عبد اللطيف سويفي محاسب إلي أن الفيس بوك أصبح الموجه الأول لثقافة الفرد في المجتمع وخاصة في الريف حيث يتناقل الأفراد المعلومات من خلال قراءتها علي صفحات التواصل الأجتماعي وهو أمر في غاية الخطورة خاصة وان50% مما يتداوله الأشخاص علي مواقع التواصل الأجتماعي عار تماما عن الصحة ورغم ذلك لا احد يستطيع أن ينكر أن المسيطر حاليا علي عقول الأشخاص هو الفيس بوك حتي أن أفراد الأسرة الواحدة حينما يجتمعون سويا داخل غرفه واحدة نجدهم في جزر معزولة كلا في هاتفه وعلي صفحته الشخصية ويكاد ان ينعدم الحوار بينهم وعقب ذلك يخرج كل فرد بثقافته ومعلوماته التي توجهه فيما بعد لأتخاذ قراراته.
تري العمده إيفا هابيل عمده قرية كوم بوها بديروط أن السبب الرئيسي في تراجع دور العمدة أو الكبير يرجع إلي إندثار القيم المصرية التي كانت تحكم الجميع وخاصة بعدثورة يناير حيث بات الجميع يتسابق لإهدار كرامة الكبير للتفاخر بمواجهته والإعتراض علي أفكاره وقراراته التي اكتسبها من خبرات ومدرسة الحياة التي عاشها والتي ربما تمنحه الحنكة لإدارة شئون القرية بشكل أفضل من أستاذ جامعي يحمل شهادات.. فضلا عن ما تبثه القنوات الفضائية وخاصة برامج التوك شو من سب وقذف وتعالي في الحوار وانحراف أخلاقي يصل إلي حد التشابك بالأيدي علي الهواء وهو ما يؤثر علي أفكار المشاهدين وسلوكهم.. ناهيك عن مصائب الفيس بوك الذي يؤثر أيضا في قطاع عريض من الشباب.
وقالت: لو كنت في موقع مسئولية لاتخذت قرارا بإلغاء الفيس بوك الذي تحول إلي مكلمة بألفاظ بذيئة تبث سمومها داخل البيوت المصرية لذا يجب أن تعي الدولة مسئولياتها وتستعيد دورها سريعا في مواجهة ذلك من خلال وجود خدمات مؤسسية متكاملة مثل مشروع تكافل وكرامة وغيرها من المشروعات التي تنتشل البسطاء من خط الفقر وخاصة في القري التي تسيطر عليها بعض الجمعيات الأهلية التي تستغل احتياجات البسطاء وتوجههم نحو أجندات خارجية والتي يجب أن يتم التصدي لها بسرعة وبقوة.
فيما أكدت الدكتورة إيمان عباس أستاذ علم الأجتماع بجامعة أسيوط أننا نعيش وسط مجتمع اضطرابي صنعه الشباب عبر وسائل السوشيال ميديا تحطمت خلاله عادات وتقاليد الكبار التي بدأت تصطدم بالواقع حاليا ولا تتناسب مع التطور الهائل ولا تواكب مستجدات العصر لذا قد نجد أن الإبن لا يأخذ برأي كبير الأسرة والده وذلك لأن رأي والده مرتبط بمعتقدات وعادات عفي عليها الزمن لذا وجب علي الكبار احتواء آراء الشباب لأن ما يحدث حاليا هو قطع جسور التواصل بين الجميع وينعكس دوره علي المجتمع بأكمله والسبيل الوحيد للخروج من هذا النفق المظلم هو وجود اعتراف عقلي جمعي بتنوع الأراء وتقبل مستجدات العصر ومصادر المعرفة وتوجيهها في الإتجاه السليم بتقويم الإعلام واستغلاله إيجابيا ومحاسبة مروجي الشائعات عبر الفضائيات والفيس بوك وفتح قنوات التواصل مع الجميع.
التأهيل العلمي.. المشاركة المجتمعية..
الندوات.. الطريق لإحياء الدور بالغربية
الغربية ياسرأبو شامية
مع ارتفاع نسبة الأمية بمحافظة الغربية وانخفاض مستوي الثقافة العامة أصبح عودة القدوة الحسنة من الكبار أصحاب الخبرة والمعرفة ضرورة ملحة خاصة وسط أبناء الريف لحمايتهم وتوجيههم حتي لا تختلط مفاهيمهم فيما قد يطرأ من مستجدات علي حياتهم اليومية وما يصاحبها من تداعيات قد تؤثر سلبا علي أفكارهم وعلاقتهم بالمجتمع المحيط بهم خاصة في ظل منافسة شرسة من عالم مفتوح تحكمه ثقافة الإنترنت ومعلوماته التي يقبل البسطاء علي استقبالها وتداولها دون تمحيص أو تفكير
وهو ما يفرض علي الجميع ضرورة استعادة لغة الحوار والمناقشة لإعادة التوازن في المجتمع, حيث يري البعض أنه لا سبيل للخروج من هذا النفق سوي بعودة دور العمد وشيوخ البلد ومسئولي الوحدات المحلية بالقري مثلما كان يحدث في الماضي لمواجهة هذا الطوفان لإيضاح الحقائق وزيادة مساحة الوعي وثقافة المواطنين والتواصل معهم لتشكيل صورة واضحة عن واقعهم واحتياجاتهم الفكرية والمعرفية والحفاظ عليهم من الوقوع فريسة سهلة لأصحاب الأفكار الهدامة.
يقول المهندس درويش عبد السلام عمدة قرية سامول مركز المحلة إن دور العمد في توجيه البسطاء كان يتم في الماضي بشكل ودي من خلال جلسات دوار العمدة حيث كان يجتمع الأهالي للحديث في شئونهم لكن مع دخول التكنولوجيا وال سوشيال ميديا جعل دور الكبار يتواري بشكل كبير بجانب أن معظم العمد وشيوخ البلد غير مؤهلين علميا وثقافيا حيث إن غالبيتهم حاصلون علي مؤهلات متوسطة لا تتناسب مع ما نشهده من تطور ولإعادة هذا الدور الحيوي من جديد يجب تعيين عمد ومشايخ حاصلين علي مؤهلات عليا بجانب قيامهم بالتنسيق مع مديرية الثقافة ومراكز الشباب بدعوة الأهالي ومن بينهم الشباب وفي حضور المثقفين من أهل القرية لعقد ندوات, خاصة في المناسبات والأعياد الوطنية لشرح دور كل مواطن وتوجيهه بالشكل الأمثل.
وأشار إلي إمكان استخدام وسائل جذب أخري لاستقطاب أكبر عدد من الأهالي مثلما تحقق من نجاح في تحويل السامول إلي قرية نموذجية بعد أن قرر جميع أبناء القرية كبار وصغار خوض تجربة عملية لتحقيق حياة معيشية جيدة من خلال تنفيذ خطة متكاملة تم خلالها إنشاء وتطوير جميع المرافق والخدمات الأساسية والحيوية والتعليمية والصحية اعتمادا بالجهود الذاتية من خلال جمع التبرعات والاعتماد علي سواعد أبناء القرية.
وأضاف بسيوني عبد الحميد شيخ بلد قرية راتب أن دور العمد وشيوخ البلد تراجع بعد إقامة نقاط للشرطة بكل قرية حتي تتمكن الدولة من فرض قبضتها الأمنية مع الزيادة الهائلة في العدد, مشيرا إلي إن إتاحة الفرصة لشيخ البلد والعمدة من جديد مع الجهات الأمنية في حل مشاكل المواطنين سوف يجدد الثقة ويعيد لغة الحوار ويمنحهم الفرصة لاستعادة حلقات التواصل اليومي ويزيد من حجم الترابط مع الأهالي,
وتابع: رغم ذلك قمنا في الفترة الأخيرة بإشراك المواطنين والشباب في الأعمال الخيرية والاجتماعية التي يتم تنفيذها في القرية لفتح المجال أمامهم في التواصل مع شيخ القرية والعمدة وإتاحة الفرصة أمامهم في التعبير عن آرائهم وتصحيح الأفكار المغلوطة لديهم بإقامة الندوات بدوار العمدة كما يتم التنسيق بين إمام المسجد وشيخ القرية والمثقفين من أهل الرأي بالقرية لعقد ندوات ودعوتهم لتوعيتهم بأهمية مناقشة كافة القضايا المختلفة وإشراكهم بالمشورة لتوسيع إدراكهم وما يحاك حولهم.
بينما يري الدكتور حسام طلعت أستاذ ورئيس قسم التخطيط بمعهد الخدمة الاجتماعية بكفر الشيخ أن الأمر لا يجب أن يقتصر فقط علي استعادة دور العمدة وشيخ البلد من أجل مواجهة الغزو الثقافي القادم من وسائل الاتصال التكنولوجية الحديثة التي تسهم في انتشار الأفكار ووصولها إلي الجميع واستغلال البسطاء والفلاحين ومحدودي الثقافة بل يجب تفعيل دور الجمعيات الأهلية للقيام بدورها في التوعية وتوجيه البسطاء من خلال تقديم الدعم العيني والمادي لهم وتفعيل دور الرائدات الريفيات بالوحدات الصحية الريفية بتوعية البسطاء من السيدات وكيفية تربية الأبناء بطرق صحية وسليمة, فضلا عن دور مركز الإرشاد الزراعي بالجمعيات الزراعية القروية في توجيه الفلاحين بضرورة الحفاظ علي الوطن وغرس قيم الانتماء في نفوسهم وعقد لقاءت حوارية داخل الأسرة من خلال الكبار لنقل الخبرات من جيل إلي جيل لحماية الأبناء.
لا غني عنه في بني سويف
بني سويف محمد سيد
يعيش أهالي القري بمحافظة بني سويف حياة خاصة بعادات وتقاليد وأحكام عرفية شكلت نسيج المجتمع الريفي عبر سنوات عديدة.. وكان المد الأمني والثقافي وكل ما يخص مجريات الحياة هناك ينتهي دائما علي أعتاب عمد وشيوخ البلد بتلك القري, فمنذ أن أنشأت مصر نظام العمد بالقري تخلصت الوزارات المختلفة من هموم ومشكلات يعجز الجبل عن حملها فعمد قري مصر وشيوخها وقفوا سدا منيعا أمام الفكر الضال تارة والنزاعات القبلية التي لا تجمع سوي الخراب والدمار تارة أخري.
الأهرام المسائي جابت العديد من قري المحافظة لقياس مدي تأثير العمد والمشايخ في الأهالي وهل تراجع دورهم أمام المد التكنولوجي وزحف مواقع التواصل الاجتماعي, أم بقي وميض نوره يطل علي استحياء علي أزقة وحواري القري.
في قرية منقريش والتي لها تاريخ في نضال وتأثير العمد هناك خاصة وأن عمدة القرية أختير في رمضان الماضي لمقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي وتمت دعوته علي الإفطار وتناول معه الرئيس العديد من مشكلات المحافظة وسبل حلها ومدي تأثير أصحاب الوعي والرشد الفكري علي من ضل سبيلهم لصالح الوطن ومستقبل الشباب بالقري.
يقول العمدة حسن هنداوي صاحب ال77 عاما عمدة قرية منقريش التابعة لمركز بني سويف من داخل حجرة السلاحليك العريقة أنا عمدة للقرية منذ52 عاما وعكس ما يردد الجميع فدور العمدة وشيخ البلد داخل القري اختلف عن سابق عهده فكنا في أيام عبدالناصر والسادات يقتصر دورنا علي حفظ الأمن بأنواعه وحلقة وصل بين الأهالي والشرطة وكذلك تعتمد علينا النيابة في الشهادة والتحريات وتسليم الهاربين والمجندين, أما الآن فالأمر اختلف فلدينا اتصالات بجميع الوزارات فالصحة نقدم لها المعلومات والخدمات اللازمة للقيام بقوافل طبية لخدمة أبناء الريف وكذلك المساعدة في تنفيذ مبادرة الرئيس الخاصة بالقضاء علي فيروس سي, فيما تعتمد علينا وزارة التربية والتعليم في تقديم حصر بالمدارس التي تقام بها الامتحانات ومدي صلاحيتها فضلا عن حراستها أثناء الامتحانات بخفراء القرية وهو ما يحدث أيضا في جميع أنواع الانتخابات.
وأضاف هنداوي أن العمد والمشايخ يشاركون حاليا في خدمات محو أمية الأهالي خاصة السيدات حيث يفتح دوار العمدة في أغلب الأحيان لتلقي الدروس, مشيا إلي أن أهالي القرية لا يطمئنون علي ذويهم في مدارس محو الأمية التي تبعد عن القرية كثيرا كما يتم تقدم خدمات للطفل والشباب والمرأة في مختلف المجالات, بالإضافة إلي العمل علي توصيل الخدمات والمرافق من كهرباء ومياه للقرية, لافتا إلي أن أهالي القرية يرجعون للعمدة في أي أمر يشتت تفكيرهم عبر الفضائيات حيث تتم دعوتهم إلي مشاهدة التلفزيون منذ أكثر من50 عاما عندما كان يعمل بالبطارية وعقب المشاهدات يتم عقد حلقات للنقاش.
وأشار سلام دياب شيخ البلد بقرية منقريش إلي أن دور العمد والمشايخ في دمج الأسر والعائلات بقراهم كان عظيما, لافتا إلي أنه في عام1967 قام عمدة القرية بإنشاء مركزا للشباب وكانت وقتها الخلافات القبلية منتشرة داخل العديد من القري بين العائلات واستطع مسئولو القرية من خلال الرياضة خلق جيل من الشباب يحب بعضه البعض ويشارك في البطولات المحلية وكانوا سفراء للسلام بين العائلات حتي ذابت تلك النزاعات نهائيا.
وأكد دياب أن لشيخ البلد وعمدتها دورا مهما أيضا في الرد علي الإشاعات, مشيرا إلي أن الواقع والتطور الذي تعيشه القري حاليا مكن العمد من استضافة رجال الأوقاف والمثقفين ليلقوا محاضرات داخل مراكز الشباب شبه إسبوعيا للتوعية الدائمة ونبذ العنف وتصحيح المفاهيم.
وعن دور العمد والمشايخ بالقري قال أحمد طه بالمعاش لم يختلف دور العمد والمشايخ منذ عشرات السنين فالريف له عاداته وتقاليده الخاصة فالعمدة يعتبر حلال العقد حيث أن جميع المشكلات والخلافات والنزاعات دائما ما يتم حلها في ديوان العمدة, مشيرا إلي أن العمدة في ظل التطور العلمي والثقافي الذي شهدته مصر في الآونة الأخيرة استطاع أن يطور من نفسه فأصبح منهم المهندس والطبيب والضابط المتقاعد ويمنع العمدة بدوره زواج القاصرات ويختار مأذون القرية ويقف مع الحق ولجلسات العمد الليلية التي يعقدونها في الدواوين الخاصة بهم تأثير السحر حيث يقوم كبار العائلات بسرد جميع مشكلات القرية وتحل خلالها معظم المشاجرات والنزاعات قبل أن تتفاقم وتتسع وكأن القرية علي أيديهم تحولت لأسرة صغيرة.
وأضاف محمود عبد الرحمن عامل تليفونات37 عاما أن العمد والمشايخ في معظم القري قاموا بإنشاء صفحات لقراهم علي مواقع التواصل الاجتماعي لربط الشباب والأهالي الذين يعملون بالخارج بقراهم حتي لا ينسلخوا شيئا فشيئا عن مسقط رأسهم.
وفي قرية تزمنت الشرقيه والتي تعد من أشهر قري الجمهورية فهي مسقط رأس جيهان السادات زوجه الرئيس أنور السادات وكذلك مسقط رأس وزير التنمية المحلية الأسبق اللواء أحمد زكي عابدين ومسقط رأس عزام باشا رئيس جامعة الدول العربية الأسبق نجدها وقد اختفت منها الأمية وتتمتع بجميع الخدمات.. وكان لتلك القرية مؤثرات في وجدان الأهالي إضافة لدور العمد والمشايخ فإنتشار المدارس والتعليم بها منذ أكثر من60 عاما جعل للمدرس والناظر دورا فعالا في حياة وتربية الأبناء داخل القرية.. وكما يقول محمد علي سرحان بالمعاش ونجل عمدة القرية السابق بأن بيت الشعر الذي يقول قف للمعلم وفه التبجيل.. كاد المعلم أن يكون رسولا كان مطبقا بالحرف في قريتنا التي كان بها عدد كبيرا من المعلمين الذين كانوا يقومون بدور فعال ليس في التعليم والتوجيه وإعطاء المشورة فحسب.. بل وفي التربية أيضا.
التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية
وراء التراجع في كفر الشيخ
كفرالشيخ عمروسعدة
لماذا تقلص دور المشايخ والعمد خلال العقدين الأخيرين وتراجع دور الكبار بصفة عامة.. سؤال يتردد علي ألسنة أهالي كفر الشيخ فالبعض أرجع ذلك لكثرة متاعب الحياة وانشغال العمدة والشيخ وكبير الأسرة والعائلة عن أداء دورهم سواء في التوجيه والمشورة أو في إنهاء النزاعات مما اضطر المواطنين للجوء إلي مراكزالشرطة للحصول علي حقوقهم ويلجأ البعض لاستخدام العنف في تحقيق أغراضه كما اتجهوا إلي الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي عبر شبكة الإنترنت للحصول علي المعلومة أو تكوين الرأي حول قضية ما دون الرجوع فيما يتلقونه إلي أهل الخبرة والحكمة.. وأرجع البعض سبب ذلك إلي عدم وجود الكبير.. القوي والحكيم الذي يملك المقومات التي تمكنه من القيام بدوره.
يقول حسن يوسف شيخ قرية الحندقوقة البحرية بالحامول إن بعض المشايخ والعمد ليسوا علي المستوي المطلوب نظرا لعدم وجود منافسة علي المنصب مما يضطر الأجهزة الأمنية إلي تعيين المتقدم إلي المنصب دون منافس مادام ليست عليه أي ملاحظات أمنية وهو ما تسبب في وجود مشايخ دون المستوي, بالإضافة إلي أنه لم تعد هناك الشخصيات الكبيرة التي كانت تساند مشايخ البلاد وتشد من أزرهم كما أن شيخ القرية الحالي لا توجد لديه مقومات تساعده.. ففي الماضي كان يتم اختياره من عائلة كبيرة ويكون من الأغنياء أما في الوقت الحالي فلا يتم النظر لذلك وبالتالي فإن المرتب الضئيل الذي يتقاضاه الشيخ والذي لا يزيد علي500 جنيه لا يكفي لاستضافة مجموعة قليلة من الأهالي علي كوب شاي.
وطالب يوسف بألا يقل مرتب شيخ البلد عن5 آلاف جنيه علي الأقل والعمدة10 آلاف جنيه.
يشير محمد عبدالمقصود شيخ قرية الحندقوقة القبلية إلي أن شيخ القرية كما هو لم يتغير لكن المجتمع هو الذي تغير فأصبح الشيخ بلا دور.. ويجب عليه أن يبادر بنفسه لحل المشكلات والاجتماع بأهل القرية والتواصل والحوار المستمر معهم.
يوضح يحيي صالح محمود عمدة قرية كوم الحجر أن دور العمدة تقلص نظرا لظروف العصر الحالي.. مشيرا إلي أن العمدة في الماضي كان موسوعة في كل شيء حيث كان الأهالي يستشيرونه في أي مشكلة, أما الآن فوسائل التواصل وانتشار الفضائيات أثرت علي هذا الدور ومهما كانت شخصية العمدة فإن التطور الذي حدث في المجتمعات خلال العشرين سنة الأخيرة جعل دور العمدة يتقلص. وأشار إلي أن دوار العمدة في الماضي لم يكن يخلو من الناس أما في الوقت الحالي فالعمدة هو من يدعو الناس للجلوس معه..
وحين يلجأ إليه البعض لحل مشكلة, موضحا أن تدخل العمد والمشايخ في حل المشكلات وإضفاء لغة التسامح بين الأهالي في القرية يترتب عليه إشاعة جو من الهدوء والمحبة بين الأهالي, لافتا إلي أنه من الممكن تفعيل دور العمدة من خلال تحويل أي مشكلة بين عائلتين في القرية إلي العمدة ويأتي هذا تزامنا مع اختيار عمد مؤهلين علميا ونفسيا وغيرها من المؤهلات التي تجعل الأهالي يثقون بالعمدة سواء في حل مشكلاتهم أو في طلب النصح والمشورة في كافة الأمور الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها, مطالبا بضرورة أن يكون العمدة أو الشيخ من كبار العائلات بالقرية أو المركز لإعطائه قوة ومكانة متميزة بين الأهالي.
يؤكد محمد عبدالرحمن الشهاوي عضو مجلس النواب عن دسوق وقلين أن دور الشيخ والعمدة مازال موجودا ويتم تفعيله إذا أراد أي منهما لافتا إلي أن بعض المشايخ أوالعمد لا يريدون إشغال أنفسهم بأي مشكلة حتي إن البعض منهم يوصي بإبلاغ الشرطة في حالة حدوث أي مشكلة حتي لوكانت بسيطة.. والمفروض أن يساءل الشيخ أوالعمدة حال تقصيره إلا أن ذلك لا يحدث.
يطالب أحمد عبدالغفار محام بزيادة مرتبات العمدة والشيخ لتتناسب مع ظروف الحياة الصعبة والبيت المفتوح باستمرار لافتا إلي أن التحقيقات العرفية تحتاج إلي مصروفات باهظة يتكبدها صاحب المنزل الذي يكون في الغالب عمدة القرية أو شيخ الناحية وبالتالي فإن أقل من5000 جنيه مرتب للشيخ وضعفها للعمدة هو نوع من العبث في الدور المنشود لهما, خاصة إذا كانت إمكاناتهما المادية متواضعة.
ويوضح جمعة فتح الله الرفاعي فلاح الطريقة المثلي لإعادة دور الشيخ اوالعمدة وذلك من خلال إلزام صاحب المنصب بحل ثلاث مشكلات علي الأقل من كل أربع تحدث ويتم تجميع عدد المشكلات التي تم عرضها علي أيهما وعدد ما تم حله منها وإذا لم يحقق النتيجة المرجوة خلال عام ميلادي يتم عزله لافتا إلي أنه كي يتم تحقيق ذلك تجب زيادة مرتب الشيخ زيادة مناسبة ومضاعفة مرتب العمدة حتي يستطيعوا مواجهة أعباء الحياة والصرف علي إكرام ضيوفهم.
يوضح فتحي محمد شبكة أخصائي اجتماعي أن نظرة الأهالي لشيخ القرية أو العمدة تغيرت بعد ظهور برامج التوك شو واستخدام الإنترنت في كل شيء ووجود وسائل التواصل الاجتماعي مماجعل الكثيرين يعتقدون أن العمدة أوالشيخ الذي لا يتعامل مع الإنترنت هم ناس جهلة.. ولايفهمون شيئا وبالتالي ففاقد الشيء لا يعطيه من وجهة نظرهم.. مطالبا بإعطاء المشايخ والعمد دورات تدريبية في لكمبيوتر قبل توليهم مناصبهم حتي يواكبوا لغة العصر.
في سيناء: إعادة هيبة شيخ القبيلة هي الحل
العريش أحمد سليم
عودة هيبة شيخ القبيلة هي الحل الأمثل الذي يراه عواقل وأبناء سيناء لاستعادة المحافظة لرونقها والقضاء علي كافة الأفكار المتطرفة التي باتت تسيطر علي عدد كبير من شباب سيناء وتسببت في اندلاع أعمال عنف يدفع المجتمع السيناوي بل والوطن بأكمله ثمنه حاليا.
يقول القاضي العرفي الحاج يحي الفواخيري: المجتمع السيناوي كان بسيطا ومتفردا في حل جميع القضايا بالإسلوب العرفي, مشيرا إلي أن ما حدث من تغيرات بعد ثورة يناير وتولي الإخوان الحكم أفقد شيخ القبيلة هيبته ما أدي إلي انتشار الأفكار المتطرفة التي نعاني منها حاليا.
وأضاف أنه لابد علي الدولة أن تسعي لإعادة هيبة شيخ القبيلة باختيار شيوخ يمثلون( الخمسات) وتعني كلمه الخمسات بسيناء ان يكون شيخ القبيله مسؤل عن ابناء القبيله حتي الجد الخامس وأن يتم تعيينهم واعتماد توقيعهم مثلما كان يحدث سابقا حتي تعود كلمة الشيخ مؤثرة ولها مفعولها لدي الشباب بحيث يشعر الشاب المنتمي للقبيلة ان الشيخ يستطيع حل جميع مشاكله, موضحا أنه يجب ان يتم التنسيق بين كافة الاجهزة التنفيذية بالمحافظة وبين شيخ القبيلة ليتمكن من تنفيذ وعوده أمام أبناء قبيلته وهو ما سيسهم بقدر كبير في إعادة هيبة شيخ القبيلة.
وأضاف الشيخ علي فريج من كبار مشايخ سيناء أن هيبة شيخ القبيلة كان لها أثر واضح وفعال,
مشيرا إلي أن الشيخ كان يجمع أبناء القبيلة ويحكم بينهم فإذا خرج أحد عن طوعه يقوم بتشميسه ما يعني أن تتبرأ القبيلة منه ويتم طرده لخروجه علي قواعد النظام القبلي وأعرافه. وأوضح الشيخ أبوعكر انه لعودة الهيبة لشيخ القبيلة لابد وأن تكون له سطوة وسيطرة علي أبناء القبيلة أو العشيرة, وأن يكون قادرا علي حل المشاكل وأن يقضي بتقسيم كل قبيلة إلي خمسة أجزاء يضم كل جزء عددا من العشائر والعائلات ينوب عن كل جزء شخص واحد يمثلها في التفاوض ويكون ملتزما بتنفيذ الأحكام العرفية, مشيرا إلي ان هذا النظام سيعمل علي تقليل المشاكل وسرعة حلها والتزام كافة الأطراف بالقضاء العرفي الذي يعتبر ضابط إيقاع حياة الصحراء, فضلا عن ضرورة تشميس الشاب الذي يجلب مشاكل لعشيرته أو عائلته وقبيلته ويكون منبوذا من الجميع.
فيما يقول الدكتور صالح محمد الأستاذ بتربية العريش ان هيبة شيخ القبيلة ضاعت بسيناء بسبب انتشار الأنفاق الأرضية في فترة سابقة والتي أصبحت معها الأموال في أيدي الصغار, فضلا عن المتغيرات السياسية بقطاع غزة ودخول العديد من أبناء سيناء الي هناك فبدأ شباب القبيلة لايستمعون لتعليمات مشايخهم مثلما كان يحدث سابقا.
.. وفي أسوان: ذهب مع الريح
أسوان عزالدين عبد العزيز
في أسوان غاب العمدة وشيخ البلد داخل القرية واختفت القيادة في الشارع وخرجت المجالس المحلية من الخدمة ولم تعد.. وذلك في وقت يحتاج فيه الشباب والغلابة لمن يسدي لهم النصح وهم يلاطمون أمواج من زخم الثورة التكنولوجية التي تهدم أكثر مما تبني, وعلي رأسها مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها فيس بوك.
السؤال الأول الإجباري الذي طرحته الأهرام المسائي علي الأهالي ثم المتخصصين.. أين ذهب الكبير؟ ولماذا غاب؟ فلم نقابله إلا بإجابة شبه واحدة وهي حتما سيعود الكبير عندما تعود الأسرة المصرية لصحيح الدين والتربية السليمة التي تقوم علي الاحترام والرقابة ومبدأ الثواب والعقاب.
البداية من عادل عبد المجيد مغربي من أبناء أسوان الذي قال زمان كان للكبير احترامه ووقاره حتي ولو من خارج العائلة, ففي الشارع مثلا كان هناك من نلقبه بالخال نجتمع دائما معه في المناسبات وأتذكر أنه بمجرد ظهوره كنا نخاف هيبته, حيث كان يحكم فعلا في المنازعات والمشاجرات ويرتضي بحكمه الجميع..
كانت هناك جمعيات خيرية نلتقي فيها كل مساء لنستمع إلي الأراء التي تنمي العقل وتشرح ما يحدث في الوطن بكل شفافية, فنحن جيل عاصر نكسة يونيو67 وانتصار أكتوبر73, وفي الفترة البينية بينهما وبسبب وجود الكبار فشل العدو في حرب الشائعات التي كان يستخدمها كسلاح معنوي الغرض منه هدم جسور الثقة بين الشعب وجيشه العظيم سواء بالمنشورات أو بالبرامج الإذاعية التي كان يمتد بثها ليصل حتي إلي أسوان وأشهرها حديث العم حمدان, أما الأن ومع اختلاف الأدوات والوسائل فقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي قنابل موقوتة تبث سمومها وللأسف هناك من البسطاء من يصدقها ويعيد بثها بينما الشباب في واد آخر.
يري الدكتور سعيد عويضة عميد المعهد العالي للخدمة الاجتماعية سابقا إن مبدأ الكبير ظهر في المجتمعات وقتما لم تكن هناك دول أو حكومات, حيث كانت الكلمة للقبائل وقيادتها, والآن وللأسف غاب الكبير في القري والنجوع ولم يعد دوره واضحا إلا في بعض المجتمعات التي تقوم علي اختيار نوابها قبليا.
وأوضح أن الدولة بمؤسساتها وهياكلها هي من تقوم بدور الكبير حاليا, وحتي تنجح فعليها أن تطبق العدالة الاجتماعية وأن تسعي لكي يحصل كل ذي حق علي حقه, وعليها أن تطبق مبدأ المواطنة, فالدولة هي من تقوم مقام الكبير الذي كان البسطاء يلجأون إليه للحصول علي احتياجاتهم أيا ما كانت.
وعن كيفية علاج هذه الأزمة في السلوك المجتمعي للمدن والحضر, قال الدكتور عويضة إن روشتة العلاج يجب أن تبدأ من الأسرة التي عليها غرس قيمة واحترام الكبار وخبراتهم, وأيضا من دور التعليم المختلفة من مرحلة التعليم الأساسي إلي الجامعة, ورغم كل هذا فقد افرزت ثورة30 يونيو تحديدا بعض الظواهر الإيجابية من بينها الائتلافات القبلية المختلفة التي ربما تحكم في بعض الأحيان وإن كان بقدر مالها من ايجابيات فعليها سلبيات, أما في القري فلاتزال قري عديدة تحتفظ بعاداتها وتراثها حتي الآن في قبائل الجعافرة والنوبة والعبابدة والبشارية, ولكن الأمر بحاجة فعلا إلي التوعية التي تقوم علي مبدأ الاحترام.
ويضيف إن مصر في الفترة الحالية تتعرض لظروف غاية في الصعوبة من خلال مايبث من فتن وشائعات هدفها الأساسي تفتيت المجتمع وهدم الثقة بينه وبين مؤسسات الدولة وهو ما يحتاج إلي التكاتف والتوحد وتعميق الثقة في القيادة السياسية التي تقود البلاد إلي مرحلة جديدة من التنمية.
ويشير أصوالي مرعي أحد الأهالي إلي ضرورة عودة المجالس المحلية لأداء دورها من جديد,
مشيرا إلي أن المجالس ومع عصر مصر الجديدة لن تكون كسابقتها وستزيح هموم كبيرة عن الدولة التي ستتفرغ وقتها فقط للعمل, بشرط أن تحسن القيادات الشعبية اختياراتها ووقتها ستواجه هذه القيادات أي أزمات في الشارع وستتصدي بكل قوة للشائعات الهدامة, كما ستعمل علي ترسيخ الثقة مابين المواطن والدولة وإبراز الحقيقة التي قد تغيب عن البسطاء في ظل سموم الفضائيات والمواقع الشريرة التي يصدقها البعض.
أما فضيلة الشيخ محمد عبد العزيز وكيل وزارة الأوقاف السابق بأسوان فيري إن غياب الكبير سببه ضعف النزعة الدينية في المجتمع, فالدين هو أساس كل شيء في الدنيا وفي الأخرة مصداقا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم من أراد الدنيا فعليه بالقرآن ومن أراد الأخرة فعليه بالقرأن ومن أراد الدنيا والأخرة فعليه أيضا بالقرأن,
ويضيف هناك4 أسباب يجب علاجها حتي تعود للكبير قيمته في المجتمع أولها دور الأسرة,حيث قال النبي الكريم مروا أولادكم بالصلاة في سبع سنين واضربوهم في عشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع, فسن السابعة هو سن التلقي للعلوم والصلاة والآداب الإسلامية, فإذا ما أردنا أن نعيد للمجتمع قوامه واحترامه للكبير فلنبدأ بالصلاة وغرس النزعة الإيمانية والنشأة الإسلامية الصحيحة في هذا السن ووقتها لن ينحرف الشاب عن دينه ليشب ويشيب ويكبر عليه.
وأوضح عبدالعزيز أن السبب الثاني هو تساهل الأسرة في تربية الأبناء حيث تركت أمر الله والرسول الواجب تنفيذه.
ويستطرد فضيلة الشيخ أما ثالث الأسباب فهي المدرسة التي لها دور كبير من خلال علاقة الطالب ومعلمه, فهذه العلاقة لم تعد محترمة بعد أن فقد المعلم هيبته وأصبح يبحث عن الدروس الخصوصية وبالتالي فقد احترامه وكلمته المسموعة أيضا.
أما رابع الأسباب وليس أخرها فهي غياب التربية الدينية والأخلاقية في المدارس والجامعة وانتشار القنوات الفضائية والمسلسلات والأفلام التي تهدم قيم المجتمع, وهو ما يتطلب تكثيف التوعية من منظمات المجتمع المدني ومنابر المساجد والكنائس لاستعادة الكبير الذي بعودته سنواجه أية محاولات لزعزعة الثقة وإثارة الشائعات الهدامة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.