حقا... نعيش زمنا غريبا, فكل شيء أصبحنا نخضعه لالحظ ودعاء الوالدين, فمن يحظ بمنصب كبير فهو أمه داعياله, ومن يحصل علي ثقة رؤسائه فهو مسنودلأن زوج أخته قيادي وواصل, ومن يتسبب في اصطدام قطارين, وضياع أرواح41 بريئا, فقد أخطا بسبب تصادف ساعة النحس يوم الجمعة!! أما من لم يحصل فينقم علي والدته التي لم تدع له مثلما حدث مع زميله الأقل منه موهبة وجهدا وكفاءة ومهنية, وحصل علي المنصب الكبير!! صحيح هناك الكثير من أنصاف الكفاءات والمهنية تقلدوا مناصبهم الكبري ليس بدعاء امهاتهم, وانما بواسطة وشللية, وفساد ذمم وضمير ونقص معرفة من أصحاب القرار...فليست هناك أم لا تريد أن يكون نجلها أفضل رجل في العالم, ولم تدع له ليل نهار ليكون كذلك, وإنما هي إرادة الله الذي لم يكتب الفشل علي أحد. وراح معظمنا يركن علي أن يلعب الزهر معه, ليصبح مسئولا كبيرا, أو يتعرف علي مسئول يرقيه, أو يمنحه علاوات التميز والحوافز دون غيره, ولا تفرق لديه سواء جاء ذلك بدعاء أمه, أو بواسطة زوج أخته أو خاله, أو بالشللية والفهلوة.. الخ.. المهم أن يلعب الزهر معه مثلما لعب مع صاحب أغنية آه لو لعبت يا زهر التي اصبحت تتصدر ما يطلبه المستمعون!! الدكتورإبراهيم الفقي قال في إحدي محاضراته الرائعة: رأيت من خلال دوراتي و انتقالي بين البلاد أن البشر ستة أنواع: الأول: يعيش في الدنيا و لا يعرف ما الذي يريده, ولا يعرف أهدافا يحققها... كل هدفه أن يوفر الطعام و الشراب علي قدر الكفاف... و مع ذلك لا يكف عن الشكوي من ضيق العيش. الثاني: يعرف ما الذي يريده, و لكن لا يعرف كيف يصل إليه, وينتظر من يوجهه و يأخذ بيده, وهذا النوع من الناس أكثر شقاء من الصنف الأول. الثالث: يعرف غايته ويعرف وسائل تحقيقها, ولكنه لا يثق في قدراته, يبدأ خطوات لتحقيق شيء ولا يتمها, يشتري كتابا ولا يقرؤه.. وهكذا دائما, لا يبدأ في خطوات النجاح, و ان بدأها لا يكملها.. و هذا النوع أكثر شقاء من النوعين السابقين. الرابع: يعرف ما الذي يريده, و يعرف كيف يصل إليه, واثق في قدراته.. إلا أنه يتأثر بالآخرين, فكلما أنجز شيئا سمع لمن يقول له: هذا الأسلوب غير مفيد, إنما عليك أن تعيد هذا الأمر بشكل آخر... الخامس: يعرف ما الذي يريده, ويعرف كيف يصل إليه, واثق في قدراته, ولا يتأثر بآراء الآخرين إلا إيجابيا, ويحقق النجاح المادي و العملي... الا أنه بعد تحقيق النجاح يصيبه الفتور, ويهمل التفكير الإبداعي و مواصلة النجاح.. السادس: هذا النوع يعرف هدفه, ويعرف وسائل تحقيقه, ويثق فيما أعطاه الله سبحانه و تعالي من مواهب و قدرات, و يسمع الآراء المختلفة فيزنها و يستفيد منها, ولا يضعف أمام التحديات و العقبات, وبعدما يبذل كل ما في وسعه, و يأخذ بجميع الأسباب يعزم في طريقه متوكلا علي الله سبحانه وتعالي, ويحقق النجاح تلو النجاح, ولا تقف همته عند حد. إن الأنواع الخمسة الأولي السابقة هم قتلي مساكين.. قتلهم العجز والفتور و الكسل... قتلهم التردد و عدم الثقة بالنفس... قتلهم ضعف الهمة و الطموح القصير.. فاحذر هذه الآفات, و كن من النوع السادس, لأن الله سبحانه و تعالي لا يكتب الفشل علي أحد. عزيزي القاريء: نفسي أعرف ماذا ستتمني لو لعب الزهر معك ؟!