حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واعظات الأوقاف: نحن الأجدر بالقضايا النسائية
نشر في صوت البلد يوم 26 - 02 - 2017

رد عدد من واعظات وزارة الأوقاف اللاتي تم اعتمادهن مؤخرًا للعمل بالمساجد، على الانتقادات الموجهة إليهن حول أنهن لا يصلحن للعمل الدعوي، وإنما لتربية الأولاد فقط، مؤكدات أنهن الأجدر على مخاطبة النساء خاصة فيما يتعلق بالقضايا الأسرية أو المسائل التى تستحيي النساء أن تسأل فيها الرجال.
كان عدد من أئمة وزارة الأوقاف عبروا عن رفضهم لعمل المرأة في المجال الدعوي بدعوى أن مكانهن الطبيعي هو البيت وتربية الأولاد فقط، وقالوا : "من الخطأ الجسيم، أن تخرج المرأة لإذاعة العلم حتى وإن كانت أعلم أهل الأرض، مؤكدين أنه أمر غاية في الخطورة والفساد- على حد تعبيرهم-.
في المقابل قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، عقب لقائه بعدد من الواعظات: " إن لدينا كفاءات وطنية مشرفة من الواعظات وسيحدثن نقلة في الدعوة النسائية في العصر الحديث، وسيظهر أثرهن في الدعوة أسرع مما يتوقع أو يتصور الكثيرون".
من جانبها، قالت الواعظة وفاء عبد السلام، : إن منهج الرسول – صلي الله عليه وسلم - لم ينص على إقصاء المرأة، موضحة أن النساء كن يخرجن مع الرسول لمداواة الجرحى فى الغزوات، ولرفع الروح المعنوية، كما قامت السيدة عائشة رضى الله عنها بدور الواعظة عن طريق شرح المسائل الشائكة للسيدات، والتى كان يتحرج منها النبي الكريم، ولهذا فإن وجود الواعظات فى المساجد قد يزيل كثيرا من الحرج عن النساء والرجال، كما أن خطاب المرأة للمرأة سيكون الأكثر إقناعا.
وأشارت واعظة الأوقاف ل" مصر العربية"، إلى أنها تعمل بمسجد الرحمن الرحيم بصلاح سالم، وأنها تخرجت في معهد إعداد الدعاة التابع لوزارة الأوقاف، كما حصلت على إجازة فى صحيح البخاري من الدكتور أحمد عمر هاشم، وإجازة أخرى في صحيح مسلم، وهى كثيرة التردد على الأروقة الأزهرية، ومهتمة بتحسين الجانب الأخلاقي والسلوكي للنساء، وذلك من خلال الخوض فى سيرة الرسول الكريم وإلقاء الضوء على معاملاته -صلى الله عليه وسلم - مع زوجاته، وإسقاطها على أرض الواقع الحالي لتغيير السلوكيات السلبية المنتشرة حاليا فى المجتمع المصري، مؤكدة أنها لن تفتي وإنما ستوجه النساء إلى الذهاب إلى المصادر الموثوق فيها للحصول على الفتوى.
وافقتها الرأي الواعظة ميرفت عزت، التى أشارت إلى أن "النساء في البيوت يحتجن لمن يعلمهن الصواب من الخطأ حتى يتمكن من تربية أولادهن التربية الصحيحة، بالتالي دورنا أن نفهم النساء يعني إيه حلال وحرام"، مضيفة : "يعنى إية لا نصلح للعمل الدعوى!! المرأة ستحصل على المعلومة الدينية الصحيحة منين؟ أكيد من المرأة طبعا لأن النساء تستحي من سؤال الرجل فى بعض المسائل".
وذكرت ميرفت عزت، أنها تخرجت من كلية الهندسة، والتحقت بمعهد إعداد الدعاة التابع لوزارة الأوقاف، ثم معهد القراءات لمدة عامين، وكانت تعمل إلا أنها تفرغت حاليًا للعمل الدعوي، مشيرة إلى أن عملها بالمسجد سيكون فى كل الأوقات حسب تواجد النساء واحتياجهن للواعظة.
بينما قالت الواعظة رحمة نبيل:"إنهن الأجدر على تعليم النساء في البيوت الفرق بين الدين الإسلامي الصحيح والتطرف والإرهاب حتى يربين أولادهن تربية صحيحة"، مشيرة إلى أن تعيينها ضمن 144 واعظة نقطة البداية سيعقبها خطوات أخري ، وأن عملهن سيقتصر في البداية على المساجد وتأمل أن يتسع المجال لينشرن في كل الأماكن.
وبدورها أكدت الدكتورة فتحية الحنفي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن المرأة تمتلك القدرة علي العمل الدعوي وقد تسابق فيه الذكور، مشيرة إلى أن هذا الأمر يرجع إلي الكفاءة في أداء العمل، فالمرأة لها كفاءة في بعض الجوانب كما تتحقق للرجل في جوانب أخري.
وعن السن المناسب لعمل المرأة بالمجال الدعوي، قالت أستاذ الفقه ل"مصر العربية"،: بما أن الله سبحانه وتعالي خلق الذكر والأنثى وجعل لكل منهما خصائص تميزه عن الآخر بحكم الفطرة الإنسانية، فنجد أن المرأة وظيفتها الأساسية الحمل والولادة والتربية، فدائما العقل في حالة انشغال بالبيت والأولاد خاصة إذا كانت في سن الشباب"، مستشهدة بقوله تعالى :" ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه".
وتابعت:"إذن الذهن يكون في حالة انشغال دائم بين العمل والبيت والأولاد ومتطلبات الزوج، لذا أفضل عطاء من المرأة هو وقت الرشد أي بعد سن الأربعين لاعتماد الأولاد علي أنفسهم فيقل العبء علي الأم خاصة التربية والسهر في فترة الصغر، وتكون المرأة مؤهلة لذلك، لأن العمل الدعوي محتاج إلي عقلية حاضرة، حيث ربط الأحكام بالمستجدات علي الساحة، فهذا في حد ذاته محتاج إلي البحث والتفرغ".
وقال الشيخ محمد يوسف الجزار، أحد الأئمة الأوقاف المرحبين بعمل المرأة في المجال الدعوي، :"كنا قديما لنا درس أسبوعي للسيدات وحتى وقت قريب، وكان بعض المشايخ يتحرجون من دروس السيدات فلعل ذلك يسد الفجوة".
وأضاف الشيخ مصطفى ماضى: "يفضل دفع النساء إلى مدارس البنات والنوادي أفضل بكثير من المساجد لعدم خلق مشاكل مع الإمام، والأمر الثانى أن السيدات العجائز لسن المشكلة لذهاب الواعظات لهن في المساجد، ولكن الفتيات والأطفال مهمة قومية ولن يكونوا إلا في المدارس والنوادي".
وكان الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اجتمع أمس بالواعظات الجدد بمسجد النور بالعباسية، مؤكدا أن اعتماد هؤلاء للعمل بالمساجد على سبيل التطوع يعتبر نقلة نوعية فى العمل الدعوي بكل ما تعنيه الكلمة وأن المرحلة المقبلة ستشمل اعتماد 10 آلاف واعظة بالمساجد كحد أدني.
وأشار وزير الأوقاف إلى حرص الوزارة على تزويد الواعظات بكل ما يحتاجون إليه فى المجال الدعوي ليكن على المستوى المطلوب، لافتا إلى أن الحصول على مؤهل عالي ليس نهاية الطريق، لأن العلم لا نهاية له ومن ظن أنه أعلم الناس فهو أجهلهم.
وأوضح أن الكثير من الواعظات طلبن العمل فى المجال الدعوي على سبيل التطوع دون مقابل، فهنّ أصحاب رسالة في المقام الأول ومع ذلك لن تدخر وزارة الأوقاف جهدا عن تحسين الأحوال المادية للواعظات المتطوعات.
وأضاف أن الواعظات المعينات بالوزارة يحصلن على كافة حقوقهن المادية وبعد مراجعة الكشوف وجدت أن أن أحدث واعظة معينة تتقاضى مرتبا يفوق ال 1000 جنيه، وبعضهن يحصل على 2270 جنيها حسب الأقدمية هذا بخلاف الاستقطاعات الأخرى.
ولفت مختار جمعة، إلى أن عمل الواعظة المتطوعة سيمر بثلاث مراحل ، المرحلة الأولي ستكون مرحلة اختبار ومدتها 6 أشهر، تلتزم فيها الواعظة بالجوانب الوعظية والوطنية وتدريس منظومة القيم والأخلاق، مطالبا الواعظات بعدم التسرع فى إصدار فتاوى للناس خلال هذه الفترة ونصح الناس بالذهاب للجان الفتوى التابعة للإفتاء والأزهر، كما دعاهم الوزير إلى الاستفادة من موضوع خطب الجمعة المنشورة على موقع الوزارة في دروسهم بالمساجد.
وأضاف الوزير أنه فى المرحلة الثانية، ستكثف الأوقاف الدورات التدريبية للواعظات سواء بالتنسيق مع الأزهر أو إرسال المدربين والعلماء إلي الأماكن البعيدة التى يوجد فيها الواعظات، على أن تصرف الأوقاف لواعظات المحافظات بدل انتقال في حال إجراء الدورات بالقاهرة.
وشدد الوزير على أن المرحلة الثالثة ستتضمن إجراء دورات متخصصة اختيارية لتأهيل الواعظات على الإفتاء فى بعض القضايا المتعلقة بالنساء كالغسل والحيض وفتاوى خاصة بالزكاة والمعاملات البنكية، فضلا عن إجراء شديدة التخصص في مهارات التواصل الإعلامي.
ويوجد فى الأوقاف نوعين من الواعظات، النوع الأول معينات وعددهن 20 واعظة وتعامل نفس معاملة إمام الأوقاف، وأما النوع الثاني يعملن بنظام المكافأة وعددهن 2012 واعظ وداعية، ويحصلن على نفس مستحقات خطيب المكافأة ما عدا خطب الجمعة.
وتتمثل شروط عمل الواعظات بمساجد الأوقاف في ضرورة الحصول على مؤهل أزهري أو أن تكون الواعظة من خريجات معاهد الثقافة الإسلامية التابعة للوزارة، بعدها تخضع المتقدمات لاختبارات أولية بمديريات الأوقاف وفي حالة حصولهن على أكثر من 75 % يتم اختبارهن في ديوان عام الأوقاف.
وتقوم كل مديرية بموافاة ديوان عام الوزارة بأسماء المصرح لهن وأماكن عملهن، ويرفع الأمر لرئيس القطاع الديني، حتى يتمكن التفتيش العام بديوان عام الوزارة من المتابعة.
ووفقا لشروط الأوقاف، لا يجوز لأي واعظة التوجه إلى أي مسجد دون خطاب معتمد من مدير الدعوة بالمديرية، ويحدد به المسجد والموضوعات شهريا، وأن يُحاط المسجد علمًا بالمواعيد، ويخصص دفتر خاص لهذه الدروس يسجل به (اليوم التاريخ موضوع الدرس)، ويلتزم إمام المسجد ومفتش المنطقة بالمتابعة ورفع تقرير شهري لمدير الدعوة بالمديرية.
وفي حالة قيام أي واعظة بأداء درس بالمسجد بالمخالفة يُحرر لها محضر وفق قانون ممارسة الخطابة، وبموجب الضبطية القضائية لمفتشي الأوقاف.
أما في حالة عدم الإبلاغ أو تمكين غير المصرح لهن سيتم محاسبة كل من إمام المسجد ومفتش المنطقة ومدير الإدارة ومدير الدعوة بالمديرية كل فيما يخصه".
وفي عام 2015 أجرت الأوقاف اختبارات أولية للمتقدمات للعمل كواعظات على سبيل التطوع ، بالمديريات، أسفرت هذه الاختبارات عن استبعاد عدد كبير من الواعظات بدعوى عدم انطباق الشروط عليهن، كما رسبت (349) متقدمة، فيما بلغ عدد من يحق لهن دخول الامتحان النهائي (633) متقدمة، إضافة إلى نحو مائتي واعظة من المتقدمات الجدد.
وبالفعل أجرت الأوقاف اختبارات التصفية النهائية ل 833 واعظة ممن حصلن على 75% فأكثر في الاختبار الأول، وذلك شهر أغسطس 2015، داخل مسجد الرحمة بشارع صبري أبو علم، بواسطة لجان مشكلة من وكلاء الأوقاف وأعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، وتأخرت إعلان النتائج بسبب عمليات التدقيق التي تقوم بها وزارة الأوقاف للكشف عن انتماءات هؤلاء الواعظات، ونجح منهن 300 واعظة، إلا أن وزير الأوقاف ألغى هذه النتائج لسبب غير معلوم.
رد عدد من واعظات وزارة الأوقاف اللاتي تم اعتمادهن مؤخرًا للعمل بالمساجد، على الانتقادات الموجهة إليهن حول أنهن لا يصلحن للعمل الدعوي، وإنما لتربية الأولاد فقط، مؤكدات أنهن الأجدر على مخاطبة النساء خاصة فيما يتعلق بالقضايا الأسرية أو المسائل التى تستحيي النساء أن تسأل فيها الرجال.
كان عدد من أئمة وزارة الأوقاف عبروا عن رفضهم لعمل المرأة في المجال الدعوي بدعوى أن مكانهن الطبيعي هو البيت وتربية الأولاد فقط، وقالوا : "من الخطأ الجسيم، أن تخرج المرأة لإذاعة العلم حتى وإن كانت أعلم أهل الأرض، مؤكدين أنه أمر غاية في الخطورة والفساد- على حد تعبيرهم-.
في المقابل قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، عقب لقائه بعدد من الواعظات: " إن لدينا كفاءات وطنية مشرفة من الواعظات وسيحدثن نقلة في الدعوة النسائية في العصر الحديث، وسيظهر أثرهن في الدعوة أسرع مما يتوقع أو يتصور الكثيرون".
من جانبها، قالت الواعظة وفاء عبد السلام، : إن منهج الرسول – صلي الله عليه وسلم - لم ينص على إقصاء المرأة، موضحة أن النساء كن يخرجن مع الرسول لمداواة الجرحى فى الغزوات، ولرفع الروح المعنوية، كما قامت السيدة عائشة رضى الله عنها بدور الواعظة عن طريق شرح المسائل الشائكة للسيدات، والتى كان يتحرج منها النبي الكريم، ولهذا فإن وجود الواعظات فى المساجد قد يزيل كثيرا من الحرج عن النساء والرجال، كما أن خطاب المرأة للمرأة سيكون الأكثر إقناعا.
وأشارت واعظة الأوقاف ل" مصر العربية"، إلى أنها تعمل بمسجد الرحمن الرحيم بصلاح سالم، وأنها تخرجت في معهد إعداد الدعاة التابع لوزارة الأوقاف، كما حصلت على إجازة فى صحيح البخاري من الدكتور أحمد عمر هاشم، وإجازة أخرى في صحيح مسلم، وهى كثيرة التردد على الأروقة الأزهرية، ومهتمة بتحسين الجانب الأخلاقي والسلوكي للنساء، وذلك من خلال الخوض فى سيرة الرسول الكريم وإلقاء الضوء على معاملاته -صلى الله عليه وسلم - مع زوجاته، وإسقاطها على أرض الواقع الحالي لتغيير السلوكيات السلبية المنتشرة حاليا فى المجتمع المصري، مؤكدة أنها لن تفتي وإنما ستوجه النساء إلى الذهاب إلى المصادر الموثوق فيها للحصول على الفتوى.
وافقتها الرأي الواعظة ميرفت عزت، التى أشارت إلى أن "النساء في البيوت يحتجن لمن يعلمهن الصواب من الخطأ حتى يتمكن من تربية أولادهن التربية الصحيحة، بالتالي دورنا أن نفهم النساء يعني إيه حلال وحرام"، مضيفة : "يعنى إية لا نصلح للعمل الدعوى!! المرأة ستحصل على المعلومة الدينية الصحيحة منين؟ أكيد من المرأة طبعا لأن النساء تستحي من سؤال الرجل فى بعض المسائل".
وذكرت ميرفت عزت، أنها تخرجت من كلية الهندسة، والتحقت بمعهد إعداد الدعاة التابع لوزارة الأوقاف، ثم معهد القراءات لمدة عامين، وكانت تعمل إلا أنها تفرغت حاليًا للعمل الدعوي، مشيرة إلى أن عملها بالمسجد سيكون فى كل الأوقات حسب تواجد النساء واحتياجهن للواعظة.
بينما قالت الواعظة رحمة نبيل:"إنهن الأجدر على تعليم النساء في البيوت الفرق بين الدين الإسلامي الصحيح والتطرف والإرهاب حتى يربين أولادهن تربية صحيحة"، مشيرة إلى أن تعيينها ضمن 144 واعظة نقطة البداية سيعقبها خطوات أخري ، وأن عملهن سيقتصر في البداية على المساجد وتأمل أن يتسع المجال لينشرن في كل الأماكن.
وبدورها أكدت الدكتورة فتحية الحنفي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن المرأة تمتلك القدرة علي العمل الدعوي وقد تسابق فيه الذكور، مشيرة إلى أن هذا الأمر يرجع إلي الكفاءة في أداء العمل، فالمرأة لها كفاءة في بعض الجوانب كما تتحقق للرجل في جوانب أخري.
وعن السن المناسب لعمل المرأة بالمجال الدعوي، قالت أستاذ الفقه ل"مصر العربية"،: بما أن الله سبحانه وتعالي خلق الذكر والأنثى وجعل لكل منهما خصائص تميزه عن الآخر بحكم الفطرة الإنسانية، فنجد أن المرأة وظيفتها الأساسية الحمل والولادة والتربية، فدائما العقل في حالة انشغال بالبيت والأولاد خاصة إذا كانت في سن الشباب"، مستشهدة بقوله تعالى :" ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه".
وتابعت:"إذن الذهن يكون في حالة انشغال دائم بين العمل والبيت والأولاد ومتطلبات الزوج، لذا أفضل عطاء من المرأة هو وقت الرشد أي بعد سن الأربعين لاعتماد الأولاد علي أنفسهم فيقل العبء علي الأم خاصة التربية والسهر في فترة الصغر، وتكون المرأة مؤهلة لذلك، لأن العمل الدعوي محتاج إلي عقلية حاضرة، حيث ربط الأحكام بالمستجدات علي الساحة، فهذا في حد ذاته محتاج إلي البحث والتفرغ".
وقال الشيخ محمد يوسف الجزار، أحد الأئمة الأوقاف المرحبين بعمل المرأة في المجال الدعوي، :"كنا قديما لنا درس أسبوعي للسيدات وحتى وقت قريب، وكان بعض المشايخ يتحرجون من دروس السيدات فلعل ذلك يسد الفجوة".
وأضاف الشيخ مصطفى ماضى: "يفضل دفع النساء إلى مدارس البنات والنوادي أفضل بكثير من المساجد لعدم خلق مشاكل مع الإمام، والأمر الثانى أن السيدات العجائز لسن المشكلة لذهاب الواعظات لهن في المساجد، ولكن الفتيات والأطفال مهمة قومية ولن يكونوا إلا في المدارس والنوادي".
وكان الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اجتمع أمس بالواعظات الجدد بمسجد النور بالعباسية، مؤكدا أن اعتماد هؤلاء للعمل بالمساجد على سبيل التطوع يعتبر نقلة نوعية فى العمل الدعوي بكل ما تعنيه الكلمة وأن المرحلة المقبلة ستشمل اعتماد 10 آلاف واعظة بالمساجد كحد أدني.
وأشار وزير الأوقاف إلى حرص الوزارة على تزويد الواعظات بكل ما يحتاجون إليه فى المجال الدعوي ليكن على المستوى المطلوب، لافتا إلى أن الحصول على مؤهل عالي ليس نهاية الطريق، لأن العلم لا نهاية له ومن ظن أنه أعلم الناس فهو أجهلهم.
وأوضح أن الكثير من الواعظات طلبن العمل فى المجال الدعوي على سبيل التطوع دون مقابل، فهنّ أصحاب رسالة في المقام الأول ومع ذلك لن تدخر وزارة الأوقاف جهدا عن تحسين الأحوال المادية للواعظات المتطوعات.
وأضاف أن الواعظات المعينات بالوزارة يحصلن على كافة حقوقهن المادية وبعد مراجعة الكشوف وجدت أن أن أحدث واعظة معينة تتقاضى مرتبا يفوق ال 1000 جنيه، وبعضهن يحصل على 2270 جنيها حسب الأقدمية هذا بخلاف الاستقطاعات الأخرى.
ولفت مختار جمعة، إلى أن عمل الواعظة المتطوعة سيمر بثلاث مراحل ، المرحلة الأولي ستكون مرحلة اختبار ومدتها 6 أشهر، تلتزم فيها الواعظة بالجوانب الوعظية والوطنية وتدريس منظومة القيم والأخلاق، مطالبا الواعظات بعدم التسرع فى إصدار فتاوى للناس خلال هذه الفترة ونصح الناس بالذهاب للجان الفتوى التابعة للإفتاء والأزهر، كما دعاهم الوزير إلى الاستفادة من موضوع خطب الجمعة المنشورة على موقع الوزارة في دروسهم بالمساجد.
وأضاف الوزير أنه فى المرحلة الثانية، ستكثف الأوقاف الدورات التدريبية للواعظات سواء بالتنسيق مع الأزهر أو إرسال المدربين والعلماء إلي الأماكن البعيدة التى يوجد فيها الواعظات، على أن تصرف الأوقاف لواعظات المحافظات بدل انتقال في حال إجراء الدورات بالقاهرة.
وشدد الوزير على أن المرحلة الثالثة ستتضمن إجراء دورات متخصصة اختيارية لتأهيل الواعظات على الإفتاء فى بعض القضايا المتعلقة بالنساء كالغسل والحيض وفتاوى خاصة بالزكاة والمعاملات البنكية، فضلا عن إجراء شديدة التخصص في مهارات التواصل الإعلامي.
ويوجد فى الأوقاف نوعين من الواعظات، النوع الأول معينات وعددهن 20 واعظة وتعامل نفس معاملة إمام الأوقاف، وأما النوع الثاني يعملن بنظام المكافأة وعددهن 2012 واعظ وداعية، ويحصلن على نفس مستحقات خطيب المكافأة ما عدا خطب الجمعة.
وتتمثل شروط عمل الواعظات بمساجد الأوقاف في ضرورة الحصول على مؤهل أزهري أو أن تكون الواعظة من خريجات معاهد الثقافة الإسلامية التابعة للوزارة، بعدها تخضع المتقدمات لاختبارات أولية بمديريات الأوقاف وفي حالة حصولهن على أكثر من 75 % يتم اختبارهن في ديوان عام الأوقاف.
وتقوم كل مديرية بموافاة ديوان عام الوزارة بأسماء المصرح لهن وأماكن عملهن، ويرفع الأمر لرئيس القطاع الديني، حتى يتمكن التفتيش العام بديوان عام الوزارة من المتابعة.
ووفقا لشروط الأوقاف، لا يجوز لأي واعظة التوجه إلى أي مسجد دون خطاب معتمد من مدير الدعوة بالمديرية، ويحدد به المسجد والموضوعات شهريا، وأن يُحاط المسجد علمًا بالمواعيد، ويخصص دفتر خاص لهذه الدروس يسجل به (اليوم التاريخ موضوع الدرس)، ويلتزم إمام المسجد ومفتش المنطقة بالمتابعة ورفع تقرير شهري لمدير الدعوة بالمديرية.
وفي حالة قيام أي واعظة بأداء درس بالمسجد بالمخالفة يُحرر لها محضر وفق قانون ممارسة الخطابة، وبموجب الضبطية القضائية لمفتشي الأوقاف.
أما في حالة عدم الإبلاغ أو تمكين غير المصرح لهن سيتم محاسبة كل من إمام المسجد ومفتش المنطقة ومدير الإدارة ومدير الدعوة بالمديرية كل فيما يخصه".
وفي عام 2015 أجرت الأوقاف اختبارات أولية للمتقدمات للعمل كواعظات على سبيل التطوع ، بالمديريات، أسفرت هذه الاختبارات عن استبعاد عدد كبير من الواعظات بدعوى عدم انطباق الشروط عليهن، كما رسبت (349) متقدمة، فيما بلغ عدد من يحق لهن دخول الامتحان النهائي (633) متقدمة، إضافة إلى نحو مائتي واعظة من المتقدمات الجدد.
وبالفعل أجرت الأوقاف اختبارات التصفية النهائية ل 833 واعظة ممن حصلن على 75% فأكثر في الاختبار الأول، وذلك شهر أغسطس 2015، داخل مسجد الرحمة بشارع صبري أبو علم، بواسطة لجان مشكلة من وكلاء الأوقاف وأعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، وتأخرت إعلان النتائج بسبب عمليات التدقيق التي تقوم بها وزارة الأوقاف للكشف عن انتماءات هؤلاء الواعظات، ونجح منهن 300 واعظة، إلا أن وزير الأوقاف ألغى هذه النتائج لسبب غير معلوم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.