لم يكن المشهد غريبا علي هندريك هينزل القادم من ألمانيا, ففي مدينته تنتشر الرسوم علي الحوائط وداخل محطات المترو ويغزو الجرافيتي كل الشوارع تقريبا. إلا أن دراسته في مصر لعام يسبق الثورة جعل من وجود تلك اللوحات المعلقة علي جدران محطة مترو التحرير( أنور السادات رسميا) أمرا غريبا بالنسبة للصحفي الشاب. يقف هندريك أمام صور عديدة لشاب تقول اللوحات الجرافيكية المعدة بشكل غير احترافي ببرنامج الفوتوشوب إن اسمه شهاب حسن شهاب. وأمامها يقف رجل خمسيني يتحدث للمارة داخل المحطة ليحكي عن ابنه الذي استشهد خلال أحداث جمعة الغضب. يقف الصحفي الألماني ليحادث والد الشهيد الذي يقول لهندريك بانفعال وبلغة انجليزية كسيحة أكتب قصته.. قل للعالم هذا الشاب الرائع الذي قتله بوليس مبارك, لقد كان شهاب يحب مصر كثيرا ومات من أجل حريتها.. دع العالم يعرف ذلك. يخرج هندريك دفترا وقلما ويسجل الحكاية كي يرويها. صور الشهيد شهاب حسن واحدة من صور عديدة لشهداء تتناثر علي جدران المحطة من جهة حلوان حيث تؤدي المخارج إلي ميدان التحرير الذي اشتشهد فيه بعضهم فيما استشهد الباقون في طريق الوصول إليه. وضعت كلها علي هامش معرض لرابطة فناني الثورة مقام حاليا بمحطة المتروليكون ثاني المعارض التي تنظمها هيئة مترو الأنفاق بالتعاون مع فناني الميدان بعد معرض إحنا بتوع التحرير الذي نشرنا عنه قبل أسبوعين. يضم المعرض عدة أعمال فنية تنفصل في معظمها عن روح الميدان ومشاهد الثورة بينما تسجل الصور الفوتوغرافية منها مشاهد من مناطق متعددة في مصر لاتقدم صورا للاشتباكات أو حياة الميدان التي ينقلها معرض إحنا بتوع التحرير المقام في ممر مجاور, وإن كانت تنقل قبسا من الحب للوطن الذي ارتفعت وتيرته عقب أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير. يستمر المعرض المنظم بالتعاون بين الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو برئاسة المهندس محمد الشيمي ورابطة فناني الثورة حتي منتصف يوليو المقبل. وتكونت رابطة فناني الثورة من عدد من الفنانين التشكيليين والمسرحيين والموسيقيين الذين شاركوا في الاعتصام السلمي بميدان التحرير والذي انتهي بخلع الرئيس السابق حسني مبارك من منصبه في الحادي عشر من فبراير الماضي.