انتخابات الشيوخ 2025.. التنسيقية: لجان الاقتراع في نيوزيلاندا تغلق أبوابها    تجهيز 476 لجنة انتخابية ل«الشيوخ».. 12 مرشحا يتنافسون على 5 مقاعد فردي بالمنيا    «الاتصالات» تطلق مسابقة «Digitopia» لدعم الإبداع واكتشاف الموهوبين    روسيا: تحرير بلدة "ألكساندرو كالينوفو" في دونيتسك والقضاء على 205 مسلحين أوكرانيين    نقابة الموسيقيين تعلن دعمها الكامل للقيادة السياسية وتدين حملات التشويه ضد مصر    الكوري سون يعلن نهاية مسيرته مع توتنهام الإنجليزي    تفاصيل القبض على سوزي الأردنية وحبس أم سجدة.. فيديو    إصابة 5 أشخاص فى حادث انقلاب ميكروباص بطريق "بلبيس - السلام" بالشرقية    «تيشيرتات في الجو».. عمرو دياب يفاجئ جمهور حفله: اختراع جديد لأحمد عصام (فيديو)    لا تتسرع في الرد والتوقيع.. حظ برج الجوزاء في أغسطس 2025    الصحة: حملة 100 يوم صحة قدمت 26 مليونا و742 ألف خدمة طبية مجانية خلال 17 يوما    استجابة ل1190 استغاثة... رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال شهر يوليو 2025    مبابي: حكيمي يحترم النساء حتى وهو في حالة سُكر    هايد بارك ترعى بطولة العالم للاسكواش للناشئين 2025 تحت 19 عامًا    "قول للزمان أرجع يا زمان".. الصفاقسي يمهد لصفقة علي معلول ب "13 ثانية"    الاستعلامات: 86 مؤسسة إعلامية عالمية تشارك في تغطية انتخابات الشيوخ 2025    المصريون في الرياض يشاركون في انتخابات مجلس الشيوخ 2025    طعنة غادرة أنهت حياته.. مقتل نجار دفاعًا عن ابنتيه في كفر الشيخ    أمطار على 5 مناطق بينها القاهرة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    رئيس عربية النواب: أهل غزة يحملون في قلوبهم كل الحب والتقدير لمصر والرئيس السيسي    النقل: استمرار تلقي طلبات تأهيل سائقي الأتوبيسات والنقل الثقيل    60 مليون جنيه.. إجمالي إيرادات فيلم أحمد وأحمد في دور العرض المصرية    رئيس جامعة بنها يعتمد حركة تكليفات جديدة لمديري المراكز والوحدات    وديًا.. العين الإماراتي يفوز على إلتشي الإسباني    استقبال شعبي ورسمي لبعثة التجديف المشاركة في دورة الألعاب الأفريقية للمدارس    المصريون بالسعودية يواصلون التصويت في انتخابات «الشيوخ»    انطلاق قمة «ستارت» لختام أنشطة وحدات التضامن الاجتماعي بالجامعات    مراسل إكسترا نيوز: الوطنية للانتخابات تتواصل مع سفراء مصر بالخارج لضمان سلاسة التصويت    الثقافة تطلق الدورة الخامسة من مهرجان "صيف بلدنا" برأس البر.. صور    «بيت الزكاة والصدقات»: غدًا صرف إعانة شهر أغسطس للمستحقين    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ عالم أزهري يجيب    تعاون بين «الجمارك وتجارية القاهرة».. لتيسير الإجراءات الجمركية    «يونيسف»: مؤشر سوء التغذية في غزة تجاوز عتبة المجاعة    «الصحة» تطلق منصة إلكترونية تفاعلية وتبدأ المرحلة الثانية من التحول الرقمي    مفاجأة.. أكبر جنين بالعالم عمره البيولوجي يتجاوز 30 عامًا    استمرار انطلاق أسواق اليوم الواحد من كل أسبوع بشارع قناة السويس بمدينة المنصورة    شكل العام الدراسي الجديد 2026.. مواعيد بداية الدراسة والامتحانات| مستندات    تنظيم قواعد إنهاء عقود الوكالة التجارية بقرار وزاري مخالف للدستور    انخفاض الطن.. سعر الحديد اليوم السبت 2 أغسطس 2025 (أرض المصنع والسوق)    تنسيق المرحلة الثانية للثانوية العامة 2025.. 5 نصائح تساعدك على اختيار الكلية المناسبة    ترامب: ميدفيديف يتحدث عن نووي خطير.. والغواصات الأمريكية تقترب من روسيا    22 شهيدا في غزة.. بينهم 12 أثناء انتظار المساعدات    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على طرق القاهرة والجيزة    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب قبالة سواحل مدينة كوشيرو اليابانية    أيمن يونس: شيكابالا سيتجه للإعلام.. وعبد الشافي سيكون بعيدا عن مجال كرة القدم    ترامب يخطو الخطوة الأولى في «سلم التصعيد النووي»    90 دقيقة تأخيرات «بنها وبورسعيد».. السبت 2 أغسطس 2025    حروق طالت الجميع، الحالة الصحية لمصابي انفجار أسطوانة بوتاجاز داخل مطعم بسوهاج (صور)    رسميًا.. وزارة التعليم العالي تعلن عن القائمة الكاملة ل الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة والمعاهد المعتمدة في مصر    سعر الذهب اليوم السبت 2 أغسطس 2025 يقفز لأعلى مستوياته في أسبوع    الصفاقسي التونسي يكشف تفاصيل التعاقد مع علي معلول    عمرو دياب يشعل العلمين في ليلة غنائية لا تُنسى    استشارية أسرية: الزواج التقليدي لا يواكب انفتاح العصر    مقتل 4 أشخاص في إطلاق نار داخل حانة بولاية مونتانا الأمريكية    مشاجرة بين عمال محال تجارية بشرق سوهاج.. والمحافظ يتخذ إجراءات رادعة    أمين الفتوى: البيت مقدم على العمل والمرأة مسؤولة عن أولادها شرعًا (فيديو)    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ د. يسري جبر يوضح    وزير الأوقاف يؤدي صلاة الجمعة من مسجد الإمام الحسين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واعظات الأوقاف: نحن الأجدر بالقضايا النسائية
نشر في صوت البلد يوم 26 - 02 - 2017

رد عدد من واعظات وزارة الأوقاف اللاتي تم اعتمادهن مؤخرًا للعمل بالمساجد، على الانتقادات الموجهة إليهن حول أنهن لا يصلحن للعمل الدعوي، وإنما لتربية الأولاد فقط، مؤكدات أنهن الأجدر على مخاطبة النساء خاصة فيما يتعلق بالقضايا الأسرية أو المسائل التى تستحيي النساء أن تسأل فيها الرجال.
كان عدد من أئمة وزارة الأوقاف عبروا عن رفضهم لعمل المرأة في المجال الدعوي بدعوى أن مكانهن الطبيعي هو البيت وتربية الأولاد فقط، وقالوا : "من الخطأ الجسيم، أن تخرج المرأة لإذاعة العلم حتى وإن كانت أعلم أهل الأرض، مؤكدين أنه أمر غاية في الخطورة والفساد- على حد تعبيرهم-.
في المقابل قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، عقب لقائه بعدد من الواعظات: " إن لدينا كفاءات وطنية مشرفة من الواعظات وسيحدثن نقلة في الدعوة النسائية في العصر الحديث، وسيظهر أثرهن في الدعوة أسرع مما يتوقع أو يتصور الكثيرون".
من جانبها، قالت الواعظة وفاء عبد السلام، : إن منهج الرسول – صلي الله عليه وسلم - لم ينص على إقصاء المرأة، موضحة أن النساء كن يخرجن مع الرسول لمداواة الجرحى فى الغزوات، ولرفع الروح المعنوية، كما قامت السيدة عائشة رضى الله عنها بدور الواعظة عن طريق شرح المسائل الشائكة للسيدات، والتى كان يتحرج منها النبي الكريم، ولهذا فإن وجود الواعظات فى المساجد قد يزيل كثيرا من الحرج عن النساء والرجال، كما أن خطاب المرأة للمرأة سيكون الأكثر إقناعا.
وأشارت واعظة الأوقاف ل" مصر العربية"، إلى أنها تعمل بمسجد الرحمن الرحيم بصلاح سالم، وأنها تخرجت في معهد إعداد الدعاة التابع لوزارة الأوقاف، كما حصلت على إجازة فى صحيح البخاري من الدكتور أحمد عمر هاشم، وإجازة أخرى في صحيح مسلم، وهى كثيرة التردد على الأروقة الأزهرية، ومهتمة بتحسين الجانب الأخلاقي والسلوكي للنساء، وذلك من خلال الخوض فى سيرة الرسول الكريم وإلقاء الضوء على معاملاته -صلى الله عليه وسلم - مع زوجاته، وإسقاطها على أرض الواقع الحالي لتغيير السلوكيات السلبية المنتشرة حاليا فى المجتمع المصري، مؤكدة أنها لن تفتي وإنما ستوجه النساء إلى الذهاب إلى المصادر الموثوق فيها للحصول على الفتوى.
وافقتها الرأي الواعظة ميرفت عزت، التى أشارت إلى أن "النساء في البيوت يحتجن لمن يعلمهن الصواب من الخطأ حتى يتمكن من تربية أولادهن التربية الصحيحة، بالتالي دورنا أن نفهم النساء يعني إيه حلال وحرام"، مضيفة : "يعنى إية لا نصلح للعمل الدعوى!! المرأة ستحصل على المعلومة الدينية الصحيحة منين؟ أكيد من المرأة طبعا لأن النساء تستحي من سؤال الرجل فى بعض المسائل".
وذكرت ميرفت عزت، أنها تخرجت من كلية الهندسة، والتحقت بمعهد إعداد الدعاة التابع لوزارة الأوقاف، ثم معهد القراءات لمدة عامين، وكانت تعمل إلا أنها تفرغت حاليًا للعمل الدعوي، مشيرة إلى أن عملها بالمسجد سيكون فى كل الأوقات حسب تواجد النساء واحتياجهن للواعظة.
بينما قالت الواعظة رحمة نبيل:"إنهن الأجدر على تعليم النساء في البيوت الفرق بين الدين الإسلامي الصحيح والتطرف والإرهاب حتى يربين أولادهن تربية صحيحة"، مشيرة إلى أن تعيينها ضمن 144 واعظة نقطة البداية سيعقبها خطوات أخري ، وأن عملهن سيقتصر في البداية على المساجد وتأمل أن يتسع المجال لينشرن في كل الأماكن.
وبدورها أكدت الدكتورة فتحية الحنفي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن المرأة تمتلك القدرة علي العمل الدعوي وقد تسابق فيه الذكور، مشيرة إلى أن هذا الأمر يرجع إلي الكفاءة في أداء العمل، فالمرأة لها كفاءة في بعض الجوانب كما تتحقق للرجل في جوانب أخري.
وعن السن المناسب لعمل المرأة بالمجال الدعوي، قالت أستاذ الفقه ل"مصر العربية"،: بما أن الله سبحانه وتعالي خلق الذكر والأنثى وجعل لكل منهما خصائص تميزه عن الآخر بحكم الفطرة الإنسانية، فنجد أن المرأة وظيفتها الأساسية الحمل والولادة والتربية، فدائما العقل في حالة انشغال بالبيت والأولاد خاصة إذا كانت في سن الشباب"، مستشهدة بقوله تعالى :" ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه".
وتابعت:"إذن الذهن يكون في حالة انشغال دائم بين العمل والبيت والأولاد ومتطلبات الزوج، لذا أفضل عطاء من المرأة هو وقت الرشد أي بعد سن الأربعين لاعتماد الأولاد علي أنفسهم فيقل العبء علي الأم خاصة التربية والسهر في فترة الصغر، وتكون المرأة مؤهلة لذلك، لأن العمل الدعوي محتاج إلي عقلية حاضرة، حيث ربط الأحكام بالمستجدات علي الساحة، فهذا في حد ذاته محتاج إلي البحث والتفرغ".
وقال الشيخ محمد يوسف الجزار، أحد الأئمة الأوقاف المرحبين بعمل المرأة في المجال الدعوي، :"كنا قديما لنا درس أسبوعي للسيدات وحتى وقت قريب، وكان بعض المشايخ يتحرجون من دروس السيدات فلعل ذلك يسد الفجوة".
وأضاف الشيخ مصطفى ماضى: "يفضل دفع النساء إلى مدارس البنات والنوادي أفضل بكثير من المساجد لعدم خلق مشاكل مع الإمام، والأمر الثانى أن السيدات العجائز لسن المشكلة لذهاب الواعظات لهن في المساجد، ولكن الفتيات والأطفال مهمة قومية ولن يكونوا إلا في المدارس والنوادي".
وكان الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اجتمع أمس بالواعظات الجدد بمسجد النور بالعباسية، مؤكدا أن اعتماد هؤلاء للعمل بالمساجد على سبيل التطوع يعتبر نقلة نوعية فى العمل الدعوي بكل ما تعنيه الكلمة وأن المرحلة المقبلة ستشمل اعتماد 10 آلاف واعظة بالمساجد كحد أدني.
وأشار وزير الأوقاف إلى حرص الوزارة على تزويد الواعظات بكل ما يحتاجون إليه فى المجال الدعوي ليكن على المستوى المطلوب، لافتا إلى أن الحصول على مؤهل عالي ليس نهاية الطريق، لأن العلم لا نهاية له ومن ظن أنه أعلم الناس فهو أجهلهم.
وأوضح أن الكثير من الواعظات طلبن العمل فى المجال الدعوي على سبيل التطوع دون مقابل، فهنّ أصحاب رسالة في المقام الأول ومع ذلك لن تدخر وزارة الأوقاف جهدا عن تحسين الأحوال المادية للواعظات المتطوعات.
وأضاف أن الواعظات المعينات بالوزارة يحصلن على كافة حقوقهن المادية وبعد مراجعة الكشوف وجدت أن أن أحدث واعظة معينة تتقاضى مرتبا يفوق ال 1000 جنيه، وبعضهن يحصل على 2270 جنيها حسب الأقدمية هذا بخلاف الاستقطاعات الأخرى.
ولفت مختار جمعة، إلى أن عمل الواعظة المتطوعة سيمر بثلاث مراحل ، المرحلة الأولي ستكون مرحلة اختبار ومدتها 6 أشهر، تلتزم فيها الواعظة بالجوانب الوعظية والوطنية وتدريس منظومة القيم والأخلاق، مطالبا الواعظات بعدم التسرع فى إصدار فتاوى للناس خلال هذه الفترة ونصح الناس بالذهاب للجان الفتوى التابعة للإفتاء والأزهر، كما دعاهم الوزير إلى الاستفادة من موضوع خطب الجمعة المنشورة على موقع الوزارة في دروسهم بالمساجد.
وأضاف الوزير أنه فى المرحلة الثانية، ستكثف الأوقاف الدورات التدريبية للواعظات سواء بالتنسيق مع الأزهر أو إرسال المدربين والعلماء إلي الأماكن البعيدة التى يوجد فيها الواعظات، على أن تصرف الأوقاف لواعظات المحافظات بدل انتقال في حال إجراء الدورات بالقاهرة.
وشدد الوزير على أن المرحلة الثالثة ستتضمن إجراء دورات متخصصة اختيارية لتأهيل الواعظات على الإفتاء فى بعض القضايا المتعلقة بالنساء كالغسل والحيض وفتاوى خاصة بالزكاة والمعاملات البنكية، فضلا عن إجراء شديدة التخصص في مهارات التواصل الإعلامي.
ويوجد فى الأوقاف نوعين من الواعظات، النوع الأول معينات وعددهن 20 واعظة وتعامل نفس معاملة إمام الأوقاف، وأما النوع الثاني يعملن بنظام المكافأة وعددهن 2012 واعظ وداعية، ويحصلن على نفس مستحقات خطيب المكافأة ما عدا خطب الجمعة.
وتتمثل شروط عمل الواعظات بمساجد الأوقاف في ضرورة الحصول على مؤهل أزهري أو أن تكون الواعظة من خريجات معاهد الثقافة الإسلامية التابعة للوزارة، بعدها تخضع المتقدمات لاختبارات أولية بمديريات الأوقاف وفي حالة حصولهن على أكثر من 75 % يتم اختبارهن في ديوان عام الأوقاف.
وتقوم كل مديرية بموافاة ديوان عام الوزارة بأسماء المصرح لهن وأماكن عملهن، ويرفع الأمر لرئيس القطاع الديني، حتى يتمكن التفتيش العام بديوان عام الوزارة من المتابعة.
ووفقا لشروط الأوقاف، لا يجوز لأي واعظة التوجه إلى أي مسجد دون خطاب معتمد من مدير الدعوة بالمديرية، ويحدد به المسجد والموضوعات شهريا، وأن يُحاط المسجد علمًا بالمواعيد، ويخصص دفتر خاص لهذه الدروس يسجل به (اليوم التاريخ موضوع الدرس)، ويلتزم إمام المسجد ومفتش المنطقة بالمتابعة ورفع تقرير شهري لمدير الدعوة بالمديرية.
وفي حالة قيام أي واعظة بأداء درس بالمسجد بالمخالفة يُحرر لها محضر وفق قانون ممارسة الخطابة، وبموجب الضبطية القضائية لمفتشي الأوقاف.
أما في حالة عدم الإبلاغ أو تمكين غير المصرح لهن سيتم محاسبة كل من إمام المسجد ومفتش المنطقة ومدير الإدارة ومدير الدعوة بالمديرية كل فيما يخصه".
وفي عام 2015 أجرت الأوقاف اختبارات أولية للمتقدمات للعمل كواعظات على سبيل التطوع ، بالمديريات، أسفرت هذه الاختبارات عن استبعاد عدد كبير من الواعظات بدعوى عدم انطباق الشروط عليهن، كما رسبت (349) متقدمة، فيما بلغ عدد من يحق لهن دخول الامتحان النهائي (633) متقدمة، إضافة إلى نحو مائتي واعظة من المتقدمات الجدد.
وبالفعل أجرت الأوقاف اختبارات التصفية النهائية ل 833 واعظة ممن حصلن على 75% فأكثر في الاختبار الأول، وذلك شهر أغسطس 2015، داخل مسجد الرحمة بشارع صبري أبو علم، بواسطة لجان مشكلة من وكلاء الأوقاف وأعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، وتأخرت إعلان النتائج بسبب عمليات التدقيق التي تقوم بها وزارة الأوقاف للكشف عن انتماءات هؤلاء الواعظات، ونجح منهن 300 واعظة، إلا أن وزير الأوقاف ألغى هذه النتائج لسبب غير معلوم.
رد عدد من واعظات وزارة الأوقاف اللاتي تم اعتمادهن مؤخرًا للعمل بالمساجد، على الانتقادات الموجهة إليهن حول أنهن لا يصلحن للعمل الدعوي، وإنما لتربية الأولاد فقط، مؤكدات أنهن الأجدر على مخاطبة النساء خاصة فيما يتعلق بالقضايا الأسرية أو المسائل التى تستحيي النساء أن تسأل فيها الرجال.
كان عدد من أئمة وزارة الأوقاف عبروا عن رفضهم لعمل المرأة في المجال الدعوي بدعوى أن مكانهن الطبيعي هو البيت وتربية الأولاد فقط، وقالوا : "من الخطأ الجسيم، أن تخرج المرأة لإذاعة العلم حتى وإن كانت أعلم أهل الأرض، مؤكدين أنه أمر غاية في الخطورة والفساد- على حد تعبيرهم-.
في المقابل قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، عقب لقائه بعدد من الواعظات: " إن لدينا كفاءات وطنية مشرفة من الواعظات وسيحدثن نقلة في الدعوة النسائية في العصر الحديث، وسيظهر أثرهن في الدعوة أسرع مما يتوقع أو يتصور الكثيرون".
من جانبها، قالت الواعظة وفاء عبد السلام، : إن منهج الرسول – صلي الله عليه وسلم - لم ينص على إقصاء المرأة، موضحة أن النساء كن يخرجن مع الرسول لمداواة الجرحى فى الغزوات، ولرفع الروح المعنوية، كما قامت السيدة عائشة رضى الله عنها بدور الواعظة عن طريق شرح المسائل الشائكة للسيدات، والتى كان يتحرج منها النبي الكريم، ولهذا فإن وجود الواعظات فى المساجد قد يزيل كثيرا من الحرج عن النساء والرجال، كما أن خطاب المرأة للمرأة سيكون الأكثر إقناعا.
وأشارت واعظة الأوقاف ل" مصر العربية"، إلى أنها تعمل بمسجد الرحمن الرحيم بصلاح سالم، وأنها تخرجت في معهد إعداد الدعاة التابع لوزارة الأوقاف، كما حصلت على إجازة فى صحيح البخاري من الدكتور أحمد عمر هاشم، وإجازة أخرى في صحيح مسلم، وهى كثيرة التردد على الأروقة الأزهرية، ومهتمة بتحسين الجانب الأخلاقي والسلوكي للنساء، وذلك من خلال الخوض فى سيرة الرسول الكريم وإلقاء الضوء على معاملاته -صلى الله عليه وسلم - مع زوجاته، وإسقاطها على أرض الواقع الحالي لتغيير السلوكيات السلبية المنتشرة حاليا فى المجتمع المصري، مؤكدة أنها لن تفتي وإنما ستوجه النساء إلى الذهاب إلى المصادر الموثوق فيها للحصول على الفتوى.
وافقتها الرأي الواعظة ميرفت عزت، التى أشارت إلى أن "النساء في البيوت يحتجن لمن يعلمهن الصواب من الخطأ حتى يتمكن من تربية أولادهن التربية الصحيحة، بالتالي دورنا أن نفهم النساء يعني إيه حلال وحرام"، مضيفة : "يعنى إية لا نصلح للعمل الدعوى!! المرأة ستحصل على المعلومة الدينية الصحيحة منين؟ أكيد من المرأة طبعا لأن النساء تستحي من سؤال الرجل فى بعض المسائل".
وذكرت ميرفت عزت، أنها تخرجت من كلية الهندسة، والتحقت بمعهد إعداد الدعاة التابع لوزارة الأوقاف، ثم معهد القراءات لمدة عامين، وكانت تعمل إلا أنها تفرغت حاليًا للعمل الدعوي، مشيرة إلى أن عملها بالمسجد سيكون فى كل الأوقات حسب تواجد النساء واحتياجهن للواعظة.
بينما قالت الواعظة رحمة نبيل:"إنهن الأجدر على تعليم النساء في البيوت الفرق بين الدين الإسلامي الصحيح والتطرف والإرهاب حتى يربين أولادهن تربية صحيحة"، مشيرة إلى أن تعيينها ضمن 144 واعظة نقطة البداية سيعقبها خطوات أخري ، وأن عملهن سيقتصر في البداية على المساجد وتأمل أن يتسع المجال لينشرن في كل الأماكن.
وبدورها أكدت الدكتورة فتحية الحنفي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن المرأة تمتلك القدرة علي العمل الدعوي وقد تسابق فيه الذكور، مشيرة إلى أن هذا الأمر يرجع إلي الكفاءة في أداء العمل، فالمرأة لها كفاءة في بعض الجوانب كما تتحقق للرجل في جوانب أخري.
وعن السن المناسب لعمل المرأة بالمجال الدعوي، قالت أستاذ الفقه ل"مصر العربية"،: بما أن الله سبحانه وتعالي خلق الذكر والأنثى وجعل لكل منهما خصائص تميزه عن الآخر بحكم الفطرة الإنسانية، فنجد أن المرأة وظيفتها الأساسية الحمل والولادة والتربية، فدائما العقل في حالة انشغال بالبيت والأولاد خاصة إذا كانت في سن الشباب"، مستشهدة بقوله تعالى :" ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه".
وتابعت:"إذن الذهن يكون في حالة انشغال دائم بين العمل والبيت والأولاد ومتطلبات الزوج، لذا أفضل عطاء من المرأة هو وقت الرشد أي بعد سن الأربعين لاعتماد الأولاد علي أنفسهم فيقل العبء علي الأم خاصة التربية والسهر في فترة الصغر، وتكون المرأة مؤهلة لذلك، لأن العمل الدعوي محتاج إلي عقلية حاضرة، حيث ربط الأحكام بالمستجدات علي الساحة، فهذا في حد ذاته محتاج إلي البحث والتفرغ".
وقال الشيخ محمد يوسف الجزار، أحد الأئمة الأوقاف المرحبين بعمل المرأة في المجال الدعوي، :"كنا قديما لنا درس أسبوعي للسيدات وحتى وقت قريب، وكان بعض المشايخ يتحرجون من دروس السيدات فلعل ذلك يسد الفجوة".
وأضاف الشيخ مصطفى ماضى: "يفضل دفع النساء إلى مدارس البنات والنوادي أفضل بكثير من المساجد لعدم خلق مشاكل مع الإمام، والأمر الثانى أن السيدات العجائز لسن المشكلة لذهاب الواعظات لهن في المساجد، ولكن الفتيات والأطفال مهمة قومية ولن يكونوا إلا في المدارس والنوادي".
وكان الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اجتمع أمس بالواعظات الجدد بمسجد النور بالعباسية، مؤكدا أن اعتماد هؤلاء للعمل بالمساجد على سبيل التطوع يعتبر نقلة نوعية فى العمل الدعوي بكل ما تعنيه الكلمة وأن المرحلة المقبلة ستشمل اعتماد 10 آلاف واعظة بالمساجد كحد أدني.
وأشار وزير الأوقاف إلى حرص الوزارة على تزويد الواعظات بكل ما يحتاجون إليه فى المجال الدعوي ليكن على المستوى المطلوب، لافتا إلى أن الحصول على مؤهل عالي ليس نهاية الطريق، لأن العلم لا نهاية له ومن ظن أنه أعلم الناس فهو أجهلهم.
وأوضح أن الكثير من الواعظات طلبن العمل فى المجال الدعوي على سبيل التطوع دون مقابل، فهنّ أصحاب رسالة في المقام الأول ومع ذلك لن تدخر وزارة الأوقاف جهدا عن تحسين الأحوال المادية للواعظات المتطوعات.
وأضاف أن الواعظات المعينات بالوزارة يحصلن على كافة حقوقهن المادية وبعد مراجعة الكشوف وجدت أن أن أحدث واعظة معينة تتقاضى مرتبا يفوق ال 1000 جنيه، وبعضهن يحصل على 2270 جنيها حسب الأقدمية هذا بخلاف الاستقطاعات الأخرى.
ولفت مختار جمعة، إلى أن عمل الواعظة المتطوعة سيمر بثلاث مراحل ، المرحلة الأولي ستكون مرحلة اختبار ومدتها 6 أشهر، تلتزم فيها الواعظة بالجوانب الوعظية والوطنية وتدريس منظومة القيم والأخلاق، مطالبا الواعظات بعدم التسرع فى إصدار فتاوى للناس خلال هذه الفترة ونصح الناس بالذهاب للجان الفتوى التابعة للإفتاء والأزهر، كما دعاهم الوزير إلى الاستفادة من موضوع خطب الجمعة المنشورة على موقع الوزارة في دروسهم بالمساجد.
وأضاف الوزير أنه فى المرحلة الثانية، ستكثف الأوقاف الدورات التدريبية للواعظات سواء بالتنسيق مع الأزهر أو إرسال المدربين والعلماء إلي الأماكن البعيدة التى يوجد فيها الواعظات، على أن تصرف الأوقاف لواعظات المحافظات بدل انتقال في حال إجراء الدورات بالقاهرة.
وشدد الوزير على أن المرحلة الثالثة ستتضمن إجراء دورات متخصصة اختيارية لتأهيل الواعظات على الإفتاء فى بعض القضايا المتعلقة بالنساء كالغسل والحيض وفتاوى خاصة بالزكاة والمعاملات البنكية، فضلا عن إجراء شديدة التخصص في مهارات التواصل الإعلامي.
ويوجد فى الأوقاف نوعين من الواعظات، النوع الأول معينات وعددهن 20 واعظة وتعامل نفس معاملة إمام الأوقاف، وأما النوع الثاني يعملن بنظام المكافأة وعددهن 2012 واعظ وداعية، ويحصلن على نفس مستحقات خطيب المكافأة ما عدا خطب الجمعة.
وتتمثل شروط عمل الواعظات بمساجد الأوقاف في ضرورة الحصول على مؤهل أزهري أو أن تكون الواعظة من خريجات معاهد الثقافة الإسلامية التابعة للوزارة، بعدها تخضع المتقدمات لاختبارات أولية بمديريات الأوقاف وفي حالة حصولهن على أكثر من 75 % يتم اختبارهن في ديوان عام الأوقاف.
وتقوم كل مديرية بموافاة ديوان عام الوزارة بأسماء المصرح لهن وأماكن عملهن، ويرفع الأمر لرئيس القطاع الديني، حتى يتمكن التفتيش العام بديوان عام الوزارة من المتابعة.
ووفقا لشروط الأوقاف، لا يجوز لأي واعظة التوجه إلى أي مسجد دون خطاب معتمد من مدير الدعوة بالمديرية، ويحدد به المسجد والموضوعات شهريا، وأن يُحاط المسجد علمًا بالمواعيد، ويخصص دفتر خاص لهذه الدروس يسجل به (اليوم التاريخ موضوع الدرس)، ويلتزم إمام المسجد ومفتش المنطقة بالمتابعة ورفع تقرير شهري لمدير الدعوة بالمديرية.
وفي حالة قيام أي واعظة بأداء درس بالمسجد بالمخالفة يُحرر لها محضر وفق قانون ممارسة الخطابة، وبموجب الضبطية القضائية لمفتشي الأوقاف.
أما في حالة عدم الإبلاغ أو تمكين غير المصرح لهن سيتم محاسبة كل من إمام المسجد ومفتش المنطقة ومدير الإدارة ومدير الدعوة بالمديرية كل فيما يخصه".
وفي عام 2015 أجرت الأوقاف اختبارات أولية للمتقدمات للعمل كواعظات على سبيل التطوع ، بالمديريات، أسفرت هذه الاختبارات عن استبعاد عدد كبير من الواعظات بدعوى عدم انطباق الشروط عليهن، كما رسبت (349) متقدمة، فيما بلغ عدد من يحق لهن دخول الامتحان النهائي (633) متقدمة، إضافة إلى نحو مائتي واعظة من المتقدمات الجدد.
وبالفعل أجرت الأوقاف اختبارات التصفية النهائية ل 833 واعظة ممن حصلن على 75% فأكثر في الاختبار الأول، وذلك شهر أغسطس 2015، داخل مسجد الرحمة بشارع صبري أبو علم، بواسطة لجان مشكلة من وكلاء الأوقاف وأعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، وتأخرت إعلان النتائج بسبب عمليات التدقيق التي تقوم بها وزارة الأوقاف للكشف عن انتماءات هؤلاء الواعظات، ونجح منهن 300 واعظة، إلا أن وزير الأوقاف ألغى هذه النتائج لسبب غير معلوم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.