مع دقات الثامنة مساء يسدل الستار رسميا عن موسم كروي طويل وشاق ومرير وصعب هو الثالث علي التوالي بدون راحة سلبية, حينما يلتقي الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي بطل الدوري الممتاز مع منافسه التقليدي واللدود الزمالك في الجولة34 والأخيرة من الدوري الممتاز لكرة القدم موسم2016/..2017 لكن اللافت للأنظار هو أن هذه القمة تقام وسط أجواء حارة جدا فنادرا ما أقيمت في مثل هذا التوقيت حتي لو بالليل ستكون الأجواء حارة في كل مكان لتصبح مباراة في جو هو قمة الحر في أشهر السنة علاوة علي الموجة الحارة التي تضرب البلاد هذه الأيام والكل يتمني أن تأتي القمة حارة وساخنة وليست باردة ومملة رغم صعوبة حالة الطقس وألا يتأثر اللاعبون بحرارة الجو رغم أنها تقام في الإسكندرية عروس البحر البيض المتوسط. ورغم أنها مباراة تحصيل حاصل في سباق حسم لقب بطل الدوري الممتاز إلا أنها تبقي القمة الأولي والأهم في عالم الكرة المصرية وخلالها تتوقف مصر عن الحركة لمدة90 دقيقة كاملة, يحتشد فيها الملايين أمام شاشات التليفزيون في المنازل والمقاهي ومراكز الشباب والأندية بحثا عن المتعة, وكذلك ملايين العرب والأفارقة من عشاق الكرة المصرية والكلاسيكو الأبرز. بالورقة والقلم نجد أن مواجهة الليلة تحمل شعار من يضحك أخيرا.. يضحك كثيرا فالأهلي البطل وصاحب المركز الأول يسعي لتحقيق إنجاز تاريخي يتمثل في انهاء الموسم ب34 مباراة متتالية بدون هزيمة في رقم قياسي يحلم به حسام البدري لتسجيل اسمه بين عظماء المدربين في تاريخ القلعة الحمراء بشكل خاص ومسابقة الدوري الممتاز بشكل عام, ويملك الأهلي حاليا في جعبته81 نقطة في المقابل يسعي الزمالك الذي حصد66 نقطة للفوز لتعويض جماهيره عن إخفاقي خسارة لقب بطل الدوري الممتاز من جهة والخروج من سباق دوري أبطال إفريقيا من جهة ثانية والوصول إلي النقطة69 علي أمل ضعيف يتمثل في الحصول علي قرار بإعادة لقائه مع مصر المقاصة وتحقيق الفوز به ليصعد إلي الوصافة وهو حلم يبدو صعب المنال في ظل إصرار اتحاد الكرة علي قراره القديم بعدم إعادة المواجهة واعتبار الزمالك خاسرا بهدفين دون رد وإضافة3 نقاط للمقاصة. الزعامة أم كسر العقدة يسعي الأهلي في لقاء الليلة لتأكيد زعامته علي عرش الكلاسيكو المصري من خلال تحقيق ثنائية التفوق علي الزمالك في الدوري الممتاز بعدما أنهي قمة الدور الأول فائزا بهدفين دون رد سجلهما مؤمن زكريا وجونيور أجايي والرد علي خسارته أمام الزمالك بركلات الترجيح في كأس السوبر المصري التي جرت في الإمارات فبراير الماضي, في المقابل يسعي الزمالك لتحقيق أول فوز له علي الأهلي في بطولة الدوري الممتاز منذ10 سنوات كاملة, واستعاد ثقة جماهيره بشكل كامل قبل بدء البطولة العربية لكرة القدم واستئناف رحلة الدفاع عن لقبه بطلا لكأس مصر التي حققها3 مرات متتالية مؤخرا, ولم يحقق الزمالك الفوز علي الأهلي منذ عام2007 في بطولة الدوري الممتاز حينما فاز مع هنري ميشيل علي أهلي المؤقت البدري بهدفين دون رد. البدري وإيناسيو.. فرصة أخيرة القمة بالنسبة إلي حسام البدري وأوجوستو إيناسيو حياة أو موت لكلا المدربين في ظل الجدل المثار حولهما رغم إعلان إدارة الناديين تجديد الثقة فيهما لموسم آخر, فالأهلي لديه مشكلة بطلها حسام البدري تتمثل في عدم الاقتناع بالعروض الفنية التي يقدمها الفريق تحت ولاية مدربه إلي جانب التأهل الصعب إلي ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا, فيما يعاني الزمالك أزمة أخري تتمثل في فشل البرتغالي أوجوستو إيناسيو في تحقيق أحلام الإدارة بالمنافسة علي الأميرة الإفريقية وخروجه المبكر من مرحلة المجموعات رغم تحقيقه نتائج إيجابية في بطولة الدوري وإيقافه الانهيار المحلي في آخر10 جولات, ويحتاج البدري للفوز من أجل تأكيد جدارته علي الزمالك وإسكات الألسنة فيما لا بديل لإيناسيو عن الفوز من أجل حسم بقائه في منصبه بشكل نهائي وتحقيق انتصار معنوي له كمدرب يخرس به ألسنة الانتقادات. الأوراق الرابحة حاضرة وداخل الملعب لن يكون اللقاء سهلا في ظل كثرة الحوافز بالنسبة إلي لاعبي الفريقين سواء الشياطين الحمر الراغبين في رقم34 مباراة بدون خسارة أو نجوم الفن والهندسة الباحثين عن انتصار استعادة الثقة بشكل تام.