يعد ميناء الحمراوين التعديني لتصدير خامات الفوسفات علي شاطئ مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر كأحد أهم المنافذ التجارية التي لعبت دورا مهما في خدمة قلعة التعدين إبان عصرها الذهبي في الصحراء الشرقيةجنوب المحافظة حينما كان هذا النشاط بمثابة خلية نحل تنسج خيوطها مابين مناجم البيضا وهو أكبر مناجم الفوسفات علي مستوي الشرق الأوسط ومناجم حماضات وأم تندب مرورا بمناجم أخري مازالت شامخة بعد أن أعطت الكثير من خامات الفوسفات ومازالت زاخرة بخيراتها رغم أنه قد افتري عليها بشكل مؤسف من قبل الحكومة حينما اغتالت هذا النشاط ومعداته وبنيته الرئيسية خلال فترة تصفية القطاع العام. وميناء الحمراوين تعود نشأته إلي عام1969 حينما تولي خبراء رومانيين تصميمه وإنشاؤه بمعدات رومانية أيضا وفي عام1970 تم تشغيل هذا الميناء ليصبح أحد أهم موانئ تصدير الفوسفات للخارج ومازال هذا الميناء ينبض بالحياة ومؤخرا وبقرار مدروس فكرت شركة النصر للتعدين المالكة له في ضرورة تجديد شبابه وتوسعة طاقته الاستيعابية وخصصت لعملية تطويره أكثر من385 مليون جنيه وكلفت إحدي شركات المقاولات بتولي عملية التطوير. أكد المهندس بهاء الدين أحمد مدير إدارة المساحة بشركة النصر للتعدين المالكة لميناء الحمراوين بالقصير أن تطوير الميناء ورفع كفاءته يأتي ضمن سياسة الدولة لتطوير الموانئ المصرية وحيث يعد من الموانئ التي لها تاريخ تجاري علي ساحل البحر الأحمر حيث لعب دورا محوريا ومازال في تصدير خامات الفوسفات للخارج وتم رصد أكثر من385 مليون جنيه لعملية التطوير وبعد توقيع العقد مع إحدي شركات المقاولات التي تتولي أعمال التطوير بدأ العمل في هذا المشروع والذي يتضمن إنشاء مخزنين كبيرين لتشوين الخامات وشحنها حيث سيقام المخزن الأول علي مساحة16 ألف متر والثاني علي مساحة8 آلاف متر وذلك إلي جانب تطوير المخزن القديم وذلك وفق آليات حديثة تمنع تطاير الأتربة في الجو منعا لأية تلوثات بيئية كما تتضمن عملية التطوير تركيب جهاز شحن جديد مزود بتقنيات عالية لذات الغرض, بالإضافة إلي تطوير عمق غاطس السفن والذي تعرض لعملية ردم خلال السنوات الماضية قللت من عمقه حيث سيعاد تطهير غاطسه ليصل إلي10 أمتار و50 سنتيمترا.. مشيرا إلي أنه من المقرر الانتهاء منه بعد10 أشهر من الآن. وأضاف أن مردود عملية التطوير تتمثل في رفع معدلات الشحن به من8 ألاف طن يوميا إلي20 ألف طن وذلك من خلال جهاز الشحن الجديد بالإضافة إلي أن عملية التطوير ستوفر فرص عمل جديدة. يشير محمد جمعة أبو عاصي أحد العاملين بمناجم الفوسفات سابقا إلي أهمية تطوير هذا الميناء لأهميته في تحقيق التنمية الشاملة بالمنطقة, ويطالب بضرورة توجه أجهزة الدولة إلي إحياء نشاط الفوسفات التي تتواجد مناجمه مابين سفاجا والقصير لأن تجاهل هذا النشاط ومحاولات تصفيته كان بمنزلة كارثة اقتصادية حيث كان هذا النشاط وعلي مدي قرن من الزمان بمثابة سيمفونية اقتصادية واجتماعية وفرت آلاف فرص العمل, مشيرا إلي أن إعادة هذا النشاط سيعطي دفعة كبيرة للاقتصاد القومي المصري والحد من البطالة ويطالب بضرورة إنشاء مصانع للأسمدة ووقف تصدير الخامات إلا بعد تصنيعها لزيادة مردودها الاقتصادي والاجتماعي. أما المحافظ أحمد عبد الله فيقول ان عملية تطوير ميناء الحمروين التعديني تأتي ضمن منظومة شاملة لتطوير الموانئ المصرية علي ساحل البحر الأحمر لرفع معدلات النشاط المتعلق بالركاب والتجارة معا, مشيرا إلي أن الهدف الرئيسي من عملية تطوير هذا الميناء والتي تتم حاليا هو خلق بيئة نظيفة للمنطقة المحيطة بالميناء والقضاء التام علي عملية الغبار المتطاير حفاظا علي الصحة العامة وقطاع السياحة إلي جانب رفع كفاءة التخزين المتعلقة بالخامات وزيادة الطاقة الاستيعابية للميناء.