رغم إطلاق كوريا الشمالية الثلاثاء الماضي لصاروخ عابر للقارات للمرة الأولي يمكن أن يصل إلي ألاسكا, وأيضا بعد عدة تجارب أخري لاقت تنديدا دوليا وتحذيرات بعقوبات إضافية, فإن فكرة اللجوء لعمل عسكري ضد بيونجيانج لا تزال بعيدة جدا, طبقا لتصريحات وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون بعد لقاء مع نظيره الأمريكي جيم ماتيس. كل التحالفات الدولية الجديدة التي تتم وتتبدل في الفترة الأخيرة لم ينتج عنها خط سياسي يبرز توجها بعملية عسكرية ضد كوريا الشمالية, بل كان في اتجاه سياسي ودبلوماسي, وذلك ما أكده ماتيس أن المبادرات في مواجهة كوريا الشمالية تقضي خصوصا بتكثيف الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية, وان تجربة الصاروخ العابر للقارات لا يقربنا من حرب لأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الخارجية ريكس تيلرسون كانا واضحين جدا بتأكيدهما أننا نقوم قبل كل شيء بجهود دبلوماسية واقتصادية. أيضا اتفاق الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن, مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال مباحثاتهما علي هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة هامبورج الألمانية علي العمل المشترك لنزع أسلحة كوريا الشمالية النووية, وعدم السماح بوجود دولة نووية لبيونجيانج. جاء ذلك بتعهد من قبل الطرفين بعدم قبولهما بأن تكون كوريا الشمالية دولة نووية مهما كانت الظروف. في الوقت نفسه, تسعي الولاياتالمتحدة إلي الضغط علي كوريا الشمالية بطريقة التهديد, حيث قامت قاذفات أمريكية بإجراء مناورة بالذخيرة الحية في كوريا الجنوبية وحلقت علي مسافة قريبة من المنطقة المنزوعة السلاح في شبه الجزيرة الكورية, كنوع من ارسال رسالة بالتواجد القريب وان المناورة تمثل ردا حازما علي عمليات إطلاق الصواريخ المتتالية من الشمال. ويتوافق أيضا حلف الأطلنطي الناتو مع فكرة الدفع إلي الحوار وعدم البحث في الخيار العسكري, وكان ذلك علي لسان وزير الدفاع البريطاني الذي أعلن في مركز فكري ردا علي سؤال عما إذا كانت دول الناتو ستساعد الولاياتالمتحدة في ردع كوريا الشمالية عن مزيد من التسلح أو لا, وكان الرد بأن دول الحلف بعيدة جدا عن البحث في خيارات عسكرية, مؤكدا أن الأمر ليس تهديدا للولايات المتحدة وحدها ولا نتوقع ان تعالج الولاياتالمتحدة ذلك بمفردها, وان التهديد يطال كل الأسرة الدولية.