مع أول إعلان لمشاركة الواعظات بفاعلية أكبر في معسكرات الشباب حاليا بمعسكر أبو بكر الصديق بالإسكندرية ومن قبلها مبادرة طرق الابواب بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة لدخول المجال الدعوي تنفيذا لخطة تجديد الخطاب الديني التي دعا إليها رئيس الجمهورية في أكثر من مرة للسيطرة علي الخطاب الدعوي والفكري والديني الذي اختطفته التيارات الدينية في فترات سابقة, بالاضافة لمحو الأمية الدينية لدي نصف المجتمع, فهل تنجح الواعظات فيما فشل فيه الدعاة؟ قالت الدكتورة مفيدة ابراهيم عميد كلية الدراسات الاسلامية بنات جامعة الأزهر إن الدعوة النسائية في مصر أصبحت من الواجبات الشرعية وفروض الكفاية, خاصة في الوقت الذي تتصدي فيه الأمة للأفكار الهدامة والفتاوي الشاذة وتصحيح المفاهيم لدي العديد من النساء وفي ظل التطورات المجتمعية المعاصرة والحراك السياسي للمرأة خاصة إن الإسلام أعطي للمرأة الحرية الكاملة والاستقلالية, وجعلها تتمتع بكل حقوقها الفردية والاجتماعية والإنسانية. وطالبت الدكتورة مفيدة إبراهيم عميد كلية الدراسات الإسلامية بنات جامعة الأزهر بأن تتم الاستفادة من الأزهريات للقيام بمهمة الدعوة, في المساجد, وأن يعهد بهذه المهمة للأزهريات, لأنهن الأجدر علي القيام بهذه المهمة, لأن طبيعة الدراسة والتخصص في العلوم الشرعية والعربية, تؤهلهن لأداء مهمة الدعوة في مصليات النساء, وذلك لمواجهة تسلل عناصر الجماعات المتشددة, فالأزهريات لديهن القدرة علي الرد علي كل القضايا الخاصة بالمرأة, والتي قد تتحرج السيدات في التوجه بهذه الأسئلة للرجال, كما أن الدراسة والمعرفة بالأحاديث وعلوم التفسير والفقه, تمكن الأزهريات من بيان الأحكام, والتوعية الصحيحة, في العبادات والمعاملات وغيرها, ولذلك يجب أن يتم منح هذه المهمة لخريجات الأزهر, ويتم دعمهن ماديا ومعنويا, والاستفادة بهن في المساجد لأنهن الأساس في نشر الدعوة. وأضافت ابراهيم إلي أنه لا مانع لدي بعض الأسر التي مازالت تري أن خروج المرأة من بيتها به شبه دينية نظرا لبعض العادات والتقاليد الاجتماعية من أن تأتي بالداعية المرأة في البيت, وقد وجدنا مثل هذه الأمور في بعض الدول العربية الشقيقة وأيضا لدي بعض المحافظات داخل مصر, وذلك لسد العجز في الدعوة النسائية في جميع المساجد والبيوت إذا أمكن علي مستوي الجمهورية ومواجهة عناصر الجماعات المتطرفة, وذلك من خلال كوادر دعوية من فتيات الأزهر الشريف, إلا أن دور المرأة الواعظة لم يحتف بظهور الدعوة التي يجب أن تقدمها نساء داعيات داخل المساجد مما يؤكد استمرارية احتكار الدعوة للرجال واختفاء الدعوة النسائية علي الرغم من كونهن الأجدر علي القيام بمهمة الدعوة في المساجد, لأن طبيعة الدراسة والتخصص في العلوم الشرعية و العربية تؤهلهن للقيام بهذه المهمة, اعتقد أن الأمر سيصبح بإذن الله أفضل مما كان وستأخذ الدعوة النسائية مسارها الطبيعي, حيث أكد واقع التجربة أن المرأة أقدر من الرجل في كثير من الأحيان علي إصلاح الاسرة. ومن جانبها أوضحت الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب أن نجاح تجربة الأوقاف تتطلب من الوزارة حسن التأهيل والتدريب علي التعامل مع الجمهور والتمتع بالذهن الحاضر وحسن التصرف وسعة الاطلاع باعتبارها من اساسيات العمل الدعوي, مشيرة إلي أن أهم مقومات نجاح الدعوة بصفة عامة يحتاج من الداعية توافر الذكاء والفراسة والكاريزما والقدرة علي ادارة الحوار بهدوء وعدم الغضب والبسمة الودودة واختيار الكلمات والاطلاع بصفة مستمرة وعدم الاكتفاء بالمؤهل سواء كان ليسانس أو بكالوريوس والتوسع في جميع المعارف والمصادر سواء كانت دينية أو ثقافية أو علمية, فهي اساسيات لابد من توافرها في كل من يتصدي للعمل الدعوي ولن تتحقق إلا عن طريق عقد دورات تدريبية وتثقيفية لهن علي أيدي متخصصين يشرحون خلالها كيفية التعامل مع المواقف والاسئلة التي يمكن التعرض لها وذلك بالحوار المباشر وسماع اسئلتهن والرد عليها من خلال الحوار المباشر حتي يكون عملهن اضافة تساهم في الارتقاء بالدعوة والوصول في ذات الوقت لشرائح قد لا تصل إليهن الدعوة.