كم مرة تعثرت في الطريق ونهضت من جديد.. وكم وقعت في مأزق أو حتي كارثة وحين استحكمت حلقاتها فرجت.. وكم من عليل أجمع الأطباء علي استحالة شفائه وشفي. إذن لا تيأس.. فهناك عين ترعاك دائما وأبواب لا تغلق للدعاء والرجاء... لا تيأس, فعادة ما يكون آخر مفتاح في مجموعة المفاتيح هو المناسب لفتح الباب.. وتذكر أن الزهرة التي تتبع الشمس تفعل ذلك حتي في الصباح المليء بالغيوم... يبقي إذن دائما هناك جزء مملوء من الكوب لا يراه إلا من يدركون معني الأمل وقيمته.. والإنسان لا يصبح عجوزا إلا إذا حلت أعذاره محل آماله.. وتقول الحكمة الهندية تحديات الحياة لا تؤثر في الإنسان لكن تظهر ما بداخله. لا تيأس.. فمن منا لم يشاهد متحدي الإعاقة وهم يقهرون المستحيل ويقهرون قبل كل ذلك إعاقتهم؟.. من منا لم ينبهر بفنانين يرسمون لوحاتهم العبقرية التي أدهشت العالم بأفواههم وأرجلهم؟.. لا تعتقد أبدا أنك صفرا في معادلة الحياة.. أنت تستطيع دائما إذا امتلكت الإرادة.. مشكلتنا الحقيقة أننا نستغرق في اليأس ونستسلم له ونترك أنفسنا نهبا لمعطياته ونتعلل دائما بالظروف.. مشكلتنا أن أيا منا لا يجيد اكتشاف نفسه جيدا وتحديد ماذا يريد من الحياة بالضبط.. الشباب المحبطون الذين يملأون الطرقات والمقاهي ويلعنون الحظ والظروف كل يوم ألف مرة هل حاول أي منهم أن يكتشف نفسه أن يقرر أن يكون رقما صحيحا. هناك آلاف الأثرياء في العالم بدأوا حياتهم مجرد عمال صغار.. جاك شيراك الرئيس الفرنسي الأسبق قرر في عام1953 أن يقضي العطلة الصيفية في الولاياتالمتحدة, وبمجرد وصوله إلي بوسطن, وجد عملا في أحد مطاعم الوجبات السريعة هوارد جونسون ومن تنظيف الصحون إلي تقديم الطعام, وخلال شهرين, بدأ الرئيس في صنع الهامبورجر والمثلجات وطاف شيراك العديد من الشوارع الأمريكية, حتي أصبح عاملا في معمل للبيرة في ولاية ميسوري. حيث كان عمله يتركز علي نقل البيرة بواسطة عربة البضائع..والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قبل20 عاما, كان الشاب ساركوزي الذي يعمل للإنفاق علي دراسته للقانون, حيث مارس عدة مهن منها بائع مثلجات وموزع لدي أحد بائعي الورد..ولولا داسيلفا رئيس البرازيل السابق نشأ في أسرة متواضعة, واضطر إلي ترك المدرسة في سن الثانية عشرة, ليصبح ماسح أحذية لسكان القرية التي ولد فيها لمساعدة والديه وأشقائه السبعة وتلبية احتياجاتهم. بعدها هاجرت أسرته إلي ساوباولو, حيث عمل لولا الشاب في صناعة السيارات ثم التعدين, وفقد إحدي أصابعه أثناء تشغيل أحد المكابس المائية.. وجيرهارد شرودر المستشار الألماني الأسبق عرف الفقر خلال سنوات شبابه الأولي. حيث كان يتيم الأب, وكانت أمه تعمل كمديرة منزل لم يستطع الاستمرار في النظام التعليمي بسبب الفقر الشديد, حيث ترك المدرسة في سن صغيرة. هؤلاء مجرد نماذج لأشخاص امتلكوا الإرادة فقهروا الفقر والظروف والمستحيل.. وكلنا يعرف حسن القباني الذي كان يلازم مقعده المتحرك, ويجوب به شوارع القاهرة, ويحضر الندوات الثقافية ويسهم في نشر العلم بمقالاته وقصصه ومؤلفاته, التي بلغت نحو23 مؤلفا.. فأثري المكتبة بالروايات والقصص في تجسيد لشخصية عبقرية هزمت اليأس.. حيث نشأ القباني يتيما وأصيب بالشلل ولكنه لم ييأس وواصل تعليمه وأبهر العالم. لا تيأس.. تلك هي الرسالة التي نوجهها لكل شباب مصر.. عليك أن تتحلي بالأمل والتفاؤل فمصر الجديدة تحتاج إلي جهدك وتفاؤلك.. لا مكان لخامل أو محبط.. وتذكر دائما أن لكل مجتهد نصيبا ولا تعتقد واهما أنك وحدك من تحدد نهاية الأشياء.. فليس كل الكون هو ما تري عيناك.