اكد العالم والفقيه القانوني الدكتور احمد كمال ابوالمجد اهمية الثقافة السياسية كأول اساس للاصلاح السياسي وان مظاهر الثورة الثقافية السياسية التي تحتاجها بلادنا يلزم معها توضيح بعض المفاهيم الرائجة والمغلوطة خاصة في تلك الايام العصيبة التي تمر بها مصر. واشار في ندوة تأملات في السياق السياسي لعالمنا العربي والاسلامي بالاهرام امس الي مفهوم تركيز السلطة كأحد المفاهيم السياسية المغلوطة والرائجة في عالمنا العربي والاسلامي. ويري ابوالمجد ان السلطة المطلقة مفسدة مطلقة ومجهلة مطلقة ايضا ويقترن التركيز هنا عادة بالتأييد والسلطة تعطي لصاحبها استعلاء واستغناء وضعفا ناهيك عن البطانة الفاسدة والمفسدة والتي وصفها ابوالمجد بأنها نفاق الحاكم وطالب بأن يضع المشرع مادة بهذا الشأن في قانون العقوبات. واكد ان غياب الايمان الحقيقي بالحرية ونقصد هنا الحرية التي تؤدي الي النضج والارشاد وليس الي العصيان المدني الامر الذي وصفه بأنه عقد تبادل الخديعة بين الحاكم والمحكوم ويري ان الحرية الحقيقية تبدأ بالايمان بالتعددية وبالجمال. واوضح ان هناك سوء فهم لفكرة المعارضة وتعني عند البعض مشروع مواطن خائن وانها شر يعكس نقص الوفاء والولاء والوطنية وهذا ينافي مبدأ الحرية والحقيقة معا. كما اشار الي الهوان الذي يعيش فيه الخائف ازاء الحاكم حيث وصف المصريين بأنهم اما خائفون فيتجاهلون واقعهم او حزاني تمتلكهم روح اليأس والكابة ويري ان المواطن الخائف والحزين غير ناجح ومهدر الطاقة ومعطلا للعقل وان السعادة والبهجة تجلب الأمن والقدرة علي العمل والحياة ومن ثم فإن الاصلاح السياسي يقوم علي توزيع السلطة وانتشار ثقافة الحرية وسيادة دولة القانون وتعني ان الجميع سواسية امام القانون وان العلو لايكون لارادة البشر وانما يكون لقاعدة قانونية معلنة سلفا.