يعاني صناع السينما من القرصنة التي تؤثر علي ايرادات الأفلام في كل موسم مما يتسبب في حدوث خسائر فادحة, وعلي الرغم من الشكوي المتكررة للمنتجين مع بداية كل موسم عرض للأفلام إلا أن الوضع يبقي علي ما هو عليه, بل ويزداد سوءا بظهور قنوات فضائية جديدة علي الساحة تستمر في سرقة وعرض الأفلام, وفي هذا التحقيق يناقش الأهرام المسائي هذه القضية مع صناع السينما. يعاني صناع السينما من القرصنة التي تؤثر علي ايرادات الأفلام في كل موسم مما يتسبب في حدوث خسائر فادحة, وعلي الرغم من الشكوي المتكررة للمنتجين مع بداية كل موسم عرض للأفلام إلا أن الوضع يبقي علي ما هو عليه, بل ويزداد سوءا بظهور قنوات فضائية جديدة علي الساحة تستمر في سرقة وعرض الأفلام, وفي هذا التحقيق يناقش الأهرام المسائي هذه القضية مع صناع السينما. سيد فتحي مدير غرفة صناعة السينما, قال نعاني منذ فترة طويلة من ظاهرة القرصنة وللأسف العديد من القنوات الفضائية التي تقوم بعرض الأفلام المقرصنة علي شاشتها يتم بثها من خارج مصر, ولكن يمكن مشاهدتها بسهولة علي النايل سات لأنها داخل مداره, وهناك محاولات مستمرة لإغلاق هذه القنوات وبعضها تم إغلاقه بالفعل, وللأسف كل قناة يتم إغلاقها تفتح بدلا منها قناة اخري في اليوم التالي وتعرض الأفلام المسروقة علي شبكة الانترنت. وأضاف قائلا التكنولوجيا مفيدة في بعض الأحيان, ولكنها مضرة في أحيان أخري, وتوجد الكثير من وسائل سرقة الأفلام سواء بتصويرها من شاشة السينما أو بسرقة نسخ اثناء المونتاج أو وقت الطبع والنقل, صناعة السينما ليست هينة, والقرصنة تتسبب قي خسائر ضخمة لأن الأفلام ليست سلعة يسرق منها5 قطع وتبقي بعض القطع, وأنما قطعة واحدة وتسريب نسخة واحدة منها يسبب خسائر فادحة للمنتج لأن الملايين يشاهدونه علي الانترنت أو في هذه القنوات ولن يذهب أحد للسينما. وتابع قائلا صناعة السينما في مصر مستهدفة, فقد نري بعض الأفلام دون المستوي ولكن يظل الفيلم المصري محبوبا وله شعبية كبيرة ومطلوب في الكثير من البلدان والبعض يستغل ذلك خاصة في البلاد التي لا تعرض الأفلام المصرية, وهذه وسيلتهم لمشاهدتها في الفترة الحالية, ففي الماضي كان يوجد الفيديو كاست والسي دي ولكن بعد انتشار الانترنت أصبح تسريب الأفلام أسرع حيث يمكن بضغطة زر واحدة مشاهدة الفيلم علي شبكة الانترنت واصبحت القرصنة تجارة مربحة للكثيرين. وأشار إلي أن غرفة صناعة السينما تسعي من جانبها لمخاطبة مجلس الوزراء والجهات المعنية لتحجيم القنوات التي تذيع الأفلام المسروقة وتقدمت بملف لرئيس الوزراء بهذا الخصوص لبحث الأمر ومخاطبة وزراء الدول التي تبث منها هذه القنوات, مضيفا لكني في نفس الوقت مشفق علي الحكومة فالدولة محاطة بالعديد من المؤامرات ومن الصعب النظر لملف القرصنة في ظل هذه الظروف. و أعرب المنتج أحمد السبكي, عن استيائه الشديد من القرصنة وتسريب الأفلام علي الإنترنت مشيرا إلي أن أفلامه تتعرض لذلك في كل موسم وايرادات فيلمه جواب اعتقال تأثرت بسبب تسريب الفيلم علي الانترنت وهي خسارة تقدر بالملايين ووصفه بالخراب المستعجل ويؤثر علي عملية الانتاج فيما بعد, مؤكدا أنه حاول حذف اللينكات المسرب عليها الفيلم ولكن دون فائدة. وأضاف أن مباحث المصنفات عليها التحرك لوقف القنوات الفضائية التي تعرض الأفلام المسروقة والقبض علي القائمين عليها واسماها بالمحطات الشمال, مشيرا إلي أن هذه القنوات تعتمد علي الإعلانات وهي التي تساعدهم علي الاستمرار لذلك لابد من تتبع وكلاء الإعلانات لمعرفة القائمين علي هذه القنوات, ووقف تسريب الأفلام, مؤكدا أن وكلاء الإعلانات وأصحاب القنوات أغلبهم معروفين ولكن مع الأسف الجهات المعنية ومباحث المصنفات لا تتحرك للقبض عليهم. واكد علي ذلك المنتج محمد السبكي قائلا تكلمنا كثيرا ولم يسمعنا احد, والقرصنة تضر كل الأفلام مشيرا إلي أنه يحاول الدفاع عن فيلمه هروب اضطراري بكل الطرق بعد أن أكتشف تسريبه علي الانترنت وحذف العديد من اللينكات, لكنه لم يتقدم بشكوي لتأكده من أنها لن تفيده بشيء ولن يتحرك أحد. وأكد أن الحكومة ووزارة الداخلية لا يهتمان بصناعة السينما, وأحيانا ما كان يصدم بإجابات من نوعية لما يتسرق الفيلم ابقي ابعتلنا, وللأسف في كل موسم تتعرض الأفلام للسرقة, مشيرا إلي أنه يتعرض لخسائر كبيرة بسبب القرصنة وتصل النسبة احيانا لما يقرب من30% وهي نسبة ليست قليلة وتسبب ضررا كبيرا للصناعة ككل ولابد من مواجهتها. بينما وصف السيناريست وليد يوسف, القرصنة بأنها لعبة مصالح وحرب شرسة غير شريفة يسعي فيها طرف لخسارة طرف آخر, فليس من المعقول أن يقوم شخص بتصوير فيلم كامل في دار سينما دون أن يراه أو يوقفه أحد, فالمسألة تتعدي قيام شخص بمفرده بتصوير فيلم وتسريبه علي الانترنت, مؤكدا أن نسبة كبيرة من هذه الوقائع سببها المنافسة وتهدف للضرر بالخصم, متسائلا عن السبب وراء تسريب أفلام لنجوم بعينهم دون غيرهم مع بداية عرضها في السينما, فكل الأفلام يتم قرصنتها ولكن أغلبها يحدث ذلك معها في نهاية الموسم ولكن أفلام بعينها تسرب علي الإنترنت بمجرد نزولها لشاشات العرض للإضرار بصناعها. وأشار وليد إلي أن المنتج حسين القلا خسر خسارة فادحة في فيلمه يوم من الأيام بسبب تسريبه علي الإنترنت بجودة عالية جدا مع بداية طرحه في السينما, مضيفا أن الحل المقترح من وجهة نظره للحد من هذه الظاهرة ان تقوم مباحث الانترنت بمسئوليتها الاصلية وبمجرد تقديم شكوي عن سرقة أفلام عليها تتبع اللينكات المرفوع عليها الأفلام وحذفها فورا لأن عليهم المساعدة في حماية صناعة السينما, مشيرا إلي أننا لا نري لها دورا حتي الآن. وقال أنه اصابته حالة من الغضب عندما كان في زيارة للمغرب في احدي المرات واكتشف أن فيلم مرجان أحمد مرجان تم تسريبه في نفس توقيت عرضه في السينما, وكان مذاعا علي الشاشات في شوارع المغرب, مشيرا إلي أن بعض المنتجين يخافون من عرض أفلامهم في المهرجانات حتي لا يتم سرقتها. واكد أحمد خالد موسي, مخرج فيلم هروب اضطراري أنه شعر بالضيق بعد تعرض العمل للقرصنة من اليوم الثالث لطرحه في دور العرض, لأن هذا يؤثر علي نسبة ذهاب الجمهور للسينما ويؤثر علي الصناعة والفن بشكل عام, فالمنتج ينفق مبالغ كبيرة مثله مثل أي مستثمر كبير ينفق علي مشروع, وتحقيق الفيلم لإيرادات جيدة يفتح الباب لإنتاج أفلام أكثر وتوفير ميزانيات أكبر لتطوير صناعة الأفلام المصرية لتوازي الأفلام العالمية, مضيفا علي سبيل المثال هروب اضطراري أنفق عليه25 مليون جنية. وطالب موسي بحل عاجل وحقيقي وتحرك من الجهات الرسمية للسيطرة علي قرصنة الأفلام فقد تعب صناع السينما من الحديث في هذه القضية ولابد من خطة معلنة لمواجهتها, مضيفا اعتقد أن الدولة إذا أرادت السيطرة عليها ستفعل فورا, ولكن لا أدري ما السبب وراء تراجعها عن اتخاذ خطوة إيجابية في هذا النطاق وعدم الاهتمام بالأمر, الفن يخسر بسبب القرصنة, السينما صناعة متكاملة وتعود علي الدولة بضرائب ويستفيد منها الكثيرون وتمثل مهنتهم الاساسية ومصدر رزقهم بداية من عامل الكافتيريا وعمال الإضاءة وانتهاء بالمخرج والمنتج, والعرب ينظرون للسينما والفن المصري بشكل إيجابي ويحترمون نجومنا ويقدرونهم, فلماذا لا نهتم بكل هذا ونحافظ علي مصدر دخل كبير مثل صناعة السينما, لابد من وجود حل حاسم والقضاء علي القرصنة. وقال الكاتب عبد الرحيم كمال, أن سرقة الأفلام أمر خطير وتتسبب في ضرر كبير لصناع السينما وخاصة المنتجين الذين يتكبدون الملايين من الخسائر بعد تسريب نسخ أفلامهم علي الانترنت فتصبح متاحة لاي فرد في كل مكان في العالم, مضيفا عانيت من السرقة والتسريب ليس في الأفلام فحسب ولكن في الكتب ايضا حيث كنت أجد كتبي ملقاة علي الرصيف بعد سرقتها وإعادة طباعتها, مصر بها مافيا لسرقة الأفلام والكتب ايضا, وهي بمثابة غسيل أموال وتحقق مكاسب كبيرة للسارقين. وتابع لا أدري السبب وراء عدم تمكنا من ضبط عملية القرصنة وتحجيمها خاصة أن لها علاقة بالتقنيات الحديثة, والأسوأ هو أن النسخ التي تقدم علي الانترنت ذات جودة عالية بمعني أنه من الممكن ان تكون مسربة من داخل شركة الانتاج نفسها, وننادي منذ فترة طويلة بضرورة وجود حل لقرصنة الأفلام ولكن لا حياة لمن ينادي, فالأمر لم يعد يتعلق بالقانون فحسب ولكن بإحكام القبضة علي المواقع التي تسرب هذه الأفلام فلابد من معرفة كاملة بالتكنولوجيا الحديثة لمواجهة القرصنة وتقديم آلية محكمة تمنع تسريب الأفلام علي الانترنت.