في هذا الجو الخانق ليس عليك سوي أن تحاول الاستلقاء علي كرسي شيزلونج تتابع ما يحدث دون أن يزعجك أو يقض مضجعك العقوبات الأمريكية علي روسيا ولا إطلاق كوريا الشمالية صاروخا باليستيا العابر للقارات ولا تجربة أمريكا لام القنابل والتلويح بحرب عالمية ثالثة, ومتابعتنا لهذه الصراعات ليست علي سبيل التشفي من دول تنظر إلينا بتعال كعالم ثالث ولكن لنري كيف يكون لعب المحترفين في سيرك العالم السياسي بعد أن مللنا ألعابهم مع الشرق الأوسط الأليف ولننتقل إلي الإثارة والتشويق خاصة حين ينزل ارض الملعب ابطال العالم من النمور الآسيوية والدب الروسي والأسد الأمريكي. ومع هذا الاطمئنان الحذر فنحن كعرب لسنا خارج هذا الصراع حتي وان لم نظهر بشكل مباشر في المشهد فإننا نظهر بوضوح في الخلفية منذ حرب73 وما قبلها وتحديدا بعد حرب67 وإصدار قرارات من وزراء النفط العربي الأوابك حظر النفط عن الدول المعتدية أو المشاركة في العدوان الإسرائيلي المسلح علي سيادة أي دولة عربية أو أراضيها أو مياهها الإقليمية, وتعتبر أصول شركاتهم بالمنطقة تخضع لقوانين الحرب,, ورغم أن هذه القرارات القوية لم تفعل في حينها فقد كان السلاح الفعال لاستكمال المعركة في73 وكان قطع النفط عن امريكا واوروبا وزيادة اسعاره عدة أضعاف ضربة استراتيجية موجعة كادت تهدد حياتهم بالشلل,, ولم تنجح اي مفاوضات كسينجرية امريكية مع الملك فيصل في إثناء العرب عن موقفهم المتحد واضطرت أمريكا للانحناء قليلا أمام عاصفة الخريف العربي وباتت لديهم النية لإعداد العدة لعدم تكرار هذا السيناريو المفزع بزيادة مخزون النفط وحرب العراق, وباقي سيناريوهات الشرق الاوسط الجديد والربيع العربي الذي يضمن الهيمنة علي ثروات العرب التي لا يستحقونها. والحجج التي تسوقها امريكا علي روسيا لفرض عقوبات عليها إنما هو قناع يخفي حقيقة سلاح الطاقة وروسيا كأكبر مصدر للغاز لأوروبا إلي جانب تواجدها بقوة كند لامريكا في المنطقة العربية اجهض مخططات امريكية للاستحواذ علي مصادر الغاز الطبيعي العربي وخاصة الإيراني والقطري كما أن روسيا تعمل جاهدة الي جانب ما تملكه من حقول غاز طبيعي ان تتحكم في خطوط تصدير الغاز العربي لموانئ اوروبا بعد نجاحها في إفشال مشروع امريكي لمد خطوط أنابيب لنقل الغاز العربي بتمويل أوروبي مشترك المسمي بنابيكو ومع هذه الأزمات بين الدول العظمي فلن يخرج الأمر عن الطور ولن يتم استدعاء عمل عسكري لأن ميزان القوي شبه متعادل والأدوات متكافئة وحسابات المكسب والخسارة محسوبة بدقة ففي ظل هذه التقنية العالية وتطور الآلة الحربية الي كيماوية ونووية وأسلحة دمار شامل لن تبقي علي اخضر ولا يابس والتحالفات الدولية تخضع في المقام الأول إلي الجوانب الاقتصادية التي يخشون عليها ويسعون لتنميتها لا لضياعها, فلا خوف عليهم وقوانين الغابة التي تحكمهم تحفظ التوازن البيئي بين كل القوي المتصارعة دون أن يصاب أحدهم بجنون العظمة وأنه ملك الغابة ويكتفون بالشرق الاوسط كمحمية طبيعية لهم يبقون علي ما يريدون ويتخلصون مما يزعجهم, ولكن هل هناك ثمة تغيير بالمناخ العربي يقوض حساباتهم كما سبق فعلت بهم مصر ويحل فصل جديد ؟ استمر في استرخائك وانت تتابع باقي الاحداث فالقوي المؤثرة في صناعة القرار العالمي هو ما تملكه من قوي اقتصادية يدعمها قوة عسكرية ان لزم الامر, فالتلويح بها واستعراض عضلاتها شر لابد منه كخطوات استباقية رادعة تحسم الموقف لصالح العقل حتي وإن بدا علي كثير منهم الحمق أو الجنون.