كانت أزمة قطر مع العرب سببا في تقييم وإظهار قدرة علم الدبلوماسية علي معالجة مثل تلك المشكلات وتحجيم أخطارها والتقليل من سلبياتها لأنها تخص العائلة العربية الواحدة. وعندما يتدخل الغرباء ويحاربونك بتكنولوجيا المعلومات, فأنت تحتاج أيضا إلي المتمرسين في وسائل التواصل الاجتماعي للرد عليهم كجزء من المعركة. هذا بالضبط ما يحدث في أزمة قطر مع الدول العربية, وقد أولت اهتماما خاصا دولة الإمارات بهذا الجزء من الأزمة وهو الجزء الدبلوماسي والمعلوماتي والذي يديره وزير الدولة للشئون الخارجية الدكتور محمد أنور قرقاش, أو كما يسميه الكثيرون مهندس الدبلوماسية الإماراتي. ولمن لا يعلم فإن قرقاش, بالفعل فارس كلمة يواكب كل المستجدات والقضايا والمواضيع لحظة بلحظة, ويضرب المثل الحي علي التوظيف الأمثل لتكنولوجيا المعلومات والتواصل الاجتماعي. إنه قرقاش الذي لخص رؤيته لإحدي وسائل التواصل الاجتماعي قائلا: تويتر يعزز يوميا تأثيره كأداة إعلامية مهمة, ويضم في ثناياه الغث والسمين, ويثبت أن وسائل التواصل الاجتماعي ستستمر في لعب دور أكبر وأكبر. مؤهلات الدكتور قرقاش أهلته ليكون رأس الحربة في التعامل مع الأزمة الحالية بين قطر والدول العربية والإسلامية دبلوماسيا ومعلوماتيا, فهو تخرج بدرجتي البكالوريوس والماجستير بتخصص العلوم السياسية من جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة في الأعوام1981 و1984 ثم حصل علي الدكتوراه في العلوم السياسية كذلك من كلية كنجر بجامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة عام.1990 وخلال الأعوام من1990 و1995 عمل في سلك التدريس الجامعي في جامعة الإمارات العربية المتحدة في العين, وقام بتدريس مواد حكومة وسياسة دولة الإمارات, ونظم المقارنة وكذلك تدريس القضايا المتعلقة بأمن الخليج. ولعل تصريحاته في الأزمة كانت موزونة بالقدر الكافي ويقصد معانيها الحرفية, ونموذج علي ذلك تصريحاته حول الطلاق بين الدوحة والعرب إذا لم تستجب للمطالب لحل الأزمة. لم يفت قرقاش أيضا الحديث كثيرا عن مصر ودعمها ضد الإرهاب علي مواقع التواصل, فقد قال في إحدي تغريداته إن موقف الإمارات في دعم مصر وشعبها ألب الإخوان والتيارات التكفيرية والمتطرفة, فانتصار شعب مصر غير من خريطة المنطقة والسير نحو الهاوية. أيضا تصريحاته عن الأزهر الشريف ودوره المهم في مكافحة الإرهاب كانت واضحة حيث عول علي الأزهر في مواجهة الفكر المتطرف, وكتب أنه من الطبيعي أن يلعب دوره الوسطي والتاريخي في فترة شوه المتطرفون ديننا الإسلامي الحنيف, وأنه آن الأوان لاستبدال دعوات الإقصاء والتكفير وأوضح أن الدور القيادي والمعتدل للأزهر مطلوب في المرحلة الحالية بعد أن فشل تطرف الإسلام الحزبي في طرح مشروع حضاري جامع يتواصل مع المستقبل.