بعد ما شاهدنا وسمعنا وقرأنا عن أوائل الثانوية العامة, تأكدت لي العديد من الحقائق كانت عقيدة لدي منذ سنوات, وهي ان ما في شيء اسمه ظروف بل هناك ارادة وعزم وإصرار تجعل من المستحيل ممكنا, وللتوضيح: المسألة ليست مسألة فقر او غني, ولا الحجج التي يخترعها البعض لتبرير فشله مثل ظروف البلد! فجميع العلماء والمتفوقين يعيشون معا علي أرض الوطن! بل الفارق الوحيد ما بين شخص وآخر هو الإرادة والعزم التي تجعل من المستحيل ممكنا! فمريم بنت حارس العقار من اوائل الثانوية العامة, المسألة من وجهة نظري ليست مسألة انها حققت التفوق برغم مهنة والدها والظروف التي خلقت فيها والتي قد تكون من وجهة نظر الكثير عائقا, بل ما أعجبني في الطالبة مريم فخرها واعتزازها بأبيها وهذه هي مكارم الأخلاق, فأسمع عن قصص نجاح لمشاهير وعلماء لم يكن لديهم من الأساس مآوي فكان منهم من يذاكر علي عمود النور في الشارع, وهناك قصص ونماذج عديدة يقف امامها التاريخ بتعظيم سلام لهم, ولكن كما ذكرت ليس الكفاح في الغني والفقر وهنا نظلم الكثير, فهناك أناس خلقوا في جو ترف كما يطلق البعض عليهم ويعيشون في رخاء ولكن ايضا تحدوا ظروفا وعوائق كثيرة, فليس الفقر فقط هو الذي يخلق أبطالا, فالمسألة تتوقف علي الشخص وارادته, فهناك اسرة فقيرة ولكن كلهم استسلموا للفقر وواحد منهم فقط لم يستسلم وكافح, وهناك اسرة غنية كلهم اعتمدوا علي المال وعز أبيهم ويظهر شخص من تلك الأسرة شق طريقه وقرر الا يعيش في جلباب أبيه, فقصص الكفاح تؤكد لي أن من يريد ان يفشل سيخلق أسباب للفشل ومن يريد النجاح سيثبت للجميع ان لا شيء اسمه مستحيل, فأحيانا الشخص لا يكون لديه اي عائق او خلق في ظروف صعبة ومع ذلك تجده يختلق أسبابا للفشل كالحسد!وهناك من يرمي فشله علي البلد وظروفها!فكل الناجحين والمتفوقين والفاشلين في شتي المجالات يعيشون معا في نفس الدولة ولكن الاختلاف في الفكر والإرادة وتحدي كل ما يصادفه من عوائق ومتاعب ومصاعب, وما جعلني انحني احتراما وتقديرا للطالبة آية طه الاولي علي ثانوية عامة شعبة دمج التي استطاعت رغم اعاقتها ان تتفوق وتثبت للعالم ان الاعاقة اعاقة فكر وليست جسد, وايضا عبد الراضي الأول علي الثانوية العامة وهؤلاء تفوقوا بدون دروس خصوصية بل بالاعتماد علي الله ثم النفس, فكل تلك القصص وغيرها أكدت لي أهمية دور الأسرة في نشأة الطفل, وايضا أن الاعاقة الحقيقية ليست اعاقة الجسد بل اعاقة الفكر, وليس الفقر من الظروف القاهرة بل الظروف التي تخلق أبطالا ومشاهير وعلماء وكما ذكرت مسبقا في مقال لي بعنوان المعاق يعاق ولا يعوق, فكم تمتلك مصر من النماذج المشرفة التي تغلبت علي الأعاقة التي بها وتفوقت في جميع المجالات, كما أؤكد للجميع أن الفشل احيانا ليس في التعليم بل في طريقة التعليم والنظرة الي التعليم فهناك من يتكبد العديد من الأموال لتعليم أبنائه وليس الغرض الأساسي التعليم الأفضل بل للتباهي وبأنه يتواجد في مدرسة خاصة, فكم من قصص نجاح سطرها التاريخ كانوا أبطالها خريجين مدارس حكومية! فمتي يتوقف البعض عن اعتبار التعليم أداة للتباهي ونسي ان الغرض الاساسي التعلم! وايضا الاعتماد الكامل علي الدروس الخصوصية التي يتكبد بسببها الآباء الأموال وضياع وقت الطلاب, فقصص هؤلاء الأبطال وغيرهم مما لا حصر لعددهم أعطوا لكل شخص سلبي دروسا في الأمل والتحدي والإرادة.